و حال الوثنيين و ان كان اغلظ من حال أهل الكتاب من حيث النظر الى اصل دينهم اذ ان اهل الكتاب اصل دينهم التوحيد و الشرك طارئ عليهم بخلاف الوثنيين الذين دينهم من الاصل شركي الا ان حال عبادتهم تقريبا واحد فما آل اليه امر اهل الكتاب في عبادتهم لا يكاد يختلف عن امر الوثنيين من عبادتهم الصور و الاوثان و نحو ذلك فهما متفقان في ذلك على وجه التقريب فلا معنى للتفريق بينهما من هذا الوجه و ان جاز من وجه آخر و هو اصل دينهم و قد افترضنا ان هذا الفرق غير مؤثر في مشروعية عقد الذمة و انهما سواء فيه فلا معنى للتفريق بينهما في اقرارهم على معبوداتهم و الحال هذه اعني التقارب الشديد بينهم في شأنها
و لعل الرجوع لكتب المذاهب التي رأى أصحابها هذا الرأي يوضح المسألة بصورة اكبر و الله اعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[07 - 06 - 09, 12:43 ص]ـ
أخي الكريم أبو أحمد العجمي
أولا أعتذر لكم بشده عن خروجي علي موضوعكم و عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم فربما أرفع الموضوع فيراه أحد إخواننا المشايخ فيفيدك في سؤالك بالتحديد
أخي الكريم أبا الأشبال الدرعمي هذه دعوه للمباحثه وعرض الآراء وليست فتوي مني أو ما شابه.
أظن و الله أعلم أن كلام بن القيم رحمه الله متناقض بعض الشيء
إذ قال ما نصه
(فإن قيل: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذها من أحد من عباد الأوثان مع كثرة قتاله لهم.
قيل: أجل، وذلك لأن آية الجزية إنما نزلت عام (تَبُوك) في السنة التاسعة من الهجرة بعد أن أسلمت جزيرة العرب، ولم يبق بها أحد من عبّاد الأوثان، فلما نزلت آية الجزية أخذها النبي صلى الله عليه وسلم ممن بقي على كفره من النصارى والمجوس. ولهذا لم يأخذها من يهود المدينة حين قدم المدينة، ولا من يهود خيبر لأنه صالحهم قبل نزول آية الجزية) إنتهي
1: نحن نعلم يقينا أن حديث بريده نزل بعد آيه الجزيه التي في التوبه لأن فيه ذكر الجزيه و لم تكن شرعت من قبل هذه الآيه أليس كذلك أيها الحبيب؟
2: وبن القيم هنا يقول أن آيه الجزيه عندما نزلت لم يكن هناك وثنيين في جزيره العرب
3: إذن خطاب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للأمراء كان المقصود به أهل الكتاب أو المجوس
(لأنه لم يكن هناك وثنيين علي حد كلام بن القيم السابق)
فكيف قال قبلها
(ومنها: أن الجزية تؤخذ من كل كافر: هذا ظاهر هذا الحديث، ولم يَستثن منه كافراً من كافر. ولا يقال: هذا مخصوص بأهل الكتاب خاصة، فإن اللفظ يأبى اختصاصهم بأهل الكتاب؛ وأيضاً فسرايا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وجيوشه أكثر ما كانت تقاتل عبدة الأوثان من العرب)
فمعني كلامه أن الخطاب في حديث بريده يشمل الوثنيين (لأنهم أكثر ما كانت تقاتله السرايا)
فحسب فهمي الكليل هناك تناقض تناقض في هذا الكلام هل توافقني علي هذا
4: نقطه أخري (سرايا رسول اللّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وجيوشه أكثر ما كانت تقاتل عبدة الأوثان من العرب) هذا حق ولكن قبل نزول آيه الجزيه أما بعدها فلا
ثم ما تأويل حديث (أمرت أن أقاتل الناس) ما معني الناس هنا وهل هذا الحديث محكم أم منسوخ
سؤال للإستفاده هل أستطيع أن القول بأن رأيي هذا موافق للجمهور أم لا (ما عدا أبي حنيفه وأحمد في روايه) كماذكر بن القيم رحمه الله أفدني و جزاك الله خيرا
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 06:54 م]ـ
الأخ أبا عبد الرحمن الفائدة حاصلة إن شاء الله وفقك الله وأعانك
الأخ أبا الأشبال ما ذكرته فضيلتك لا شك أنه هو القياس لأن حال الوثنيين لا يبعد عن حال الكتابيين في وضعهم لصورهم في الكنائس وهم مشركون على أي حال
إلا أن الإشكال إني لم أجد في كتب الفقه من نص على إقرار الوثنيين على أصنامهم في ديار الإسلام لا سلبا ولا إيجابا