تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القياس عند الفارسي]

ـ[العجوري]ــــــــ[01 - 01 - 06, 12:20 ص]ـ

اخواني هاكم مشاركة جديدة مني عسى ان تنفعكم

القياس عند ابي علي الفارسي

مقدمة:

إنّ اللغة العربية كالبحر العظيم الغائر لا تحده حدود، ولا تعرف له عمقا، ومن هذه اللغة خرجت الفنون الأدبية وعلوم الحديث وعلوم الكلام؛ فمنذ أمد بعيد اشتهر العرب بفصاحتهم وبيانهم وتفوقهم على باقي أهل الأرض في الفنون اللغوية وعلوم الكلام، إلى أن جاء الإسلام ليصبح للغة العربية مكانة خاصة تتزاهى وتتفاخر بها، فأعظم معجزة عرفها البشر وهي القرآن الكريم نزلت بهذه اللغة العظيمة،حتى صار تعلم الدين الإسلامي واعتناقه يتطلب معرفة وفهم للكلمات والمفردات العربية،بل ويتطلب في بعض الأحيان الغوص في أعماق اللغة، ومعرفة خباياها وأسرارها، حتى أصبح لهذه اللغة أنصار ومحبون من غير العرب، يحبونها ويتغزلون في مدحها، فكان لها علماء وأعلام ومنهم العلامة الألمعي الفارسي الحسن بن احمد.

أكتب في البحث الذي بين أيديكم نبذة يسيرة عن القياس عند أبي علي الفارسي، مبتدئا ً بتعريف القياس وأحكامه وأهميته، ومن ثم الحديث عن العلامة الفارسي (حياته،علمه، مصنفاته، تلاميذه) موقفه من القياس وأبرز مظاهر القياس عنده، ثم مكانته في القياس، واختتم هذا البحث بعرض المسائل التي تعرض لها في القياس من خلال (كتاب الشعر).

أولاً: القياس

مفهوم القياس:

يفهم القياس من قول ابن الأنباري " اعلم أن القياس في وضع اللسان بمعنى التقدير، وهو مصدر قايست الشيء بالشيء مقايسة وقياساً:قدرته ومنه المقياس أي المقدار،وقيس رمح ٍ أي قدر رمح " (1)

أما القياس في النحو فهو حمل غير المنقول على المنقول في حكم علة جامعة، ويعد ابن أبي اسحق " أول من بعج النحو ومد القياس، وشرح العلل " (2)، وقبل أن نستطرد في حديثنا عن مفهوم القياس،لابد من ذكر أركانه وهي أربعة:

1 - أصل وهو المقيس عنه

2 - فرع وهو المقيس

3 - حكم

4 - علة جامعة

المقيس عنه: ومن شروطه:

1 - ألاّ يكون شاذاً خارجاً عن سنن القياس، فما كان كذلك لا يجوز القياس عليه كتصحيح مثل:استحوذ، استصوب،استنوق، وكحذف نون التوكيد في قوله: " اصرف عنك الهموم طارقها " أي (اصرفن) ووجه ضعفه في القياس إن التوكيد للتحقيق وإنما يليق به الإسهاب والإطناب لا الاختصار والحذف.

2 - كما لا يقاس على الشاذ نطقاً لا يقاس عليه تركاً،كامتناعك عن (وذر،ودع) مع جوازهما قياساً لأن العرب تحامتها.

3 - ليس من شرط المقيس عليه الكثرة، فقد يقاس على القليل لموافقته للقياس ويمتنع على الكثير لمخالفته له مثال الأول: شنئي نسبة إلى شنوءة، اكتفى سيبويه بهذا الوارد لأن السماع لم يرد بخلافه لا في هذا اللفظ ولا فيما كان من نوعه، فقاس عليه وجعل وزن (فعليّ) قياساً في (فعولة) مع انه لم يقع إليه من شواهد الا هذه الكلمة المفردة، فهو يقول في النسب إلى (ركوبة،حلوبة: ركبيّ وحلبيّ). أما الاخفش فجعله شاذاً لا يقاس عليه،ونسب إلى الكلمتين بقوله: (ركوبي، وحلوبي) لكن القياس يؤيد سيبويه في قياسه على شنوءة شنئيّ بما يأتي:

فعولة _فعيلة، فكل منهما ثلاثي، وثالثه حرف لين وانتهى بتاء التأنيث فجعلوا واو شنوءة كياء حنيفة وعاملوها مثلها في النسبة. (ولا يقول في ضرورة:ضروري لأنه لا يقال في جليلة: جللي)

قال أبو الحسن:" فان قلت: إنما جاء هذا في حرف واحد (يعني شنوءة) فالجواب انه جميع ما جاء ".

ومثال الثاني ك قولهم في (ثقيف وقريش وسُليم):ثقفي وقرشي وسُلمي وان كان أكثر من شنئي فانه عند سيبويه ضعيف في القياس فليس لك أن تقول في سعيد:سعدي.

4 - للقياس أربعة أقسام:

أ - حمل فرع على اصل كإعلال الجمع لإعلال المفرد مثل (قيمة: قيم) أو تصحيحه لصحة المفرد مثل (ثور: ثِوَرة).

ب_ حمل اصل على فرع لإعلال فعله (قام: قياماً) أو تصحيحه لصحة فعله مثل (قاومت: قواماً).وكحذف الحروف في الجزم وهي أصول حملاً على حذف الحركات.

ج- حمل نظير على نظير: منعوا (افعل التفضيل) من رفع الظاهر لشبهه بـ (افعل التعجب)،وأجازوا تصغير افعل التعجب حملاً على اسم التفضيل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير