تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أربع هنات في مطلع الشمقمقية]

ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 02 - 06, 10:39 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

قال الزركلي في ترجمة ابن الونان من الأعلام (1/ 243):

وعرفت قصيدة له بالشمقمقية.

وهي 275 بيتا فيها الغث والسمين، مدح بها أمير المؤمنين عبد الله بن إسماعيل العلوي.

اشتهرت وشرحها جماعة، منهم الناصري السلاوي صاحب الاستقصا، في مجلدين مطبوعين، والمكي بن محمد البطاوري سمى شرحه (اقتطاف زهرات الافنان من دوحة قافية ابن الونان - خ) عندي في مجلدين.

وأول القصيدة: (مهلا على رسلك حادي الأينق * ولا تكلفها بما لم تطق)

قلت: وفي هذا البيت أربع هنات بينات.

انتهى كلام الزركلي

ولما كنت لا أمتلك غير شرح العلامة عبد الله كنون - وهو مختصر جدا لم يذكر فيه شيئا من هذه الهنات - فقد تأملتُ هذا البيت رجاء الظفر بها، فوجدت ما يلي:

1 - قوله (حادي) هو بتسكين الياء، ولا يستقيم الوزن بغير ذلك. والصواب أن تكون الياء مفتوحة، لأنه منادى منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

2 - قوله (الأينق) جمع قلة - ففي الألفية:

أفعلة أفعل ثم فعله * ثمتَ أفعال: جموعُ قله

والقلة من الثلاثة إلى العشرة.

مع أنه أراد الكثرة، بدليل السياق، وما يأتي من الأبيات.

3 - قوله (ولا تكلفها بما) فعدى فعل (كلف) بالباء، مع أنه إنما يتعدى بنفسه، كما قال تعالى:

(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها).

وفي تاج العروس: (والتَّكلِيفُ: الأَمْرُ بما يَشُقُّ علَيْكَ وقد كَلَّفَه تَكْلِيفاً).

4 - قوله (بما لم تطق) فيه نظر من جهة المعنى، والأصل أن يقول: (ولا تكلفها ما لا تطيق)، إذ لا يمتنع تكليفها ما لم تطق في الماضي، بشرط أن تتوفر لها الاستطاعة في الحال والمستقبل.

فتأمله.

5 - قوله (الأينق) مع قوله (بما لم تطقِ) فيه أمران من جهة علم القافية:

أولهما: أن القافية الأولى من المتدارك والثانية من المتراكب.

وثانيهما: اختلاف حركة ما قبل الروي، وهذا من السناد عند من يعمم، فيجعل السناد كل اختلاف فيما قَبْلَ الرّويِّ وما بَعْدَه من حركة أو حرف.

قلت: والذي أراه أنه ليس في هذه الهنات ما يستحق الإنكار الشديد، فكأن الزركلي - رحمه الله - بالغ قليلا في النقد.

والمطلوب من الإخوة إبداء الرأي حول هذا الذي بدا لي، أو الرجوع إلى كلام الشراح لعلهم بينوا وأضافوا ما لم يخطر لي ببال.

والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:07 ص]ـ

في قوله (مهلا على رسلك) تكرار، فإن (مهلا) تفيد ما تفيده (على رسلك).

ولكن سؤالي: ما معنى كلمة (هنات)؟ هل تطلق على الأخطاء الفاحشة أو على الأخطاء اليسيرة؟

ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 02 - 06, 12:53 م]ـ

جزاك الله خيرا.

ولكن سؤالي: ما معنى كلمة (هنات)؟ هل تطلق على الأخطاء الفاحشة أو على الأخطاء اليسيرة؟

أحسنت.

أظنها للأخطاء اليسيرة، ولكن سياق كلام الزركلي يُفهم منه شيء ما:

- فقد أردف الكلمة بقوله (بينات).

- وتكلف أن ينقد الأرجوزة كاملة بقوله (تجمع الغث والسمين).

- وتعمد أن يذكر المطلع، وينبه على أن فيه أربع هنات، فكأنه يقول: (إن كان المطلع هكذا، فما بالك بسائر الأرجوزة؟).

- والأهم أن هذا خلاف عادته في تراجمه المختصرة، فإنه في الغالب لا يجشم نفسه مثل هذا التتبع والتمحيص.

فكأنه يريد أن يقول:

إن الاعتناء الكبير للمغاربة - وله بهم علاقة معروفة - بهذه الأرجوزة مبالغ فيه، فإنها لا تستحق ذلك.

هذا ما بدا لي، والله تعالى أعلم.

ـ[السنافي]ــــــــ[04 - 02 - 06, 11:41 ص]ـ

والذي أراه أنه ليس في هذه الهنات ما يستحق الإنكار الشديد، فكأن الزركلي - رحمه الله - بالغ قليلا في النقد.

.

جزاك الله خيراً أخي (البشير) ... فهذا أعدلُ ما يمكن قولُهُ ..

و في نظري أن انتقاد الزركلي مرجعُهُ: إلى التذوّق الأدبي و الاستساغة الشخصية .. المحضة!

فكأنه يقول: أنا لا يعجبني شعر (فلان) و لا أطرب لـ (فلان).

أما من وُلع بالأرجاز و غريب الكلام و وحشيِّ اللغة! ... فلا موجدة في نفسه على الأبيات ..

و الله تعالى أعلم.

ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[03 - 11 - 10, 10:52 ص]ـ

الشكر موصول لأبي الحسنات على التذكير بهذا الموضوع في شذرات شنقيطية، والشكر لأبي محمد علي درره الغالية

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير