وقالوا: إذا سُئِل العالم فلا تجب أنت، فإنَّ ذلك استخفافٌ بالسائل والمسؤول.
وقال الشافعي ـ رحمه الله ـ:
أخِي لنْ تنالَ العِلْمَ إلا بسِتَّةٍ + سَأنْبيكَ عَنْ تفْصِيلِها ببَيان
ذَكاءٌ وَحِرْصٌ وَاجْتِهادٌ وَبُلْغَة + وَصُحْبَة أسْتاذٍ وَ طُولُ زَمان
وقيل: العلماء سرج الأزمنة، كل عالم سراج زمانه يستضيء به أهل عصره.
وفي حديث موسى والخضر ـ عليهما السلام ـ الطويل، والذي رواه البخاري في صحيحه [4726]:
" قال ـ أي الخضر لموسى عليهما السلام ـ فما شأنك؟ قال: جئت لتعلمني مما عُلمت رُشدا، قال: أما يكفيك أن التوراة بيديك، وأن الوحي يأتيك؟ ياموسى إن لي علما لاينبغي لك أن تعلمه، وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه. فأخذ طائر بمنقاره من البحر، فقال ـ أي الخضر ـ: والله ما عِلمي وماعلمُك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر ".
قال الله تعالى (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) [سورة البقرة: الآية 255] وقال سبحانه وتعالى (وما يعلم جنود ربك إلا هو) [سورة المدثر: الأية 31].
وقال قتادة ـ رحمه الله ـ: لو كان أحد منا مكتفيا من العلم لاكتفى نبي الله موسى عليه السلام إذ قال:] هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا [[سورة الكهف: الآية 66].
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: خلق الله عز وجل أربعين ألف عالم، الأنس والجن عالمان، والبواقي لا يعلمها إلا هو.
وقال بعضهم: ليس العلم ما خزنته الدفاتر، وإنما العلم ما خزنته الصدور.
وقيل: من تواضع للعلم ناله، ومن لم يتواضع له لم يَنَلْهُ.
وقال بعضهم: العالم يعرف الجاهل، والجاهل لا يعرف العالم، لأن العالم كان جاهلاً، والجاهل لم يكن عالما.
وقيل: أربعة يُسَوِّدُونَ العَبْدَ: العلمُ، والأدبُ، والصدقُ، والأمانة.
ولإبراهيم بن خلف المهراني:
النَّحْوُ يُصْلِحُ مِنْ لِسان الألكَن + ِوَالمَرْءُ تكْرِمُهُ إذا لمْ يَلحَنِ
وَإذا طَلبْتَ مِنَ العُلومِ أجَلَّها + فَأجَلها مِنْها مُقِيمُ الألسُن
ِ
وقال علي بن بشار:
رَأيْتُ لِسانَ المَرْءِ آيَة عَقلِهِ + وَعُنْوانَهُ فَانْظُرْ بماذا تعَنْوِنُ
وَلا تعْدُ إصْلاحَ الِلسان فَإنَّهُ + يُخْبِرُ عَمَّا عِنْدَهُ وَيُبينُ
وَيُعْجِبُني زيُّ الفَتَى وَ جَمالَهُ + فَيَسْقط مِنْ عَيْني ساعَة يَلحَن
ُ
ودخل أعرابي السوق فوجدهم يلحنون، فقال: سبحان الله يلحنون ويربحون؟
وكلم أبو موسى بعض قواده فلحن، فقال: لم لا تنظر في العربية؟ فقال: بلغني أن من نظر فيها قل كلامه، فقال: ويحك لأن يقل كلامك بالصواب خير لك من أم يكثر كلامك بالخطأ.
وكان يقال: مجالسة الجاهل مرض للعاقل.
وقال أبو الأسود الدؤلي ـ رحمه الله ـ: إذا أردت أن تعذّبَ عالما فاقرن به جاهلا.
وعلى طالب العلم أن يكون مخلصا لله في طلبه للعلم، ولايطلبه للرياء والسمعة، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لاتَعَلموا العلم لتباهوا به العلماء، أو لتماروا به السفهاء، أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار ".
والحمد لله رب العالمين
ـ[خالد2000]ــــــــ[21 - 06 - 02, 07:42 م]ـ
نود من الأخوة الفضلاء جمع ما تيسر من نماذج السلف في الطلب والجد ةالاجتهاد فيه وهجر النوم والراحة والدعة لعل في ذلك مزيداً من شحذ الهمم
ـ[خالد2000]ــــــــ[21 - 06 - 02, 09:35 م]ـ
نماذج من أخبارهم في هجر النوم والراحة والدعة وسائر اللذاذات
1 - روى الدارمي في سننه عن سعيد بن جبير رحمه الله قال: ((كنت أسير مع ابن عباس في طريق مكة ليلاً وكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه))
2 - قال الدرامي في سننه في ((باب مذاكرة العلم)) عن الليث بن سعد يقول تذاكر محمد بن شهاب الزهري ليلة بعد العشاء حديثاً وهو جالس متوضىء فما زال ذلك مجلسه حتى أصبح.
3 - وقال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة عبد الله بن المبارك ((قال علي بن الحسن بن شقيق قمت مع عبد الله بن المبارك في ليلة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديث وذاكرته فما زال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن للفجر.
¥