وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى «تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج. فأخرج ذلك مخرج الخبر».
22 - أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل
س 127: جاء في سورة الأنبياء 21: 3 وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الذِينَ ظَلَمُوا مع حذف ضمير الفاعل في أسرّوا لوجود الفاعل ظاهراً وهو الذين.
الجواب: أن هذا جائز على لغة طيء وأزدشنوءة ويضرب اليوم لهذه اللغة مثالا وهو ما يسمى بلغة (أكلوني البراغيث) نحو ضربوني قومك وضربنني نسوتك. وفي الحديث الطويل قول النبي e لورقة بن نوفل رحمه الله «أوَ مخرجي هم». وكان عمرو بن ملقط الجاهلي من شعراء العرب الأوائل يقول:
أُلفِيَتا عيناك عند القفا أولى فأولى لك ذا وقيه
(إعراب القرآن الكريم 6/ 279).
23 - الالتفات من المخاطب إلى الغائب قبل إتمام المعنى
س 128: جاء في سورة يونس 10: 21 حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ. فلماذا التفت عن المخاطب إلى الغائب قبل تمام المعنى؟ والأصحّ أن يستمر على خطاب المخاطب.
الجواب: أن الالتفات من الخطاب إلى الغيبة من أعظم أنواع البلاغة. فإنه لما كان قوله تعالى (هو الذي يسيركم) خطابا ينطوي على الامتنان وإظهار نعمة المخاطبين، ولما كان المسيرون في البر والبحر مؤمنين وكفارا والخطاب شامل لهم جميعا حسن الخطاب بذلك ليستديم الصالح الشكر، ولعل الطالح يتذكر هذه النعمة فيتهيأ قلبه لتذكر وشكر مسديها. ولما كان في آخر الآية ما يقتضي أنهم إذا نجوا بغوا في الأرض عدل عن خطابهم بذلك إلى الغيبة لئلا يخاطب المؤمنين بما لا يليق صدوره منهم وهو البغي بغير الحق. ومن جهة أخرى ذكر لغيرهم حالهم ليعجبهم منها كالمخبر لهم ويستدعي منهم الإنكار عليهم والتقبيح لما اقترفوه، ففي الإلتفات فائدتان وهما المبالغة والمقت والتبعيد.
(إعراب القرآن الكريم 4/ 226).
24 - أتى بضمير المفرد للعائد على المثنى
س 129: جاء في سورة التوبة 9: 62 وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ. فلماذا لم يثنّ الضمير العائد على الاثنين اسم الجلالة ورسوله فيقول أن يرضوهما؟
الجواب: أفرد الضمير للدلالة على أن إرضاء الله هو عين إرضاء الرسول. كذا قال أهل العلم: أن إفراد الضمير لتلازم الرضاءين. وقال سيبويه بأن المراد الله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك. فيكون الكلام جملتين حذف خبر إحداهما لدلالة الثاني عليه والتقدير: والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك. (إعراب القرآن الكريم 4/ 121).
25 - أتى باسم جمع بدل المثنى
س 130: جاء في سورة التحريم 66: 4 إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا. والخطاب (كما يقول البيضاوي). موجّه لحفصة وعائشة. فلماذا لم يقل صغا قلباكما بدل صغت قلوبكما إذ أنه ليس للاثنتين أكثر من قلبين؟
الجواب: أن الله قد أتى بالجمع في قوله (قلوبكما) وساغ ذلك لإضافته إلى مثنى وهو ضميراهما. والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى. فإن العرب كرهوا اجتماع تثنيين فعدلوا إلى الجمع لأن التثنية جمع في المعنى والإفراد. لا يجوز عند البصريين إلا في الشعر كقوله:
حمامة بطن الواديين ترنمي سقاك من العز الفوادي مطيرها
(إعراب القرآن الكريم 10/ 134)
وهذا هو الملف الذي يحتوي المقال السابق في المرفقات: شبهات حول أخطاء قرآنية مزعومة.
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[28 - 01 - 06, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء وأن ينعم عليك بالأمن والإيمان والسلامة من كل مكروه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 01 - 06, 09:32 م]ـ
الشبهات التي يرددها هؤلاء إنما هي نفثات مما تغلي به صدورهم على المسلمين من حقد وبغضاء.
ولنسأل أنفسنا: ما المراد من إثارة هذه الشبهات؟؟
إذا كان مرادهم الطعن في القرآن وأنه من عند محمد وليس من عند الله، فمحمد صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب.
وقد بعثه الله في قوم وصفهم بقوله {بل هم قوم خصمون} والعربية هي لغتهم، فلو كان ما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم ملحونا لكان من أيسر الأشياء عليهم أن يقولوا له: هذا ليس بكلام العرب وأنت تقول {بلسان عربي مبين}.
فلما لم يأت عن أحد من العرب المشركين مثل هذا الكلام، ولم يعترض به معترض واحد على النبي صلى الله عليه وسلم علمنا علم اليقين أن مثل هذه الشبه لا تأتي إلا من جاهل بلسان العرب!!
ـ[أبو ثغر]ــــــــ[01 - 02 - 06, 06:31 م]ـ
يا أخي
هب أن شخصا ما أرسل لك رسالة وأنت مطالب بفهم هذه الرسالة والعمل بما فيها لأنك مسئول عند لقائك به عما تحتويه هذه الرسالة مع سابق علمك بغزارة علمه وفهمه ودقة عبارته
هذا مع البشر
ولله تعالى المثل الأعلى
فابتداء لا بد من فهم النص كما قاله القائل لا كما أريد أنا
ثم اعلم أخي الكريم أن أصول النحو وقواعده مأخوذة في الأصل من القرآن الكريم ثم من فصيح كلام العرب الذي يتضمن الحديث النبوي والشعر وحكم العرب وأمثالهم وكلامهم المنقول عنهم
ويمكن للكاتب الكريم تحميل كتاب الدر المصون على سبيل المثال لمعرفة إعراب كل آية يشكل عليه معناها في المستقبل
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=2140
¥