ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 12 - 07, 02:54 م]ـ
بارك الله فيكم
في البداية شيخنا
أولا
(في موضوع ميل الحاكم إلى التشيع أنه لا علاقة له بالنقد أقول لا شك أن ثبوت ضلوع الحاكم في التشيع يرد أثره لأنه يؤيد مذهب الشيعة في خلق القرآن وقد ذكرت في أخر المقال الثاني قول ابن كثير والوافي في الوفايات والكامل في الضعفاء في هذا الموضوع.)
الأثر ليس فيه ما يؤيد مذهب من يقول بخلق القرآن
قال الإمام الآجري - رحمه الله -
(أخبرنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو المصري قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان الكتاب الأول نزل من باب واحد، وعلى وجه واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب، على سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم، وانتهوا عما نهيتم، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا» قال محمد بن الحسين: اعلم رحمك الله أنه ينبغي لك أن تعلم أن القرآن نزل جملة في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة، ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في نيف وعشرين سنة)
انتهى
هذا نص كلام الإمام الآجري - رحمه الله - وهو إمام من أئمة الأثر يصرح في كتابه الأربعين وهو كتاب للعامة وليس للخاصة
بهذا الأمر ولا يرى في الأثر ما يؤيد مذهب المعتزلة
فالقول بأن هذا الأثر يقوي بدعة القول بخلق القرآن خطأ - والله أعلم -
وهذا هو المهم في المسألة
والإمام الآجري مع كونه من الأئمة فهو من المختصين بمسائل الاعتقاد وبمسألة القرآن خاصة
ولا يمكن أن يتهم بالاعتزال أو الميل إليهم
أو ذكر ما يؤيد بدعتهم دون أن ينبه عليه
ثانيا:
الحاكم متهم بالتشيع لا بمذهب الإمامية الجعفرية
ثالثا
الحاكم من أبعد الناس عن القول ببدعة خلق القرآن ولو كان ممن يقول بهذا القول لحذر مه الأئمة أشد التحذير ولتركوا الكتابة عنه
فضلا أن أن يعجب بفهمه الدارقطني وأن يكاتبه عبد الغني ويخضع لعلمه أئمة زمانه
وكل دراس للتاريخ يعرف كراهية أصحاب الحديث للمعتزلة وتنفيرهم عن الكتابة عن أي شخص يقول بخلق القرآن
فإن قيل قد وجد من روى عن المعتزلة في العصور المتأخرة
فالواجب أن ذلك مجرد رواية للكتب والأجزاء من باب الجمع
لكن روايتهم عن الحاكم فهو مع اعترافهم بفضله وعلمه وحفظه
فالرجل لم ينسب إلى بدعة المعتزلة بحال ولا إلى بدعة خلق القرآن
وما وقع في كلام أبي إسماعيل وغيره فالمراد به التشيع الغالي
والغالي في عرف السلف لا في عرف المتأخرين
والمراد التشديد ومع هذا فقد تعقبه الذهبي وغيره
وفي جميع الأحوال فالحاكم من أبعد الناس عن بدع المعتزلة
بل وعن بدعة الإمامية
والحاكم ينص في كتبه على اعتقاده وينقل مذاهب أصحاب الحديث
من ذلك
ما ذكره في علوم الحديث
(ومنهم علي بن عبد الله بن جعفر المديني سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: سمعت علي بن المديني يقول: «وهو كفر» يعني من قال: القرآن مخلوق)
وكذا كلامه في تاريخ نيسابور وغيره
والحاكم أجل من أن ينسب إلى بدعة القول بخلق القرآن
رابعا:
لم ينفرد الحاكم برواية الأثر فقد رواه غيره
خامسا:
الكلام في أبي بكر بن عياش قد يؤثر لو انفرد برواية الخبر
أما وقد توبع
(إلى أني جعلت داود بن أبي هند ممن رمي برأي الخوارج وهذا غير صحيح فقد ذكرت في المقال الأول أن المرمي برأي الخوارج هو داود بن الحصين أما داود بن أبي هند فيكفيه أنه من أكثر رواة قصة الغرانيق الكاذبة الباطلة وارجع إلى كلام الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي في تفسير سورة الحج وأبي بكر بن العربي والقاضي عياض في قصة الغرانيق وكلامي في القصص الحق عن رجوع المهاجرين من الحبشة.
5 - قوله على داود بن الحصين هو متقدم غير صحيح فهو من الرواة عن عكرمة وهو من السادسة وداود بن أبي هند من الخامسة.)
شيخنا
أنا لم أجعل كلامكم في داود بن الحصين في داود بن أبي هند
فقد ذكرت أن داود بن الحصين الذي ذكرتم أنه اتهم برأي الخوارج متقدم بمعنى أنه متقدم على بدعة القول بخلق القرآن
وأنه توفي سنة 135
وبدعة القول بخلق القرآن لم يكن وقتها قد انتشر بين الخوارج
بل انتشر عقب ذلك
فقولي متقدم
يعني متقدم الوفاة قبل انتشار بدعة القول بخلق القرآن بين الخوارج
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[07 - 12 - 07, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا ابن وهب .. وإنما أُتي من رمى الحاكم بالقول بخلق القرآن من جهة ما يسمّيه الأكاديميون: "تحرير المصطلح" فالتشيع لم يكن يعني في هؤلاء القرون الأوَل بالضرورة الرفض، أو الميل إلى عقائد الجعفرية (التي تماهت مع عقائد المعتزلة .. أخذ بعضهم من بعض، وصر بعضهم بعضا) وقد كن هوى أهل الكوفة -في مجملها- شيعيا؛ لكن لم يكن فيهم الاعتزال متلازما ..
¥