الحيلة الثامنة: وهي الخلع من الدين: فهي أن يقول الداعي للمدعو: إن فائدة الظاهر أن يفهم ما أودع فيه من علم الباطن لا العمل به، وهو المراد –بزعمهم الكاذب- لقوله تعالى: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}.
الحيلة التاسعة: الانسلاخ من الدين أو حيلة السلخ: فهي أنهم إذا أنسوا من المدعو الإجابة وصار منهم، أعلموه أنه قد أطلق من وثاقه وحل له كل ما حرم على غيره من الناس الذين لم يدخلوا مذهبهم، وزالت عنه جميع التكاليف.
الفصل السادس: عقائد الباطنية
س: ما هي عقائد الباطنية؟
ج: يجد المتتبع لأخبار الباطنية ومذاهبهم تناقضاً ظاهراً، والسر في هذا التناقض يعود إلى أن أهل المذهب هم الذين أرادوا ذلك لكي تتضارب أخبارهم عند الناس، وبالتالي يستطيعون تكذيب ما يريدون مما ينقل عنهم بحجة أن الناس يكذبون عليهم، ومن عقائدهم ما يلي:
أولاً: عقيدتهم في الألوهية، اختلفت مذاهبهم فيه على درجات من الكفر والإلحاد كما اتضح من خلاصة معتقداتهم، فذهب قسم منهم إلى القول بوجود إلهين، لا أول لوجودهما من حيث الزمن، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق، واسم المعلول التالي، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه، واستدلوا من القرآن الكريم بما جاء فيه من صيغة الجمع مثل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا}، {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ}، ولا شك أن هذا يدل على مدى جهلهم بلغة العرب لأنهم من فارس، وبعضهم لم يتقن العربية، وإلا لعلموا أن هذا الخطاب ((إنا)) أو ((نحن)) إنما هو من باب التعظيم، والله عز وجل له العظمة المطلقة، وذهب قسم آخر منهم إلى الاعتقاد أن علياً رضي الله عنه هو الذي خلق السموات والأرض خالق محيي مميت مدبر للعالم، وأنه ظهر في صورة الناسوت - الناس- ليؤنس خلقه وعبيده ليعرفوه ويعبدوه، وذهب بعضهم إلى أن الله تعالى لا يصح وصفه بأنه موجود ولا معدوم، ولا معلوم ولا مجهول.
ثانياً: اعتقادهم في النبوات: يجحد الباطنيون النبوات، وينكرون المعجزات، ويزعمون أنها من قبيل السحر والطلاسم، واعتقدوا أن جبريل عبارة عن العقل الفائض على النبي لا أنه شخص يتنقل من علو إلى سفل، وعلى هذا فهم يعتقدون أن القرآن الكريم تعبير محمد عن المعارف التي فاضت عليه من العقل الذي هو جبريل، وسمي كلام الله مجازاً، ومن اعتقاداتهم التي بينها الغزالي أنهم قالوا: كل نبي لشريعته مدة، فإذا انصرمت مدته بعث الله نبياً آخر ينسخ شريعته، وحددوا لشريعة كل نبي سبعة أئمة، أولهم النبي الناطق، ثم الأساس الصامت، ثم السوس, ومعنى الناطق أن شريعته ناسخة لما قبله، ومعنى الصامت أن يكون قائماً على ما أسسه غيره، والسوس هو الباب إلى علم النبي في حياته والوصي بعد وفاته، والإمام لمن هو في زمانه.
ثالثاً: اعتقادهم في الآخرة: اتفق كلمة الباطنية على إنكار الآخرة، وأوَّلوا القيامة في القرآن والسنة، وقالوا بأنها رموز تشير إلى خروج الإمام، وقيام قائم الزمان –إمام العصر-، السابع الناسخ للشرع المغير للأمر كما يصفونه، وقالوا أيضاً: إن معنى القيامة انقضاء الدور، وأنكروا بعث الأجسام والجنة والنار.
رابعاً: اعتقادهم في التكاليف الشرعية: يتميز مذهب الباطنية بأنه من أشد المذاهب استحلالاً للمحرمات، وأكثر تفلتاً عن القيام بالتكاليف الشرعية، مع أنهم لا يتظاهرون أمام العامة بترك التكاليف إلا فيما بينهم.
الباب السادس: النصيرية
الفصل الأول: تمهيد في بيان خطر النصيرية
س: اذكر بيانا في خطر النصيرية.
ج: النصيرية هي إحدى الفرق الباطنية الغلاة، ظهرت في القرن الثالث للهجرة، انشقت عن فرقة الإمامية الاثني عشرية، والنصيريون كغيرهم من أعداء العقيدة الإسلامية الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر.
الفصل الثاني: (زعيمهم) وسبب انفصاله عن الشيعة وموقفهم منه
س: من هو زعيم النصيرية؟ وما سبب انفصاله عن الشيعة؟ وما موقفهم منه؟
¥