تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ، فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَعْظَمَ أَهْلِ الأَرْضِ ذَنْبًا غُفِرَ لَكَ بِذَلِكَ))، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُصَلِّيَهَا تِلْكَ السَّاعَةَ!، قَالَ: ((صَلِّهَا مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)).

وأخرجه البيهقى ((الكبرى)) (3/ 52) من طريق محمد بن بكر عن أبى داود بإسناده ومتنه سواء.

قَالَ أَبُو دَاوُد: ((رَوَاهُ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً. وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ رَوْحٍ فَقَالَ حَدِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).

قلت: فهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدَّاً، مُعَلٌّ من ثلاثة أوجه:

(الوجه الأول) عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ أبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وإن وثق لكنه يغرب ويخطئ، وتكثر المناكير فى حديثه من رواية ابنه يحيى عنه. قال ابن حبان فى ترجمة يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ من ((المجروحين)) (3/ 114): ((كان منكر الرواية عن أبيه. ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه، أو من أبيه، أو منهما معاً، ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الإتضاح، بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات، ولوجود الأشياء المعضلات. على أن حماد بن زيد كان يرمي يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ بالكذب)).

قلت: بل وقعت النَّكارةُ كذلك فى حديث عَمْرٍو النُّكْرِيِّ من رواية الصدوقين عنه، كما هاهنا، وإن كان صدوقاً فى نفسه.

ولهذا لخصه الحافظ ابن حجر فى ((تقريب التهذيب)) (1/ 426/5104) بقوله: ((عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ ـ بِضَمِّ النَّون ـ أبُو يَحْيَى أو أبو مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ. صدوق له أوهام)).

(الوجه الثانى) الاضطراب وتلُّونُ النُّكْرِيِّ فى روايته، ففى رواية مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عنه ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعاً))، وفى رواية رَوْحِ بْنُ الْمُسَيَّبِ عنه ((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))، وفى رواية جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عنه ((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ))، ولا يترجح وجهٌ منها، فقد خولف على أولها، ولم يُتَابَع على أولها وثانيها إلا من أوجهٍ كلها واهية لا يحتج بمثلها.

فأما المتابعات وبيان شدة ضعفها:

[فأولها] أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ألا أَحْبُوكَ .. ألا أُعْطِيكَ .. ألا أصلُكَ .. ألا أُجِيزُكَ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَنْ صَلاهُنَ غُفِرَ لَهُ كُل ذَنْبٍ قَدِيمٍٍ أَوْ حَدِيثٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، خَطَأٍ أَوْ عَمْدٍ، تَبْدَأُ فتكبِّرُ أوَّلَ الصَّلاةِ، ثُمُّ تَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلَه إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثُمُّ تَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَمَنْ يُطَيقُ هَذَا؟، قَالَ: وَلَوْ فِي سنة، وَلَوْ فِي شَهْرٍ، وَلَوْ فِي جُمُعَةٍ، وَلَوْ أَنْ تقرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد)).

أخرجه فى ((شعب الإيمان)) (1/ 428/611) من طريق جرير قال: وجدت في كتابي بخطي عن أبِى جَنَابٍ الْكَلَبِيِّ به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير