[الأسماء المرفوعة]
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:14 ص]ـ
هذا بحث في الأسماء المرفوعة للفقير، قد يستفيد منه من يحتاج إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
تمهيد
وبعد؛ فهذا بحث بخصوص "الأسماء المرفوعة"، أستعرض فيه الأحوال التي تكون فيها الأسماء مرفوعة، وبأي علامة تتميز بها عن غيرها من الحالات، ومفهوم الرفع والإعراب والبناء، وغير ذلك من المسائل المتعلقة بالموضوع.
معتمدا في ذلك على ما يتيسر لدي من المصادر اللغوية التي غطت البحث من الناحية النحوية، كشروح ألفية جمال الدين ابن مالك، وشروح الأجرومية وغير ذلك من المصادر المعتمدة قديما وحديثا، أو ما رُسم عند المتأخرين على منوالها.
خطة البحث:
ونظرا لاشتراط أي بحث أن يقوم على خطة متجانسة البناء، محكمة الصياغة، فقد آثرت أن تكون خطتي كالتالي:
- المقدمة: أستعرض فيها تعريف الاسم، وبماذا يتميز عن الفعل والحرف. وتعريف الإعراب، والبناء.
- الفصل الأول: أنواع الأسماء.
- الفصل الثاني: متى تكون الأسماء مرفوعة.
- الفصل الثالث: علامة الرفع في الأسماء في كل حالة من أحوالها.
- الخاتمة في خلاصة الموضوع.
- فهرس المصادر.
- الفهرس العام.
وأسأل الله تعالى أن يوفقني فيما رمت إليه، ويجعل لي سبيلا إلى الصواب والسداد، فما كان من التوفيق فهو من الله وحده، وما كان من غيره فهو مني ومن الشيطان. وصلى الله وسلم على نبينا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
المقدمة
ا
لحكم على الشيء فرع عن تصوره، كما قال علماء المنطق، ولذلك فقبل الدخول في الموضوع أجده محتما علي أن أسوق تعريفات تحدد مناط ونطاق البحث الذي أصبو إليه، وذلك عن طريق تعريف معاني الاصطلاحات التي سأقوم بالحديث عنها:
الاسم: قال الإمام جمال الدين ابن مالك الأندلسي الشامي رحمه الله تعالى في ألفيته النحوية:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ====واسمٌ، وفعل، ثم حرفٌ الكلِم
فالاسم: هو أحد أقسام الكلام في اللغة العربية، التي هي: اللفظ المفيد، والاسم، والفعل، والحرف.
والاسم في اللغة: ما دل على مسمى. وفي اصطلاح النحويين: كل كلمة دلت على معنى في نفسها، ولم تقترن بزمان، نحو: محمد، وتفاحة، وكرسي (1). وينقسم إلى: مضمر، نحو: أنا. ومظهر، نحو: زيد. ومبهم، نحو: هذا (2).
كما يمكن تعريفه بأنه: اللفظ المنفرد عن أقسام الكلام بـ:
1 - دخول الجر عليه، سواء بالحرف أو حرف القسم، كقولنا: باسمِ الله الرحمن الرحيم. أو بالإضافة، كاسم الجلالة الله في هذه الجملة، والتبعية، كالرحمن الرحيم في هذه الجملة كذلك.
2 - دخول التنوين عليه، سواء تنوين التمكين، وتنوين التنكير، وتنوين المقابلة، وتنوين العوض. خلا تنوين الترنم والغالي، فيكونان في الفعل والحرف (3).
3 - ومن خواص الاسم: النداء، نحو: يا زيد.
4 - ودخول الألف واللام، نحو قولنا: الرجل.
5 - والإسناد إليه، أي: الإخبار عنه. نحو قولنا: زيد قائم.
تعريف الإعراب: قال ابن مالك رحمه الله:
والاسم منه مُعرَب ومبني====لشبه من الحروف مُدني
يشير إلى أن الاسم ينقسم إلى قسمين: أحدهما: المعرَب. وهو: ما سلم من شَبه الحروف.
والثاني: المبني، وهو: ما أشبه الحروف.
والإعراب هو: صحة دخول علامات الشكل؛ كالفتحة والجر والرفع على الاسم نظرا لاختلاف مدلوله وموقعه في الجملة.
وينقسم الاسم المعرب إلى: صحيح، وهو ما ليس آخره حرف علة؛ كأرض. ومعتل، وهو: ما آخره حرف علة، كسُما (4).
وأنواع الإعراب أربعة: الرفع، والنصب، والجر، والجزم. فأما الرفع والنصب؛ فيشترك فيهما الأسماء والأفعال، كقولنا: "زيدٌ يقوم"، و: "إن زيدًا لن يقومَ". وأما الجر؛ فيختص بالأسماء، نحو: "بزيدٍ"، وأما الجزم؛ فيختص بالأفعال، نحو: "لم يضربْ".
والرفع يكون بالضمة، والنصب بالفتحة، والجر بالكسرة، والجزم بالسكون. وما عدا ذلك يكون نائبا عنه، كنيابة الواو عن الضمة في "أخو" ... إلخ.
تعريف البناء: هو عدم صحة دخول غير إشارة واحدة على الاسم، كالفتحة مثلا، ويكون الاسم مبنيا عليها في حكم الرفع مثلا. ويأخذ الاسم حكم البناء لمشابهته للحرف، والحروف تكون في العادة مبنية لا يدخلها الإعراب.
قال الجمال ابن مالك:
كالشبَه الوضعيّ في اسمي جئتَنا====والمعنوي في متى وفي هنا
¥