ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3326، 8/ 118) وأخرجه البخاري (2388) ومسلم (33).
ذِكْرُ البيان بأن المرء لا بقاء له من ماله إلا ما قدم لنفسه لينتفع به في يوم فقره وفاقته
عن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللَّه بن الشِّخِّيرِ عَنْ أبيه قال: أَتَيْتُ النَّبيَّ-صلى الله عليه وسلم- وهو يَقْرَأُ "أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ". قالَ: "يقول ابنُ آدَم: مَالِي مَالِي، وهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3327، 8/ 120) وإسناده على شرط الشيخين.
و عَنْ أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ: "يَقُولُ العبدُ: مَالِي، وإنَّما لَهُ مِنْ مالِهِ ما أَكَلَ فَأَفْنى، أو لَبِسَ فَأَبْلَى، أو تَصَدَّقَ فَأَمْضَى، وما سِوَاهُ، فَهُوَ ذَاهبٌ وتَارِكُهُ للنَّاسِ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3328، 8/ 121) وإسناده صحيح علي شرط مسلم (3244).
ذِكْرُ الإخبار عما يجب على المرء من تقديم ما يمكن من هذه الدنيا الفانية للآخرة الباقية
عن أبي ذَر الغفاريَ -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّه قال: "إنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَسفلونَ إلَّا مَنْ قالَ بالْمَالِ ه?كذا وه?كذا، وكَسْبُهُ مِنْ طَيِّبٍ" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3331، 8/ 123).
ذِكْرُ الخبر الدال على أن صدقة المرء ماله في حالة صحته تكون أفضل من صدقته عند نزول المنية به
عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: (جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول اللهِ أيُّ الصدقةِ أعظمُ أجراً؟ قال: "أن تَصَّدَّقَ وأنتَ صَحيحٌ شَحيحٌ تَخشى الفَقْرَ وتأمُلُ الغِنى، ولا تُمْهِلُ حتى إذا بلغت الحُلْقُومَ قلتَ: لفُلانٍ كذا ولفلانٍ كذا، وقد كان لفلان" أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب أن الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح لقوله تعالى: "وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت" وقوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه"، رقم الحديث (1353، 2/ 515).
ذِكْرُ محبة الله جل وعلا للمتصدق إذا تصدق لله سراً
عن أبي ذرَ الغفاري -رضي الله عنه-، عن النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم-، قال: "ثلاثةٌ يحبُّهُمُ اللَّهُ، وثلاثةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ، أَمَّا الَّذينَ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ، فَرَجُلٌ أَتَى قَوْماً فَسَأَلَهم باللَّهِ وَلَمْ يَسْألْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهمْ وبَيْنَهُ، فَتَخَلَّف رَجُلٌ بأعقابِهِمْ، فأعطاهُ سِرّاً لا يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إلَّا اللَّهُ والَّذي أعطاهُ، وقومٌ سَارُوا لَيْلَتَهُم حتَّى إذا كَانَ النَّومُ أحبَّ إِلَيْهِمْ مِمَّا يَعْدِلُ بهِ، نَزَلُوا فَوضَعُوا رُؤوسَهُمْ وقامَ يَتَمَلَّقُني ويَتْلُو آياتي، وَرَجُلٌ كانَ في سَرِيَّةٍ، فَلَقِيَ العَدُوَّ فهزموا، وأقبلَ بِصَدْرِهِ حتَّى يُقْتَلَ أو يُفتَحَ لَهُ، وثلاثةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ: الشَّيْخُ الزَّاني، والفَقِيرُ المُخْتَالُ، والغَنِيُّ الظَّلُوم" أخرجه ابن حبان في صحيحه. كتاب الزكاة، باب صدقة التطوع، رقم الحديث (3349، 8/ 137) وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 153) والنسائي (5/ 84) والترمذي (2568).
ذِكْرُ الخبر الدال على أن من لم يتصدق هو البخيل
عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- أنَّهُ سمعَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "مثَلُ البَخيلِ والمُنفِقِ كمثَلِ رجُلينِ عليهما جبتانِ من حديدٍ من ثُديهما إلى تراقِيهما. فأمّا المُنفِقُ فلا يُنفِقُ إلا سَبَغَتْ -أو وَفَرَتْ- على جلدهِ حتَّى تُخْفِيَ بَنانَهُ وتَعفُو أثرَه. وأمّا البخيلُ فلا يُريدُ أن يُنفِقَ شيئاً إلاّ لَزِقَتْ كلُّ حَلْقةٍ مَكانَها، فهوَ يُوسِّعُها ولاتَّتسِعُ" أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب مثل المتصدق والبخيل، رقم الحديث (1443، 3/ 305).
ذِكْرُ الإخبار عن وصف المتصدق عند موته إذا كان مقصراً عن حالة مثله في حياته
¥