قال العلامةُ الألباني في تحقيقه لـ " رفعِ الأستارِ " (ص 71): " قلتُ: هذا أثرٌ منقطعٌ، لأن علي بنَ أبي طلحةَ لم يسمع من ابنِ عباسٍ، وإن كان معناهُ صحيحاً على ما سيبينهُ المؤلفُ رحمهُ الله تعالى، ثم إن في الطريقِ إليه عبدَ الله بنَ صالحٍ وفيه ضعفٌ ".ا. هـ.
وقد علق الصنعاني على الأثر بقولهِ: " وأقولُ: لا يخفى على ناظرٍ أنهُ لا دلالةَ في هذا الأثرِ ولا رائحةَ دلالةٍ على المدعى من فناءِ النارِ، بل غايةُ ما يُفيدهُ الإخبارُ عن أنه لا يُجزمُ للمؤمنِ أنه من أهلِ الجنةِ، ولا العاصِ من عصاةِ المؤمنين أنه من أهلِ النارِ. وهذا المعنى ثابتٌ في الأحاديثِ الصحيحةِ ".ا. هـ.
3 - عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرو قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّارِ زَمَانٌ تَخفِقُ أَبْوَابُهَا وَلَيْسَ فِيْهِ أَحَدٌ. يَعْنِي مِنَ المُوحِّدين ".
قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " الضعيفةِ " (2/ 72) في الحكم على الأثر: " قال الحافظُ: " كذا فيهِ، ورجالهُ ثقاتٌ، والتفسيرُ لا أدري ممن هو؟ وهو أولى من تفسيرِ المصنفِ ".
قلتُ: الظاهرُ أن التفسيرَ المذكورَ، من مخرجهِ البزارُ، فقد أخرجهُ الفسوي في " تاريخهِ " بسندِ البزارِ عينهُ عن أبي بلجٍ به، وليس فيهِ التفسيرُ المذكورُ، هكذا ذكرهُ الذهبي في ترجمة أبي بلجٍ. وكذا الحافظُ في " التهذيبِ " عن الفسوي وزاد: " قال ثابتٌ البناني: سألتُ الحسن عن هذا؟ فأنكرهُ ".
وأبو بلجٍ هذا في نفسهِ ثقةٌ، ولكنهُ ضعيفٌ من قبلِ حفظهِ، ولذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه! ثم قال: " وهو منكرٌ ".ا. هـ.
فوائد:
الفائدةُ الأولى: قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " رفعِ الأستارِ " (ص 83) تعليقاً على تفسير " الكشاف " للزمخشري: " وكتابهُ " الكشاف عن حقائقِ التنزيلِ " أشهرُ من أن يذكر، وقد اعتنى به العلماءُ من بعده شرحاً واختصاراً ونقداً وتجريحاً كما تراه مبيناً في " كشف الظنون "، وهو محشوٌ بالبدعة وعلى طريقةِ المعتزلةِ في إنكارِ الصفاتِ والرؤيةِ والقولِ بخلقِ القرآنِ وغيرِ ذلك من أصولِ المعتزلةِ ".ا. هـ.
الفائدةُ الثانيةُ: نقل العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في المصدرِ الآنف (ص 84) نصاً عن الشوكاني في ردهِ على الزمخشري أثناء غمزه في عبدِ اللهِ بنِ عمرو فقال: " وقد أحسن الرد عليه الإمامُ الشوكاني رحمه الله تعالى، فقال في " فتح القدير ": " وأما الطعنُ على صاحبِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وحافظِ سنتهِ، وعابدِ الصحابةِ عبدِ اللهِ بن عمرو رضي اللهُ عنه فإلى أين يا محمود؟! أتدري ما صنعت؟ وفي أي وادٍ وقعت؟ وعلى أي جنبٍ سقطت؟! ومن أنت حتى تصعدَ إلى هذا المكانِ؟ وتتناول نجومَ السماءِ بيدك القصيرةِ ورجلك العرجاء؟! أما كان لك في مكسري! طلبتك من أهلِ النحو واللغةِ ما يردك عن الدخولِ فيما لا تعرف، والتكلم بما لا تدري؟! فيا لله العجب ما يفعلُ القصورُ في علم الروايةِ والبعدِ عن معرفتها إلى أبعدِ مكانٍ من الفضيحةِ لمن لم يعرف قدر نفسهِ، ولا أوقفها حيثُ أوقفها اللهُ سبحانهُ ".ا. هـ.
هل قالَ الإمامُ ابنُ القيمِ بفناءِ النارِ؟
رأيُ العلامةِ الألباني - رحمهُ اللهُ -
قال العلامةُ الألباني - رحمهُ اللهُ - في " الضعيفةِ " (2/ 74 - 75) في نسبةِ القولِ بفناءِ النارِ إلى الإمامِ ابنِ القيمِ - رحمهُ اللهُ - ما نصهُ: " ويؤسفني أن أقولَ: إن القاديانيةَ في ضلالهم المشارِ إليه آنفاً (ص 73) يجدون متكئاً لهم في بعضِ ما ذهبوا إليهِ في بعضِ كتبِ أئمتنا من أهلِ السنةِ، فقد عقد العلامةُ ابنُ القيمِ في كتابهِ " الحادي " فصلاً خاصاً في أبديةِ النارِ، أطال الكلامَ فيه جداً، وحكى في ذلك سبعةَ أقوالٍ، أبطلها كلها، سوى قولينِ منها:
الأولُ: أن النارَ لا يخرجُ منها أحدٌ من الكفارِ، ولكن الله عز وجل يفنيها، ويزولُ عذابها.
والآخرُ: أنها لا تفنى وأن عذابها أبدي دائمٌ.
وقد ساق فيه أدلةَ الفريقين وحججهم من المنقولِ والمعقولِ، مع مناقشتها، وبيان ما لها وما عليها.
¥