تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ وإما أن تصر على دعوى أنه لا فرق ومن أثبت المعنى فقد كيّف وعلى هذا فأنت قد كيفت السمع والبصر والقدرة ..

وعليه فما جاز لك في هذه الصفات جاز لنا في غيرها ولا نوافقك على أنه تكييف فسمه أنت ما شئت

ثم إن كان عندك إثبات صفة السمع بمعنى الإدراك الحقيقي لنفس الأصوات إن كان هذا تكييفا فماذا نسمي إثبات المعاني التفصيلية للسمع القائمة على إثبات كيفيات لحصوله

أليس هذا هو التكييف؟ أم أننا سنجمع بين المتفرقات ونسمي الجميع تكييفا؟!!

لعل هذا الخلط ناشئ عن الخلط السابق

وما سبق بيانه مني سأدلل عليه بأقوال لأئمة السلف ومن سار على نهجهم من أئمة أهل السنة الموثوق بهم

أما الفقرة الأولى فهي محل اتفاق ولا خلاف فيها كمبدإ وإنما الخلاف في التطبيق وهو ما سنبينه في الفقرة (ج)

ومع هذا سأكتفي ببعض عبارات الأئمة لجلاء تلك الفقرة أعني (أ)

قال الإمام اللالكائي في كتابه شرح الاعتقاد:

" وسئل محمد بن جعفر عن قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى قال من زعم أن الله استوى على العرش استواء مخلوق على مخلوق فقد كفر ومن اعتقد أن الله استوى على العرش استواء خالق على مخلوق فهو مؤمن

والذي يكفي في هذا أن يقول إن الله استوى على العرش من غير تكييف " ا. هـ

وقال الإمام الدارمي في نقضه:

" فكما نحن لا نكيف هذه الصفات لا نكذب بها كتكذيبكم ولا نفسرها كباطل تفسيركم " ا. هـ

وقال الإمام الأشعري:

" وندين الله عز و جل بأنه يقلب القلوب بين أصبعين من أصابعه وأنه سبحانه يضع السماوات على أصبع والأرضين على (1/ 27) أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من غير تكييف " ا. هـ

وقال الإمام إسماعيل الأصبهاني في " الحجة " له:

" ولا نكيف صفات الله عز وجل، ولا نفسرها تفسير أهل التكييف و التشبيه، و لا نضرب لها الأمثال، بل نتلقاها بحسن القبول تصديقاً " ا. هـ

فلا يجوز التكييف مطلقا وليس لأحد أن يكيف أي صفة لا خبرية ولا عقلية لأنه قائم على القياس في حق من لا نظير له ولا شبيه

وهذا يمثل أصلا كليا في هذا الباب لا ينخرم

لكن نفي التكييف من قِبَلنا لا يلزم منه نفي الكيف في حقيقة الصفة وعليه فما سيأتي عن أئمة السلف والسنة من اعتقاد وجود كيف للصفات في حقائقها وكنهها لكن لا نعلمه لا يعارض نفي التكييف

لأن ترك التكييف سببه عدم العلم بالكيف لا انعدام الكيف

قال الإمام ابن أبي زمنين المالكي:

" فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه،

ووصفه بها نبيه، وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير

فسبحان من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لم تره العيون فتحده

كيف هو كينونيته، لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به. "

فالسبب في عدم التكييف هو عدم العلم به برؤية أو نحوها لا لأنه لا كيف له أصلا

وروى الأثرم في السنة وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة وأبو عمرو الطلمنكي وغيرهم بإسناد صحيح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون أنه قال:

" فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو. وكيف يُعرف قدر من لم يبدأ ومن لا يموت ولا يبلى؟ وكيف يكون لصفة شيء منه حد أو منتهى - يعرفه عارف أو يحد قدره واصف؟ - على أنه الحق المبين لا حق أحق منه ولا شيء أبين منه " ا. هـ

فهنا بين أن له كيفا ولكنه غير معلوم لدينا

قال العقيلي في " الضعفاء " والخلال في " السُّنَّة " كلاهما:

أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا أحمد بن محمد المقدمي، حدثنا سليمان بن حرب، قال: سأل بشر بن السري حماد بن زيد، فقال: يا أبا إسماعيل، الحديث الذي جاء: ((ينزل الله إلى السماء الدنيا)) يتحول من مكان إلى مكان؟

فسكت حماد، ثم قال: ((هو في مكانه، يقرب من خلقه كيف شاء)

وهذا إسناد صحيح

ورواه ابن بطة في كتاب [الإبانة] فقال: حدثني أبو القاسم حفص بن عمر الأردبيلي، حدثنا أبو حاتم الرازي , حدثنا سليمان بن حرب، قال: سأل بشر بن السري ... فذكره بمثله

قال الإمام أحمد بن حنبل:

يضحك الله تعالى ولا يعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول وتثبيت القرآن "

رواه الخلال والأصبهاني التيمي في الحجة وابن بطة

أثبت أن الكيف لا يعلم لا أنه منعدم

وقال الخلال في كتاب السنة:

أخبرني عبيد اللّه بن حنبل، أخبرني أبي حنبل ابن أبي إسحق قال: قال عمي يعني أحمد بن حنبل:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير