ما ذكره ابن الهمام مخالف لما عليه أصحاب أبي حنيفة، وهو مذهب أبي حنيفة عند المتأخرين.
والعجيب أن ابن الهمام يستدل بإبطال ما نقل عن أبي حنيفة بما ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- من استقباله القبر عند السلام ثم يدعي أن ذلك مذهب أبي حنيفة وهو لم ينقله عن أحد من متقدمي أصحابه!!
فهل نسبة مذهب أبي حنيفة إليه بما يعتقده الحنفي؟!!
فمذهب أبي حنيفة كما نقله أبو الليث من الحنفية والكرماني من المالكية وشيخ الإسلام من الحنابلة وغير واحد أنه يستقبل القبلة عند السلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويستدبر القبر.
ثم رجعت إلى شرح فتح القدير لابن الهمام فإذا هو يستدل على ما زعمه من مذهب أبي حنيفة بما رواه أبو حنيفة -رحمه الله- في مسنده عن ابن عمر برواية منكرة لفظها: "من السنة أن تأتي قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من قبل القبلة، وتجعل ظهرك إلى القبلة، وتستقبل القبر بوجهك، ثم تقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ومعلوم أن أبا حنيفة -رحمه الله- لم يؤلف المسند وإنما جمعه بعض الأحناف مما وقع لهم من مرويات أبي حنيفة، وكثير من تلك الأحاديث والآثار التي رويت من طريق أبي حنيفة لا تصح عنه لوجود متهم أو كذاب أو ضعيف في سنده، وليس أثر ابن عمر -رضي الله عنهما- فيما جمعه أبو نعيم من أحاديث أبي حنيفة.
وهذا الحديث موجود في مسند أبي حنيفة -رحمه الله- جمع الحصكفي والذي شرحه ملا علي قاري (ص/201 - 202) ولكن لم يذكر -في جميع المسند- أسانيده لأبي حنيفة -رحمه الله-.
وهذا المسند الذي جمعه الحصكفي والحارثي وغيرهما فيه من الأحاديث المكذوبة والباطلة الشيء الكثير، ومعظمها الآفة فيه ممن دون أبي حنيفة -رحمه الله-.
ومنها هذا الأثر فقد رواه الأئمة من فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- والذي في مسند أبي حنيفة بلفظ " "من السنة .. " وهو لفظ منكر غير معروف في هذا الأثر.
والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
12/ قال: [هذا، ومع استحباب زيارة قبور الأنبياء والصالحين يجب التنبُّه إلى ما جاء من النهي عن اتخاذها مساجد وعيدًا، فقد وردت في ذلك نصوص كثيرة، منها قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، وقوله " اللهمَّ لا تجعل قبري وَثَنًا يُعْبَد، اشتدَّ غضبُ الله على قومٍ اتخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد"، وقوله " لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تتخذوا قبري عِيدًا، وصلُّوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلُغني حيث كنتم".
واتخاذ القبور مساجد يعني التوجُّه بالعبادة إليها وإلى من فيها، وذلك شرك، فالعبادة لله وحده، وهو معنى جعْل القبر وَثَنًا يُعْبَد. والمراد بالمسجد هنا موضع العبادة بالصلاة وغيرها، واتخاذها عيدًا يُقصد به التقرُّب إلى الله عندها في المواسم وفي مواعيد معيَّنة شأن الأعياد في ذلك،].
الجواب:
هذا تقرير جيد، ولكن فيه قصور وهو أن اتخاذ القبور مساجد لا يكون بالصلاة فيها وحسب، بل حتى بالدعاء عندها كما سبق بيانه.
وليت الشيخ عطية صقر توقف عند هذا الحد ولكنه نقض كلامه بالنقل عن جماعة من القبوريين، وممن عرفوا بمحاربة السنة في مثل هذه المسائل، وسيأتي الرد عليه -إن شاء الله تعالى-.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
انتهى الرد الذي كتبته إلى الآن والله الموفق
ـ[ابن فهيد]ــــــــ[25 - 06 - 02, 10:12 م]ـ
قال لي أحد العوام: ألست تحب أن تزور قبر والدك، أكيد الجواب نعم، فقد حث
النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة القبور فإنها تذكركم الآخره، إذن
فالرسول أحب اليك من والدك، فزيارة قبره مشروعه.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 02, 04:01 ص]ـ
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لمن قدم المدينة لزيارة المسجد مشروعة كما بينته سابقاً.
ولكن شد الرحل بقصد الزيارة فقط قد نهى عنه الشرع.
وأنا أحب أبي ولكن أحب ربي أكثر وأقدم محبته على محبة أبي.
فإذا نهاني الله عن شد الرحل لقبر أبي فسأقدم محبة ربي وأمره على محبة أبي.
ومحبة أبي لا تنفع إلا فيما شرعه الله وإلا كانت وبالاً على صاحبها ووسيلة إلى النار.
والله أعلم.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[07 - 03 - 04, 12:58 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله كلام مفيد نفيس بارك الله في المشاركين
¥