تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 04 - 04, 08:16 ص]ـ

الحمد لله، نسترفده عوناً وتوفيقاً.

قلتَ: ((أما ذكر ابن حبان لصبيح في ((الثقات)) فلا يفيده شيئا مع تجهيل الترمذي له، وابن حبان يذكر في كتابه أناس لا يعرفهم ولا يعرف آبائهم، فليس كل من أدخله في كتابه ثقة عنده، وهذا السبب في وصفه بالتساهل، والأقرب أن يقال: ذكره ابن حبان في الثقات)).

وأقول: ذكر ابن حبان صبيحاً فى ((الثقات)) ليس كذكره لأناس لا يُعرفون ولا يُعرفُ آباؤهم، إذ الفرق شاسع، والبون بينه وبينهم واسع، بل ذكره إيَّاه كذكره:

[1] (5/ 481/5831): ((نفيع مولى أم سلمة حجازي. يروى عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن)).

[2] (5/ 483/5841): ((نصاح مولى أم سلمة. يروى عن أم سلمة. روى عنه: ابنه شيبة بن نصاح)).

[3] (5/ 485/5854): ((نبهان أبو يحيى مولى أم سلمة. يروى عن أم سلمة. روى عنه الزهرى)).

[4] (4/ 222/2612): ((ذكوان أبو عمرو مولى عائشة. يروى عن عائشة، وكان يؤمها في رمضان في المصحف. روى عنه ابن أبى مليكة)).

[5] (5/ 591/6450): ((أبو يونس مولى عائشة. يروى عن عائشة. روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر)).

[6] (5/ 469/5766): ((نافع الجرشي يروى عن أبى بن كعب. روى عنه الزهرى)).

[7] (5/ 469/5764): ((نافع أبو نوفل مولى بنى حارثة رأى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه زيد بن أسلم)).

فهؤلاء كلهم مقبولون محتج بأحاديثهم، وسبيل بسط هذا المعنى مما لا يكفيه هذا التعقب.

ولنكتفى بذكر نبهان أبى يحيى مولى أم سلمة من بينهم، لأنه الأقرب شبيهاً بصبيح مولاها.

وقد أخرج حديثه الترمذى (2778) قال: حدثنا سويد ثنا عبد الله أخبرنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدثته: أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((احْتَجِبَا مِنْهُ) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا .. أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ)).

قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).

وأخرجه كذلك أحمد (6/ 296)، وإسحاق بن راهويه ((المسند)) (1/ 84/34)، وابن سعد ((الطبقات)) (8/ 126)، وأبو داود (3585)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 393)، وأبو يعلى (12/ 353/6922)، وابن حبان (5576،5575)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 82)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 302/678)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 91)، والخطيب ((التاريخ)) (8/ 338)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (19/ 156،155)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (29/ 313) من طرق عن يونس بن يزيد الأيلى عن الزهرى عن نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة به.

وقال أبو زكريا النووى ((شرح صحيح مسلم)) (10/ 96): ((وهذا الحديث حديث حسن. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وقال الترمذي: هو حديث حسن. ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة)) اهـ.

قلت: ورجال إسناده ثقات مشاهير كلهم؛ غير نبهان مولى أم سلمة وقد وثق، وكفاه فى توثيقه وعدالته أمران:

(أولهما) تابعيته وكونه مولىً لأم المؤمنين أم سلمة زوج النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

ولهذا ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 486/ 5854) قال: ((نبهان أبو يحيى مولى أم سلمة يروى عن أم سلمة. روى عنه الزهرى. وكانت أم سلمة قد كاتبته، وأدى كتابته فعتق)).

وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 559/ 7092)): ((مقبول من الثالثة))، يعنى من أوساط التابعين الذين يتلقى حديثهم بالقبول تبعاً لقاعدة الحافظ الذهبى الآنفة الذكر ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم؛ احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)) اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير