[إشكال متعلق بالنون والتنوين]
ـ[باسم بن السعيد]ــــــــ[17 - 12 - 05, 05:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الإشكال يرد علي كثيرا في كتابات ومقالات، لفظ "إذاًً" المنونة مثلا في قوله تعالى {وما كنت تتلوا من قبله من كتب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون}، هل يصح أن تكتب بالنون "إذن" في عموم الكتابة العربية؟ وإذا كان يصح فهل هذا هو الأصل؟ وأنها جاءت في القرآن هكذا على غرار "ليكوناً" في قوله تعالى {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ} أم ماذا؟ وهل هذا اللفظ اسم أم حرف؟ أرجو التفصيل.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 12 - 05, 12:28 ص]ـ
1ــ قال العكبري رحمه الله فى التبيان (فإذن حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه وله مواضع يلغي فيها وهو مشبه في عوامل الافعال بظننت في عوامل الاسماء والنون أصل فيه وليس بتنوين فلهذا يكتب بالنون وأجاز ألفراء أن يكتب بالألف ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهي الفاء ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله لا لأن لا يتخطاها العامل)
فالحاصل أن إذن نونها أصلية عند جمهور النحاة، ويجوز كتابته بالنون والألف عند كثير من العلماء، فلا يعد خطئا كما يفعل بعض المتصيدين لمن يكتبها بالألف، وإن كانت النون هى الأصل، هذه إجابة الثلاثة أسئلة الأولى عن (إذن).
2ــ أما ليكونا فهى فعل، ودخل عليه النون الخفيفة ـ على الظاهر وقيل بل هي المخففة من الثقيلة ـ وذلك للتوكيد، وليس منه فى القرآن سوى فعلين، المذكور، والآخر (لنسفعا بالناصية)، قال الأنباري فى الإنصاف: (والذي يدل على أن الخفيفة ليست مخففة من الثقيلة أن الخفيفة تتغير في الوقف ويوقف عليها بالألف قال الله تعالى (لنسفعا بالناصية) وقال تعالى (ليسجنن وليكونا من الصاغرين) أجمع القراء على أن الوقف في هذين الموضعين (لنسفعا وليكونا) بالألف لاغير
وقال الشاعر
409 - (يحسبه الجاهل مالم يعلما ... شيخا على كرسيه معمما)
قلت ـ أى عمرو ـ موطن الشاهد الذي أورده المصنف قول الشاعر (مالم يعلما) إذ لا سبيل لألف الإطلاق بأن يقال أنها للنصب، إذ لا خلاف أن لم تعمل الجزم في المضارع، بل هي من أساسات النحو وعلامات الفعل لا سيما المضارع، فألف الإطلاق جاز دخولها على ذلك المجزوم لكون الكلام فى الأصل (مالم يعلمن) فلما وقف عليها الشاعر نطقها ألفا مطلقة لتناسب الروي في الشطر الآخر، والله أعلم.
أعتذر عن الجهل وقلة العلم، و كذا على العجلة إذ لا أستطيع أن أطيل لظروف لدي.
وفقكم الله، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[18 - 12 - 05, 12:39 ص]ـ
عفوا على العجلة، نسيت أن أحيلك إلى باب نوني التوكيد الخفيفة والثقيلة، فى ألفية ابن مالك، ارجع إليها في شرح ابن عقيل مثلا بحاشيته منحة الجليل، أو غيره من شروحها لابن هشام أو الأشموني أو المكودي، أو ابن الناظم، أو غيرهم من المعلقين عليها والمحشين، تجد المسئلة مفصلة وواضحة.
دمتم بخير