تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والفرنسية ليست " طيّعة وسهلة ومباشرة " بالبساطة التى يطرحها الأستاذ شوباشى فى كتابه، فالمئات إن لم تكن الآلاف من الكلمات الفرنسية لها أكثر من معنى أساسي واحد إضافة إلى المعاني الناجمة عن وضعها فى الجملة أو ما يلحق بها من كلمة أو كلمات، فعلى سبيل المثال: كلمة pied وتعنى: رجْل، و قدم، ووحدة قياس (33 سم)، وأحد أوزان الشعر، ويفهم أي معنى من هذه المعانى الأساسية من سياق الجملة أو الموضوع.

وإذا ما أضيفت لها كلمة أو كلمات تكوّن عبارة واحدة أو تركيبة لغوية فإنها تصل إلى 57 معنى مختلفا! وكلمة acte تعني: فصل من مسرحية، وعمل، وفعل، وصيغ، وتصرّف، وحُكم، وقرار، ومرسوم، وعَقد، وكلها معان أساسية لنفس الكلمة نطقا وكتابة، بخلاف ما تعطيه من معان وفقا لما يضاف إليها من كلمات لتصل إلى 27 معنى مختلفا! وكلمة composition تعنى: تركيب، وتكوين، ومزج، وخلط، وموسيقى، وموضوع إنشاء، وكلها معان أساسية بخلاف ما يضاف إليها من معان لا تفهم إلا من سياق الحديث ومن معرفة التراكيب اللغوية.

وهو ما يندرج تحت مشكلات ما يسمى بالـ homonyme و الـ synonyme أي المتجانس لفظا والمترادف، فالمتجانس لفظا هنا هي الكلمة التي تحمل نفس الشكل كتابة لكلمة أخرى، ولا تحمل نفس المعنى، مثال كلمة: son تعنى صوت، و son تعنى ضمير ملكية للغائب، و son تعنى نخالة القمح (الردّة) .. بل نفس كلمة son بمعنى صوت تشير إلى مجال أى حقل صوتى ناجم عن موجة صوتية ما، و إلى أى ذبذبة صوتية من حيث درجة الحدّة، و إلى درجة ارتفاع أو انخفاض كثافة الصوت، وإلى مجمل تقنيات التسجيل والنسخ خاصة في مجال السينما والإذاعة والتليفزيون إذا ما دخلت فى تركيبة لغوية مثال tache de son وتعني النمش والذي يقال له أيضا tache de rousseur .. وكل هذه الاختلافات في المعنى لا تفهم إلا من سياق الكلام أو من موضع الكلمة فى الجملة .. والمترادف هو الكلمة التى تتقارب فى المعنى ولا تحمل نفس الشكل كتابة مثال rompre, casser, briser وتعني يكسر، وهناك العديد من القواميس المتخصصة فقط فى كلمتي الجناس والمترادفات ..

ولا أبالغ إن قلت: إن هناك في اللغة الفرنسية من الصعوبات اللغوية التى لا يمكن لعقل أن يستوعبها كلها لدرجة أنه توجد قواميس متعددة لهذه الصعوبات، ومن أشهرها القاموس المعنون « Pièges et difficultés de la langue française » أي " فخاخ وصعوبات اللغة الفرنسية " الصادر عام 1981 عن دار بورداس وهي من كبرى دور الموسوعات العلمية اللغوية، ويقع في تسعمائة صفحة .. وهناك العديد من المراجع المتخصصة فى كيفية تفادي الأخطاء الإملائية، ولا ننسى الإشارة إلى صعوبات الشكلة أو ما يطلقون عليها الـ accent وهي علامة توضع على بعض الأحرف المتحركة في العديد من الكلمات، وتغيّر تماما من معناها مثال كلمة pêcher وتعني صيد السمك، و pécher و تعني يأثم أو يخطئ، و كل من العلامتين ê و é تفتح الحرف فى النطق مثل علامة الفتحة فى اللغة العربية وإن كان التفاوت فى المعنى شاسعا .. و من الواضح أنه لولا صعوبة اللغة الفرنسية و تعقيداتها الحقيقة لما أفرد لها العلماء هذا الكم من المراجع البحثية اللغوية لمعاونة أبنائها على إجادتها و ليس على مسخها أو طمس معالمها من الوجود مراضاة لأغراض غير أمينة ..

كما أن اللغة الفرنسية لها لغتها العامية الدارجة " argot " بل و لكل مهنة من المهن عاميتها، ولا أقول شيئا عن عامية الطلبة فى المدارس والجامعات .. وكل ذلك على سبيل المثال لا الحصر، ناهيك عن صعوبة الهجاء و الأحرف التي تكتب ولا تنطق وتصريفات الأفعال العادية والشاذة والاستثناءات .. فكل لغة من لغات العالم لها مميزاتها ومشكلاتها، ولم نر أي مسئول في أي دولة من دول العالم يفرط فى أساسيات لغته وثوابت تراثه بل ودينه مثلما يفعل هذا الكتاب!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير