تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الخلق وكذلك إدريس صعد إلى السماء ببدنه وكذلك عند أهل الكتاب أن إلياس صعد إلى السماء ببدنه ومن أنكر صعود بدنه إلى السماء من المتفلسفة فعمدته

أحدهما أن الجسم الثقيل لا يصعد وهذا في غاية الضعف فإن صعود الأجسام الثقيلة إلى الهواء مما تواترت به الأخبار في أمور متعددة مثل عرش بلقيس الذي حمل من اليمن إلى الشام في لحظة ولما قال سليمان يأيها الملؤا أيكم يأتيني بعرشها 0000الخ

قال الحافظ في الفتح

قَالَ عِيَاض يَحْتَمِل أَنْ يَكُون صَلَّى بِالْأَنْبِيَاءِ جَمِيعًا فِي بَيْت الْمَقْدِسِ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْهُمْ إِلَى السَّمَاوَات مَنْ ذَكَرَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ، وَيَحْتَمِل أَنْ تَكُون صَلَاته بِهِمْ بَعْد أَنْ هَبَطَ مِنْ السَّمَاء فَهَبَطُوا أَيْضًا. وَقَالَ غَيْره: رُؤْيَته إِيَّاهُمْ فِي السَّمَاء مَحْمُولَة عَلَى رُؤْيَة أَرْوَاحهمْ إِلَّا عِيسَى لِمَا ثَبَتَ أَنَّهُ رُفِعَ بِجَسَدِهِ، وَقَدْ قِيلَ فِي إِدْرِيس أَيْضًا ذَلِكَ

وقال الخازن

الوجه السادس: أن معنى التوفي أخذ الشيء وافياً ولما علم الله تعالى أن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله إليه هو روحه دون جسده كما زعمت النصارى أن المسيح رفع لاهوته يعني روحه وبقي في الأرض ناسوته يعني جسده فرد الله عليهم بقوله إني متوفيك ورافعك إلي فأخبر الله تعالى أنه رفع بتمامه إلى السماء بروحه وجسده جميعاً

وقال ابن رجب في الفتح

والذي رآه في السماء من الأنبياء عليهم السلام إنما هو أرواحهم، إلا عيسى- عليه السلام - فإنه رفع بجسده إلى السماء.

وقد قال طائفة من السلف: أن جميع الرسل لا يتركون بعد موتهم في الأرض أكثر من أربعين يوما، ثم ترفع جثثهم إلى السماء، روي ذلك عن ابن المسيب، وعن عمر بن عبد العزيز، وأنه قال: وأخبرني بذلك غير واحد ممن أدركته، فعلى هذا يكون المرئي في السماء أشخاصهم كما كانوا في الأرض.

والله أعلم وأحكم

ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:10 م]ـ

جزاكم الله خيرا.

ـ[ابن مسعود العتيبي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:10 م]ـ

حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع على ذلم كما يلي

(وأجمعت الأمة على أن الله عز وجل رفع عيسى إليه في السماء) انظر: بيان تلبيس الجهمية 2/ 419

وأنصحك بمراجعة كتاب: المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الإجماع - جمعا ودراسة.

وهو كتاب مطبوع طبعته دار الهدي النبو في مصر ودار الفضيلة في السعودية وهو عبارة عن ثلاث رسائل جامعية للإخوة: خالد الجعيد وعلي العلياني وناصر الجهني

ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:55 ص]ـ

أقول:

الذي ظهر لي بعد النظر في الأدلة

أن موته ورفع جسده عليه السلام إلى السماء من الأمور المتشابهة وأن الأحوط لدين المرأء هو التوقف فيها وعدم الحكم الجازم بما لادليل قطعي عليه والله أعلم

وأنهامن الأمور الغيبية التي لامجال فيها للقياس أو الإجتهادوالحكم في مثلها لايكون إلا بنص صحيح صريح.

إما رأي عامة علماء المسلمين -حسب علمي- والذين بلغنا رأيهم هو أنهم يرون أنه رفع بجسده إلى السماء

ورأي الغالبية على الأقل-حسب علمي- أنه حي حياة طبيعية.

أما من حيث الأدلة فالأدلة تحتمل .. والقرآن الكريم كما يقال حمال أوجه.

صحيح أن الأصل هو الموت ما لم يأتي صارف يصرفه عن ذلك

ولكن الأصل أيضا أن من رفعه الله أن يكون الرفع له كله جسده وروحه إلى إن أتى صارف يصرفه عن ذلك إلا إن قيل أن ذلك من باب رفع الله لنبيه ادريس عليه السلام وقد أخلتف في كيفية رفعه وهل رفع جسده إلى السماء أم لا

قال ابن كثير وقال الحسن، وغيره، في قوله: (ورفعناه مكانا عليا) قال: الجنة.

وقال البغوي

((ورفعناه مكانا عليا) قيل: يعني الجنة. وقيل: هي الرفعة بعلو الرتبة في الدنيا.

وقيل: هو أنه رفع إلى السماء الرابعة.

وقال: الشوكاني

وقد اختلف في معنى قوله: ورفعناه مكانا عليا فقيل: إن الله رفعه إلى السماء الرابعة، وقيل: إلى السادسة، وقيل: إلى الثانية.

وقد روى البخاري في صحيحه من حديث الإسراء وفيه: ومنهم إدريس في الثانية، وهو غلط من رواية شريك بن عبد الله بن أبي نمر.

والصحيح أنه في السماء الرابعة كما رواه مسلم في صحيحه من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وقيل: إن المراد برفعه مكانا عليا: ما أعطيه من شرف النبوة، وقيل: إنه رفع إلى الجنة.

أقول:

وثمت نظرفي استدلالهم بأحاديث الإسرء والمعراج على رفع أجسادهم إلى السماء

فقد لقي النبي صلى الله عليه وسلم غيرهم من الأنبياء في السماء ولم يقل أحد أن الرفع كان لجسدهم

أما قضية موته عليه السلام فالذي يظهر أنه لم يحصل إجماع من السلف على ذلك

قال الطبري وابن كثير وغيرهم

وقال آخرون: معنى ذلك: إني متوفيك وفاة موت.

قال الشوكاني في تفسيره

وإنما احتاج المفسرون إلى تأويل الوفاة بما ذكر؛ لأن الصحيح أن الله رفعه إلى السماء من غير وفاة، كما رجحه كثير من المفسرين، واختاره ابن جرير الطبري، ووجه ذلك أنه قد صح في الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزوله وقتله الدجال، وقيل: إن الله سبحانه توفاه ثلاث ساعات من نهار ثم رفعه إلى السماء، وفيه ضعف، وقيل: المراد بالوفاة هنا النوم ومثله وهو الذي يتوفاكم بالليل [الأنعام: 60] أي ينيمكم، وبه قال كثيرون.

أما قول ابن جرير الطبري

ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله - عز وجل -، لم يكن بالذي يميته ميتة أخرى، فيجمع عليه ميتتين، لأن الله - عز وجل - إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يميتهم ثم يحييهم، كما قال - جل ثناؤه -: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء) [سورة الروم: 40]. [ص: 461]

أقول:

وفي هذا أيضانظر فقد خلق الله قوما ثم أماتهم ثم أحياهم ثم أماتهم كما هو معلوم في القرآن الكريم

والله تعلى أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير