[دعوة للتوسط والإعتدال، ونبذ الإستعجال و التنقير فيما هو محل ذلك]
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعزاء في ملتقانا المبارك ـ إن من حبي ونصيحتي لي ولكم وللأئمة منكم خاصة والمسلمين عامة ـ عرض هذا الموضوع وإدارة النصيحة والمجادلة بالحسنى فيه حيث قد عم بلاؤه وانتشر في كثير من الأئمة الغفلة أو التغافل عن القيام بما ينبغي أو يجب فيه
وذلك والله أعلم عائد لأسباب منها عدم استشعار الوقوف بين يدي الواحد الديان وعدم شغل البال بذلك ليقوم الخاطر والجنان والجوارح بالواجب في أثناء هذا القيام المواصل برب العالمين جل جلاله.
أو لانشغال بعض الأئمة ـ الذين جعل الناس على كاهلهم إمامتهم في أعظم مواقف الدنيا على الإطلاق، وجعلوا في أشخاصهم محل النظر والإقتداء ـ انشغالهم بلهوات الدنيا ومتاعها بما عاد بالأثر الواضح الملاحظ على الإخلال بهذا المقام العظيم.
وذلك بالعجلة المفرطة، وعدم القيام بالسنن لأنفسهم فضلا عن تمكين المأمومين من أدائها
وفي شرح شيخنا العلامة ابن عثيمين ـ تغمده الله بواسع رحمته ـ لصفة الصلاة قال كلاما ما معناه (إنه على الإمام أن يمكن المأموم من القيام بواجبات الصلاة وأركانها قياما كاملا، وذلك واجب عليه، ومما ينبغي للإمام انتظار المأموم حتى يقوم بالسنن سيما السنن القولية كالدعاء في السجود وإكمال تسبيح الركوع، وأرى أنه مما يجب على الإمام مراعاة حق المأموم حتى يأتي بالسنن) ا. هـ كلامه رحمه الله ملخصا بمعناه
قال ابن دقيق العيد ـ رحمه الله تعالى ـ بعد حديث التخفيف في قوله عليه الصلاة والسلام (إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف، فإن من ورائه المريض والضعيف وذا الحاجة) قال: والله ما التخفيف الذي أمر به إلا ما كان يفعله، وقد كان يصلي الظهر فيقرأ في الأولى بعد الفاتحة ثلاثين آية، وفي الثانية ثلاثين آية، وفي العصر في الأولى بعد الفاتحة خمس عشرة آية ... ) إلى آخر الحديث في صحيح مسلم عن أنس بالقراءة في كل الركعات
وكان يعد له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خمسين تسبيحة في الركوع، وقد حض - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الإكثار من الدعاء في السجود.
والتخفيف أمر نسبي يرجع فيه إلى ما فعله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وواظب عليه، وهديه الذي واظب عليه هو الحاكم عند النزاع.
يقول ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يأمرنا بالتخفيف ويؤمنابالصافات) صححه الألباني في صحيح سنن النسائي. رحمة الله على الجميع.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في الزاد: (فالقراءة بالصافات من التخفيف الذي أمر به)
وكان أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يصلي الفجر بالبقرة وآل عمران قراءة بطيئة فيقولون له: ياخليفة رسول الله كادت الشمس تطلع. فيقول: لوطلعت ما وجدتنا غافلين.
وقال عبد الحق الإشبيلي ـ رحمه الله ـ في مقدمة كتابه الصلاة (الحمدلله الذي امتن على عباده بطاعته فخرو ا بين يديه متذللين، ولوجهه معظمين، لم يغلق بينه وبينهم بابا، ولا أسدل دونهم حجابا، ولا خفض أودية، ولا رفع شعابا .. )
فوالله إن تكريم ربنا تعالى لنا بقيامنا بين يديه والسجود له تكريم، وأي تكريم. وحاجتنا إلى الله لا تنحصر فما بالنا! وما بال الأئمة ... !
إخواني الفضلاء:
وإن مما يكدر الخاطر أن والله في الآونة الأخيرة ـ ويعلم الله أني أريد بهذا النصح ـ ما يكون غالبا في الحرم الشريف من عجلة مفرطة في الصلوات مما لا يمكن المصلي من أداء السنن،
بل حتى من أداء بعض الواجبات، وما هو أعلى من ذلك، فإن العاجز والكبير الذي يحتاج معه إلى ترفق وتوسط ـ سيما مع شدة الإستعجال في هذا الزمان ـ المحتاجون إلى الترفق معههم يعانون ـ والله أشد المعاناة في ذلك، فلا يكاد يتهيأ للركن الآتي وإقامة الذكر فيه فيفجع بانتقال الإمام وانتقاله االعجل بين الأركان، وإن لم يكن هذا التخفيف المخل فلا أدري ما هو!!.
وفق الله الأئمة وهداهم لصواب القول والعمل = آمين