تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إعراب جزء عم الحلقة الثالثة]

ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[22 - 11 - 05, 05:32 م]ـ

إعراب سورة عبس

بين يدي السورة:

لهذه السورة موقع خاص في حياة الدعوة الإسلامية، فهي تصحيح لمسار الدعوة، وإصلاح لخطواتها، وهي تعطي ميزاناً لأقدار الرجال، فبعد أن مدح الله سبحانه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في سورة (النجم)، بأحسن الصفات التي ترفع قدره، وتعلي ذكره، تأتي سورة (عبس) – التي نزلت بعد سورة (النجم) – لتريه درساً في طريقة الدعوة، وفي تقدير الناس، فهي تعتب عليه عتباً رقيقاُ رفيقاً، لكنه مؤثر، لما أعرض عن رجل فقير أعمى هو عبد الله بن أم مكتوم – وقد جاءه ليتعلم منه شيئاً مما علمه الله – إذ كان في هذه الأثناء يدعو بعض صناديد قريش – ومنهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب. فترى فاتحة السورة عتاباً على هذه الطريقة، وبياناً لأن قدر الرجل يتحدد بناءً على إقباله على الحق لا على هيئته بين الناس.

ثم تتابع قضايا الدعوة الإسلامية بعد ذلك؛ فيذكر الإنسان بأصل خلقته، ومنة الله عليه بكيفية خلقه، وتيسيره إلى السبيل، وبنعمة ستره حتى بعد الموت بالقبر، ثم بالنشر، لأن القادر على الخلق قادر على النشر، وتقرع الإنسان على تفريطه في قضاء أمر الله عليه، وهو الذي ييسر له الحب والفاكهة والعشب والمرعى له ولأنعامه.

فكيف إذا جاءت الساعة التي تهز الأسماع، وتخلع القلوب، فيفر المرء من أحب أحبائه، وأولى أوليائه؟ إنه يوم عظيم ينشغل المرء بأمر نفسه، ولا يهتم بأمر غيره، الوجوه هنالك إما بيضاء منيرة مشرقة بعمل الصالحات، أو مغبرة كئيبة مسودة من إدمان السيئات.

نسأل الله السلامة من الكرب، والرضا من الرب.

وإلى السورة: -

إعراب سورة عبس

?عبس وتولى أن جاءه الأمى. وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى?

عبس: فعل ماض مبني على الفتحة لا محل له من الإعراب والفاعل مستتر تقديره هو.

والمقصود في هذه الآيات – عند جمهور المفسرين – هو النبي محمد – صلى الله عليه وسلم. ولكن القرآن عدل عن صيغة المخاطب إلى صيغة الغائب، ولم يذكر الفاعل الذي يعود الضمير. كراهة أن يواجه النبي صراحة باللوم. وإنما دل على رجوع الضمير على النبي – صلى الله عليه وسلم – ورفع منزلته وأكرم درجته، قول الله تعالى: ((يدريك)) ثم قوله: ((فأما من استغنى فأنت له تصدى)) والله أعلم. وهذا غاية في أدب المعاتبة واللوم، وأسلوب هو أرفع الأساليب كلها في هذا المضمار.

وتولى: معطوف على عبس

أن جاءه الأعمى: أن: ستأتي

جاءه: فعل ماض مبني، والفاعل: الأعمى، والضمة مقدرة.

والهاء في جاءه: مفعول به

أما (أن) ففيها أوجه:

1 – أن تكون مصدرية، ويكون للتقدير:

(عبس وتولى مجئ الأعمى)

وهنا يعرب المصدر المؤول ظرفاً للزمان

وهذا هو الوجه الذي أراه.

2 – أن تكون مصدرية، ويكون للتقدير:

(عبس وتولى لأن جاءه الأعمى)

أي لمجئ الأعمى.

فيكون المصدر في الأصل مجروراً. لكن نزع حرف الجر، فانتصب على نزع الخافض. وقد أعربه جماعة مفعولاً لأجله على تقدير الجار (اللام).

وما يدريك: الواو استئنافية.

ما: اسم استفهام في محل رفع مبتدأ.

يدريك: فعل مضارع مرفوع تقديراً. والفاعل مستتر تقديره هو والكاف ضمير في محل نصب مفعول به (والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ (ما).

وجملة (ما يدريك) كلها مستأنفة.

لعله: حرف ناسخ يفيد الرجاء – والهاء اسمها في محل نصب.

يزكى فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الآلف والفاعل مستتر تقديره هو

(والجملة الفعلية في محل رفع خبر لعل)

وجملة (لعله يزكى) تفسيرية لما قبلها.

وأصل الفعل يزكى – هو (يتزكى)

ثم أسكنت التاء وأدغمت في الزاي

أو يذكر: عطف على يزكى.

والفعل يذكر أصله يتذكر.

ووزنه يتفعل أيضاً.

فتنفعه: لها وجهان في القراءة:

1 – الرفع: وهو ظاهر. تعرب معطوفة على (يزكى، يذكر)

2 – النصب: وهنا تعرب الفاء سببية.

وتنفع: منصوب بعد فاء السببية، وذلك لأنه مسبوق بالترجي (لعل)، والفاعل هو الذكرى.

والهاء هنا مفعول به.

الذكرى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف.

?أما من استغنى فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى، وأما من جاءك يسعى، وهو يخشى فأنت عنه تلهى?

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير