تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثالث: في نسبة تضعيف الحديث إلى الألباني و عزو ذلك إلى الضعيفة رقم: 172 بعض النظر، فإن الشيخ تراجع عنه في نشرة سنة 1412، وفيها قوله عن رواية أبي داود: (تبين فيما بعد أنه جيد، كما قال الحافظ العراقي، فنقلته الى الصحيحة 2830 - الأصل 8830).

و الشيخ أبو محمد معذورٌ في هذا بلا ريب، فليس كل أحد في مقدوره مراجعة طبعات الصحيحة أو الضعيفة، اللهم إلا من تفرغ لمثل هذا العمل.

و إنما نبهت عليه للفائدة لا غير.

الرابع: في قوله حفظه الله: (لم يتفرد أبو طلحة عن أنس، فقد تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة.

فقد أخرج الطبرانى ((3/ 259/3081) قال: حدثنا بكر بن سهل نا مهدي بن جعفر الرملي نا الوليد بن مسلم نا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ ببنِّية قبةٍ لرجل من الأنصار، فقال: ((ما هذه؟) قال: قبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بنَِاءٍ ـ وأشارَ بيده هكذا على رأسه ـ أكبرُ من هذا، فهو وَبَالٌ على صاحبِه يومَ القيامة)).

واأخرجه الضياء ((الأحاديث المختارة)) (4/ 370/1537) من طريق الطبرانى بإسناده سواءً) اهـ

فهذه المتابعة معلّة، فقد أخرجه ابن ماجه (4161) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس قال: ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة على باب رجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا قبة بناها فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مال يكون هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد فلم يرها فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك فقال يرحمه الله يرحمه الله.

فخالفه في راويه عن إسحاق، فجعله: عيسى بن عبد الأعلى، بدل أبيه عبد الأعلى.

و رواية العباس بن عثمان أولى من رواية مهدي بن جعفر، فالعباس أحسن حالا من مهدي على التحقيق، و إن كان كلاهما له أوهام، إلا أن مهدي بن جعفر له مناكير بل قال البخاري: حديثه منكر، و روايته هذه زادَ ضعفُها بأنَّها ممَّا راوه بكر بن سهل، و هو متكلم فيه.

فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل.

و الأخرى سالمة من ذلك، و العباس لروايته عن الوليد بعض المزية.

بل توبع عثمان على روايته، تابعه المؤمل بن الفضل الحراني و هو ثقة، فيما أخرجه ابن أبي الدنيا (240) في قصر الأمل: قال حدثني أبو داود، قال حدثنا مؤمل بن الفضل قا ل: حدثنا الوليد بن مسلم عن عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة به.

قلت: أبو داود هو صاحب السنن الإمام.

فظهرت عورة رواية بكر عن مهدي!

قلت: و إذا كان الأمر كما رجحنا، فعيسى هذا مجهول:

قال الذهبي في الميزان: (عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة القروي المدني لا يكاد يعرف روى الوليد بن مسلم عنه فقط عن عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبي هريرة في صلاة العيد في المسجد يوم المطر وهذا حديث فرد منكر.

و قال ابن القطان: لا أعلم عيسى هذا مذكورا في شيء من كتب الرجال ولا هذا الإسناد).

و جهله ابن حجر في تقريبه.

و قال البوصيري: (هذا إسناد فيه مقال عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا من وثقه وباقي رجال الاسناد ثقات).

للفائدة: رواية بكر بن سهل هذه أخرجها أيضا الطبراني في الأوسط 3081.

الخامس: قال ابن حجر عن رواية أبي طلحة الأسدي المتقدمة في الفتح 11/ 95 - ط السلفية: (ورواته موثقون الا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف).

ثم أُعلِمُ إخواني بأنَّ هذا الحديث و ما في بابه: فيه اختلافات كثيرة متنا و سندا، تراجع في غير المراجع التي ذكرنا:

كنى البخاري ص 45 و التاريخ له 1/ 87و في ترجمة حبة بن خالد أيضا و الأدب المفرد له و الدارقطني في علله (ج4/ق 12/أ) و البيهقي مع توسع في الشعب 7/رقم 10701 فما بعده، فقد ساق جمعا كبيرا من الأحاديث و الآثار التي في الباب، و قصر الأمل لابن أبي الدنيا - و هو مهم - و الحلية لابي نعيم و الجامع للترمذي و الزهد لهناد و فتح الباري لابن رجب 1/ 220 - 221 و الترغيب للمنذري و مجمع الزوائد، وغيرها.

ومما يحسن إيراده في الباب قول خباب بن الأرث و كان يبني حائطا - كما في الصحيح: (إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في التراب)

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 03 - 04, 09:17 ص]ـ

جزاكم الله خيرا جميعا، والقصد هو المباحثة والفائدة، وقد استفدنا ولله الحمد مما تفضلتم به.

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 03 - 04, 09:45 ص]ـ

الأخ المكرم الشيخ أبو عمر ..

أعتذر لكم أني مررت على مشاركتكم من غير تعقيب ..

و لا شك أن الموضع الذي أشرتم إليه مهم جدا، من جهتين: الأولى: أن الإعلال صادر من إمام الصنعة: الإمام البخاري.

و هذه وحدها تكفي.

و الثانية: أنه حوى على وجازة ألفاظه أربع طرقٍ من الاختلافات في حديث أنس.

فجزاكم الله خيرا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير