تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقباء ممدود، وأصله من القبو، وهو أن تجمع الشيء بيديك، لاجتماع أطرافه. وقباء سمط: غير مبطّن.

وقيل: أول من لبس القباء سليمان، عليه السلام. وقال القاضي المُعافى: هو من ملابس الأعاجم في الأغلب.

وقد ورد في الشعر العربي. يقول بشّار (ت 167هـ):

خاطَ لي عمرٌو قَباءْ ** ليت عينيه سواءْ

قل لمن يسمع هذا ** أمديحٌ أم هجاءْ (2)

والقباء في مصر يقابل القفطان، وهو ثوب للرجال ذو لفقين، يُلبس فوق الثياب، ويُتَمَنطَقُ عليه بحزام، ثم تُلبس فوقه الجُبّة.

وعند (دوزي): القباء ثوب طويل أزرق مقفل من الأمام بأزرار، ومُقَوَّر تمام التقوير في موضع الرقبة. يشبه، بعض الشبه، ملابس الأرمن، ويرجح أن يكون القباء هو القفطان نفسه.

ولقد كان الأمراء والجنود والسلطان نفسه أيام الدولة الجركسية يرتدون الأقبية البِيْض أو الحُمْر أو الزُرْق، وكانت ضيقة الأكمام على هيئة ملابس الفرنج اليوم، إلى أن أبطل السلطان المنصور قلاوون لُبس الكمّ الضيّق.

وقد كانت الأقبية تعمل بصورة عامّة من الأطلس. كما كانت أقبية عرب الأندلس معمولة من الأرجوان (الأسقلاطون) وكانت تشبه أقبية المسيحيين. انتهى.

والذي يؤكد أن القباء كالقفطان مفتوح الأمام ما رواه صاحب الأغاني أن عمر بن أبي ربيعة لَمّا سمع غناء جميلة عمد إلى جيب قميصه فشقه إلى أسفل فصار قباء.

والقباء: كان نوعًا من الملابس المملوكية، وهو قفطان ضيق الأكمام. ويقال: الأقبية، ويراد بها الثياب الخارجية كعباءة المرأة أو البرنس.

والقباء: ثوب يلبس فوق الثياب، أو فوق القميص ويتمنطق عليه ...

ويحدثنا ابن بطوطة أيضًا عن سلطان جاوة أنه نزع ثياب الفقهاء ثم لبس ثياب الملك، وهي عبارة عن الأقبية المصنوعة من الحرير والقطن ... )).


(1) (جعل المؤلف الرويّ مكسورًا، وإنما هو مضموم، وهو شطر بيت من قصيدة ذي الرمة البائية المشهورة، التي مطلعها:
ما بالُ عينِكَ منها الماءُ يَنْسَكِبُ ** كأنه مِنْ كُلى مَفْرِيّةٍ سَرَبُ
وهي أول قصيدة في ديوانه (شرح الإمام أبي نصر الباهلي، رواية الإمام ثعلب) الذي حققه د. عبد القدوس أبو صالح وأبياتها 126 بيتًا. قال الأصمعي: سمعت من يذكر عن ذي الرُّمَّة أنه لم يزل يزيد على كلمته التي على الباء حتى مات)
قال الباهلي في شرح البيت 1/ 87:
تجلو البوارقُ عن مُجْرَمِّزٍ لَهَقٍ ** كأنه متقبي ...
البوارق: السحابات فيها برق ... وقوله: (عن مجرمز) يريد: عن ثور قد انقبض واجتمع بعضه إلى بعض مما أصابه من المطر والبرد. و (لهق): أبيض. فأراد: إذا برقت البَرْقة انجلى الثور، أي: أضاء واستبان. (كأنه متقبّي): لابسُ قَباءٍ، لأنّ الثور أبيض وفي وجهه سُفعة وخطوطُ سواد في قوائمه، وسائر ذلك أبيض، فشبّه بياضه بالقباء الأبيض، وإنما هو (يلمه) بالفارسية: القباء المحشوّ، ثم عرّبه فقال: (يلمق). و (عَزَب): وحدَه. أي: كأنّ الثور رَجُلٌ وحده، عليه قَباء. انتهى.

(2) كتبت: قال لمن ... وهو خطأ. والبيتان جعلهما محمد الطاهر بن عاشور في ملحقات ديوان بشّار الذي اعتنى هو به قال 4/ 14:
ومما هو منسوب إليه في كتب كثيرة يذكر خياطًا اسمه عمرو:
خاط لي عمرو قبا ** ليت عينيه سوا
قلتُ شِعرًا ليس يُدرى ** أمديحٌ أم هِجا
وعلّق ابن عاشور في الحاشية بقوله:
والقباء: بفتح القاف وبالمدّ ويجوز قصره تخفيفًا. والقباء همزته منقلبة عن واو بناء على قول من قال هو اسم عربي سُمّي بذلك لانضمام ما بين الشقتين. وقيل هو فارسي معرب. وقد جاء في شعر عبد بني الحَسْحاس، وهو جاهلي مخضرم، قوله:
فإنْ تضحكي منّي فيارُبّ ليلةٍ ** تركتُكِ فيها كالقباء المفرّج
قال عياض في (المشارق): الأقبية ثياب ضيقة من ثياب العجم معلومة. انتهى. ولم أقف على وصفه بأزيَدَ من هذا. وكان بتونس في القرن الماضي لباس للرجال يسمى الكبابة يُلبس على النصف الأعلى له جيبان تخرج منهما اليدان، وهو مشقوق من جهة الصدر، وله أزرار يزرر بها شقه. وأدركتُ أهل الجزائر يلبسون شيئًا من ذلك يسمونه بدعية وهو يحيط بالنصف الأعلى. وجاء في حديث المسور بن مخرمة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أهديتْ إليه أقبية من ديباج مزررة بالذهب، فأعطى مخرمة واحدًا منها.
وقد يسمى القباء فرّوجًا، بفتح الفاء وتشديد الراء إذ كان مفرجًا أي مشقوقًا من خلفه، وكان أكثر ما يتخذ من الحرير ...

ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:56 م]ـ
جزاك الله خيراً
أخي الكريم/ خالد
لاحرمك الله الأجر

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير