تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذِكْرُ مَنْ سَنَّ في الإِسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعَمِلَ بها من بعده، كانَ لَهُ أجرُها وأجرُ مَنْ يَعْمَلُ بها مِنْ بعدِهِ َ

عن المنذر بنَ جريرٍ يُحَدِّثُ عن أبيه قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- مِنْ صَدْرِ النَّهارِ، فجاءَ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجتابي النِّمارِ عليهمْ سُيوفٌ، عامَّتُهمْ مِنْ مُضَرَ، بل كُلُّهم مِنْ مُضَرَ، فرأيتُ وجهَ رسولِ اللَّهِ تغيَّرَ لِما رأى منهُم مِنَ الفَاقَةِ، قالَ: فدخلَ، فأمرَ بلالاً، فأذنَ، ثُمَّ أقامَ، فخرجَ، فصلَّى، ثم قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً واتَّقُوا اللَّه الَّذي تَسَاءَلُون به والأرحامَ إنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً" [النساء: 1]، "اتَّقُوا اللَّه وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ" [الحشر: 18]. يتصدقُ امرؤٌ مِنْ دِينَارِهِ، ومِنْ دِرْهَمِهِ، ومِنْ ثَوْبِهِ، ومِنْ صاع بُرِّهِ، ومِنْ صاعِ شعيرهِ» حتى ذكرَ شِقَّ تمرةٍ، فجاءَ رجلٌ مِنَ الأنصارِ بصُرَّةٍ كادَتْ تَعْجِزُ كفَّاهُ، بل قد عَجَزَتْ، ثم تَتَابَعَ النَّاسُ حتَّى رأيتُ بَيْنَ يَدَيْ رسولِ اللَّهِ كَوْمَيْنِ مِنَ الثِّيابِ والطَّعامِ، فلقد رأيتُ وجهَ رسولِ اللَّهِ تهلَّلَ حتَّى كأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، ثمَّ قالَ: "مَنْ سَنَّ في الإِسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعَمِلَ بها من بعده، كانَ لَهُ أجرُها وأجرُ مَنْ يَعْمَلُ بها مِنْ بعدِهِ، ومَنْ سنَّ سُنَّةً سيِّئةً، فَعَمِلَ بها من بعده، كانَ عليهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِها من بعده" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3308، 8/ 101154) وإسناده صحيح وأخرجه مسلم (1017/ 70)، والترمذي (2175) والنسائي (5/ 75).

ذِكْرُ أن الصدقة َتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه: "الصَّدَقَةُ تطفىء غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث 3309، 8/ 103وأخرجه البخاري (1443) ومسلم (7/ 107).

ذِكْرُ تمثيلِ المصطفى صلى الله عليه وسلم المُتَصَدِّقَ بالمُتَجَنِّنِ لِلقتَالِ

عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أنَّ رَسُولَ اللَّه-صلى الله عليه وسلم- قال: "مَثَلُ المُنْفِقِ والبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عليهما جُنَّتَانِ مِنْ لَدُنْ تَرَاقِيهما إلى ثُدِيِّيهِما، فأمَّا المُنْفِقُ، فإذا أَرَادَ أن يُنْفِقَ مادَتْ (2) عَلَيْهِ واتَّسَعَتْ حتَّى تَبْلُغَ قَدَمَيْهِ وتعفُوَ أَثَرَهُ، وأمَّا البَخِيلُ، فإذا أرادَ أن يُنْفِقَ أَخَذَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا ولَزِمَتْ، فهو يريدُ أن يُوَسِّعَهَا ولا تَتَّسِعُ، فهو يُرِيدُ أَن يُوَسِّعَهَا ولا تَتَّسِعُ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3313، 8/ 106).

ذِكْرُ الخبر الدال على أن المتصدقين في الدنيا هم الأفضلون في العُقبى

عن زيدِ بنِ وهبٍ، قال: أَشْهَدُ باللَّه لَسَمِعْتُ أبا ذَرَ بالرَّبَذَةِ يقولُ: كُنْتُ أمشي مَعَ رسولِ اللَّهِ بِحَرَّةِ المدينةِ مُمْسِياً، فاستقبَلَنَا أُحُدٌ، فقالَ: "يا أبا ذَرَ، ما أُحِبُّ أنَّ لي أُحُداً ذَهَباً أُمسي ثالثةً وعندي منه دينارٌ إلا دِينارٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلَّا أَنْ أَقُولَ به في عِبَادِ اللَّهِ ه?كذا وه?كذا -يعني مِنْ بينِ يَدَيْهِ ومِنْ خلفِهِ وعَنْ يمينِهِ وعن شِمَالِهِ-"، ثم قالَ: "يا أبا ذرَ، إنَّ المُكْثِرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يومَ القِيَامَةِ". ثم قالَ لي: "لا تَبْرَحْ حتَّى آتِيَكَ". فانطلقَ، ثُمَّ جاء في سَوَادِ اللَّيلِ، فَسَمِعْتُ صوتاً، فخشيتُ أن يكونَ ضِرَار رسولِ اللَّه، فَهَمَمْتُ أن أنطَلِقَ، ثم ذكرتُ قولَهُ، فَجَلَسْتُ حتَّى جاءَ، فقلتُ لَهُ: إنِّي أردتُ أن آتِيَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، ثم ذَكَرْتُ قولكَ لي، وسَمِعْتُ صوتاً، قالَ: "ذاكَ جِبريلُ جاءني، فأخبرني أنَّ مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتي لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئاً دَخَلَ الجَنَّةَ"، فَقُلْتُ: وإنْ زنى وإن سَرَقَ؟ فقالَ: "وإنْ زَنى وإنْ سَرَقَ" أخرجه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير