ج: أما اعتقادهم خوف وقوع الخطأ من الإمام لو لم يكن معصوماً، فإنه من المعلوم عند الناس أن المقصود من تنصيب الإمام هو تنفيذ الأحكام، والنظر في مصالح العامة وغير ذلك، وليس من شرط بقائه في الحكم أن يكون معصوماً، ولم يطالبه الشرع بإصابة عين الحق حتما في كل قضية، وإنما المطلوب منه أن يتحرى العدل بقدر الإمكان، ولا مانع بعد ذلك أن يخطئ ويصيب كبقية الناس، والقرآن الكريم لم يصرح بعصمة أحد، بل أثبت أن المعصية من شأن الإنسان، كما أنه لا يمدح الإنسان لأنه معصوم، بل يمدح لأنه يجاهد نفسه على فعل الخير، ولو عصم الله من المعاصي أحداً -غير الأنبياء- لما كان للتكليف معنى.
س: ما هي التقية؟ وما منزلتها عند الشيعة؟
ج: التقية في اللغة يراد بها الحذر، والتقية في مفهوم الشيعة معناها أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، أي أن معناها النفاق والكذب والمراوغة والبراعة في خداع الناس، لا التقية التي أباحها الله للمضطر المكره، ومنزلة التقية عند الشيعة:
1 - التقية أساس الدين، من لا يقول بها فلا دين له.
2 - اعتقدوا أن التقية عز للدين، ونشره ذل له، ولا شك أن هذا قلب للحقائق، فإن الله عز وجل طلب من الناس جميعاً نشر العلم وبيانه، وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وقال صلى الله عليه وسلم: ((بلغوا عني ولو آية)).
3 - جعل الشيعة ترك التقية مثل ترك الصلاة تماماً.
4 - حدد الشيعة لجواز ترك التقية بخروج القائم من آل محمد (المهدي المنتظر).
5 - حرفوا معاني الآيات إلى ما يوافق هواهم، وكذبوا على آل البيت، قال القمي: ((وقد سئل الصادق عليه والسلام عن قول الله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} قال: أعلمكم بالتقية)).
6 - زعم الشيعة أن المعيار الصحيح لمعرفة الشيعي من غيره هو الاعتقاد بالتقية.
7 - ساوى الشيعة بين التقية وبين الذنوب التي لا يغفرها الله كالشرك.
س: ما أسباب قول الشيعة بالتقية؟
ج: اختلفت كلمة الشيعة في الأسباب الحاملة لهم على التمسك بالتقية:
1 - قالت طائفة: إن التقية تجب للحفاظ على النفس أو العرض أو المال أو الإخوان.
2 - وقالت طائفة: إن التقية تجب لأنها فضيلة.
3 - والحق أنهم أوجبوا التقية لظروف أحاطت بهم، ورأوا أن لا خلاص لهم إلا بالاتكاء على دعوى التقية. ومن ذلك:
أ- أنهم وقفوا على أقوال متضاربة عن الأئمة المعصومين عندهم يختلفون في الشيء الواحد، فخرجوا من ذلك بدعوى أن ذلك الكلام صدر من الأئمة على سبيل التقية.
ب- ومنها ما وجدوه من كلام الأئمة في مدح الصحابة الذين تبرأ منهم الشيعة ويعتبرونهم كفاراً، فزعموا أن ذلك المدح إنما كان تقية.
س: ما أدلة الشيعة على جواز التقية؟
ج: 1 - قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
2 - قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ}.
3 - قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}.
4 - قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ}.
وهذه الآيات ليس فيها دلالة للشيعة على التقية التي هي بمعنى الكذب واستحلاله، بل تشير إلى جواز التورية في ظاهر الكلام إذا لزمت الضرورة، كقول إبراهيم عليه السلام: {إِنِّي سَقِيمٌ}، أي من عملكم وعبادتكم للأوثان، وأما الاستدلال بالآية: (إلا أن تتقوا منهم تقاة) فإن معناها الأمر بالاتقاء من الكفار، وأما الآية {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ} أي إلا من كان حاله مشرفاً على الخطر، واضطر إلى القول بالكفر فله أن يتقول به من غير أن يعتقد ويعمل به، وقد يقول بعض الشيعة في احتجاجهم بالسنة: إننا نجد أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان يلين القول ويبتسم في وجوه بعض الفسقة والظلمة، والواقع أن هذه الأفعال التي صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت من باب المداراة، ومن باب حسن الخلق وتأليف القلوب.
س: من هو المهدي عن الشيعة؟
¥