[هل أحد من يفسر هذه العبارة؟؟]
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[29 - 11 - 05, 10:00 م]ـ
قال البيضاوي رحمه الله في أنوار التنزيل:
وإنما كسرت الباء - في بسم الله - ومن حق الحروف المفردة أن تفتح لاختصاصها بلزوم الحرفية والجر، كما كسرت لام الأمر ولام الإضافة داخلة على المظهر للفصل بينهما وبين لام الابتداء ولام التأكيد.
ما هي هذه القاعدة في إعراب الحروف المفردة، وما معنى اختصاصها، وما قصده بقوله: كما كسرت لام الأمر .... إلخ.
أفيدونا بارك الله فيكم بسرعة إجابتكم
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[01 - 12 - 05, 09:32 ص]ـ
أخي الكريم:
المسائل التي طرحتها تعد من المسائل التي تناولها التعليل الفلسفي وأقحمت في النحو-مع الأسف-
فمقصودهم من قولهم:من حق الحروف المفردة أن تفتح ...... ما زعمه التفتازاني من أن بناء الحروف كان ينبغي أن يكون على السكون وليس على الحركة ..... ولو قيل له لماذا؟ لكان الجواب الفلسفي أن السكون عدم والحركة وجود .... ولما كان العدم متقدما على الوجود كان التسكين أولى من التحريك ..... فحق للحروف أن تسكن ..... ولو قيل له: لماذا لم تسكن؟ لقال إن العرب لا تبدأ بساكن فلا بد من العدول إلى الحركة ..... ولما كانت الفتحة أخت السكون في الخفة نابت عن السكون ....
أما السيد الجرجاني فله تعليل فلسفي آخر ..... فهو يزعم أن الإعراب لا بد أن يكون وجوديا لأنه أثر العامل وبالتالي فإن البناء لا بد أن يكون عدميا لأنه ضد الإعراب ..... ولما كانت حروف المعاني -كحروف الجر- يمكن أن تأتي في أول الكلام كالباء في البسملة فقد عمد العرب الذين لا يحتملون البدء بالساكن إلى تخصيصا بالفتح لأنها أخف.
أما لماذا كسرت الباء فلكي تتميز عن غيرها لأنها لا تكون إلا حرفا.فالكاف مثلا مفتوحة لأنها تأتي حرفا واسما ... وكسرت الباء إشعارا باختصاصها للزوم الحرفية .....
وهذا الذي وقع للباء شبيه بما وقع للام فقد كسرت لام الاضافة الداخلة على الاسم الظاهر- وليس المضمر لأنها تكون مفتوحة كما في "لكم" و "لنا"- لتتميز عن لام الابتداء ولام التوكيد المفتوحتين ....
وكل هذا تدقيق وخبط لا يحتمله النحو الخالص: نحو سيبويه والفراء.