3_ التضرع والخشوع، والرغبة والرهبة: قال_ تعالى _ عن أنبيائه _ عليهم السلام_:"إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين" [الأنبياء: 90].
4_ الجزم في الدعاء، والعزم في المسألة: فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله"_ قال:"لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإنه لا مُسْتَكْرْهَ له" (31).
5_ الإلحاح بالدعاء: فهو من الآداب الجميلة، التي تدل على صدق الرغبة فيما عند الله _ عز وجل _ ثم "إن الله يحب الملحين في الدعاء"، كما جاء في حديث عائشة _ رضي الله عنهما _ (32).
6_ الدعاء في كل الأحوال: وذلك في الشدة والرخاء، وفي المنشط والمكره؛ لحديث أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب _ فليكثر من الدعاء في الرخاء" (33).
7_ تجنب الدعاء على الأهل، والمال، والنفس: لأن الدعاء يقصد منه جلب النفع ودفع الضر، والدعاء على الأهل، والمال، والنفس _ لا مصلحة وراءه، بل هو ضرر محض على الداعي نفسه؛ فماذا سيجني من فساد أهله، وماله، ونفسه؟
ولهذا قال _ عليه الصلاة والسلام _:"لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم" (34).
8_ الدعاء ثلاثًا: كما جاء في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود الطويل، وفيه: فلما قضى النبي- صلى الله عليه وسلم-"صلاته _ رفع صوته، ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، ثم قال: اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش" (35).
9_ استقبال القبلة: فعن عبدالله بن زيد-رضي الله عنه- قال:=خرج النبي- صلى الله عليه وسلم- "إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا، واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه" (36).
وفي البخاري:=استقبل رسول الله"الكعبة فدعا على قريش" (37).
10_ رفع الأيدي في الدعاء: قال أبو موسى الأشعري ÷:=دعا النبي-صلى الله عليه وسلم-"ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه (38).
وقال ابن عمر _ رضي الله عنهما _: رفع النبي- صلى الله عليه وسلم-يديه، وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد" (39).
وعن سلمان الفارسي-رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال:"إن ربكم _ تبارك وتعالى _ حييٌّ كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردها صفرًا خائبتين" (40).
ورفع اليدين إنما يكون في الدعاء العام، وما ورد الدليل على مشروعية رفع اليدين فيه، كرفع اليدين في الدعاء عند الصفا والمروة، وفي الاستسقاء يوم الجمعة ونو ذلك، لأن هناك أدعية لا ترفع فيها الأيدي مثل دعاء دخول المنزل، والخروج منه، ودخول الخلاء، والخروج منه.
11_ السواك: ووجه ذلك أن الدعاء عبادة باللسان؛ فتنظيف الفم عند ذلك أدب حسن؛ ولهذا جاءت السنة المتواترة بمشروعية السواك للصلاة، والعلة في ذلك تنظيف المحل الذي يكون الذكر به في الصلاة (41).
12_ أن يقدم بين يدي دعائه عملاً صالحًا: كأن يتصدق، أو يحسن إلى مسكين، أو يصلي ركعتين، أو يصوم، أو غير ذلك؛ ليكون هذا العمل وسيلة إلى الإجابة.
ويدل على ذلك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار؛ فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- "حكى عنهم أن كل واحد منهم توسل بأعظم أعماله التي عملها لله _ عز وجل _ فاستجاب الله دعاءهم، وارتفعت عنهم الصخرة، وكان ذلك بحكايته"سنة لأمته.
13_ الوضوء: كما في حديث أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه- لما فرغ النبي-صلى الله عليه وسلم- "من حنين، وفيه قوله: فدعا بماء، فتوضأ، ثم رفع يديه، فقال: "اللهم اغفر لعبيد بن عامر"، ورأيت بياض إبطيه (42).
14_ أن يكون غرض الداعي جميلاً حسنًا: كأن يتوسل الداعي إلى الله فيما أجاب دعوته _ أنه سيترتب على تلك الإجابة عمل صالح، كأن يقول آمين: اللهم ارزقني مالاً؛ لأسلطه على هلكته في الحق، ولأنصر به دين الإسلام، أو: اللهم ارزقني علمًا؛ كي أعلم العباد دين الله، وأنشر الخير بينهم، أو: اللهم ارزقني زوجة؛ لأتعفف بها عن المحارم وهكذا ...
¥