ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:03 م]ـ
الأخ الفاضل أبو تيميه إبراهيم
سلام الله عليكم ورحمته، وبارك فيكم، وأجزل ثوابكم.
أخى الحبيب.
سأذكر ما قلتَه، بقولى: قلتَ، وما أقولُه، بقولى: وأقول. والله المستعان على الإرشاد إلى الصواب، ومجانبة الخطأ والزلل.
قلتَ: ((ولي على ما ذكر أخونا الشيخ أبو محمد بعض التنبيهات أرجو أن يتسع صدر الشيخ لها، و هي لا تقلل من شأن البحث، بل تزيده حسناً إلى حسنه))
وأقول: سمعاً وطاعة، فستجدنى إن شاء الله صابراً ولا أعصى لك أمراً. فصدرى رحيب، وقلبى سامع مجيب. وأى الناس أطوع من نَهِمٍ لطلب العلم، ساعٍ فى طرائق الفهم. وبمثل قولك أقول، وليس فى طلبى هذر ولا فضول: يا أخى الحبيب. وأنا أرجو أن يتسع صدرُك لى، ولا تنقم علىَّ. ولا يغيبنَّ عنك ((تلقيح الفهوم .. إحياء للعلوم)).
وكيف لا أجيبك، وأنت موافقى على تصحيح الحديث من حيث الإجمال. ثم وصفك للبحث بالحسن، أتراه يخفى علىَّ أنه تقريظ وثناء. فجزاك الله خيراً.
قلت: ((الأول: في قول الشيخ حفظه الله: ((وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه)).
فقوله: وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230) أظنه وهما، فأحمد لم يخرجه من ذلك الطريق إنما أخرجه عن أسود بن عامر قال ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس به بلفظ فيه بعض التغاير. والموضع هو على الصواب (3/ 220) اهـ.
وأقول: قولك عن عزوى الحديث للإمام أحمد فى جملة من رواه بالطريق المذكورة: أظنه وهماً، من حسن أدبك، وكمال فضلك، ولو رأيتُك لقبلت ما بين عينيك. وسأقولها عنك: أخطأ الشيخ ولم يدقق النظر فى طريق ((المسند))، والعذر أننى ضعيف البصر جداً، فقد أنهكنى الكتب والإطِّلاع، فأضعفا كريمتيَّ، وأنا أرجو ثواب الخبر ((يَقُولُ اللهُ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ .. )) و ((إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا ... ))، أظنك تعلمهما.
وعلى ذلك فليكتب التخريج مصححاً هكذا: وأخرجه كذلك الطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه.
وتابعه مع الزيادةٍ فى متنه عن أبى طلحة: عبد الملك بن عمير. فقد أخرجه أحمد (2/ 220) قال: حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس قال: مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى قُبَّةً مِنْ لَبِنٍ، فَقَالَ: ((لِمَنْ هَذِهِ))، فَقُلْتُ: لِفُلانٍ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ هَدٌّ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا مَا كَانَ فِي مَسْجِدٍ أَوْ فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ ـ شَكَّ أَسْوَدُ ـ أَوْ أَوْ أَوْ))، ثُمَّ مَرَّ، فَلَمْ يَلْقَهَا، فَقَالَ: ((مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ))، قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا مَا قُلْتَ فَهَدَمَهَا، فَقَالَ: ((رَحِمَهُ اللهُ)).
قلتَ: ((الثاني: في قوله عن أبي طلحة الأسدي (ذكره البخارى ((الكنى)) (1/ 45/385)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، وذكرا ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً).
يفهم منه أن البخاري ممن ذكر أبا العميس والركين في جملة من روى عنه، و ليس الأمر كذلك، فالبخاري فرق بين أبي طلحة الأسدي و راوي هذا الحديث، وجمع بينهما ابن أبي حاتم، متابعة لأبيه.
و كأن مسلما يذهب إلى ما ذهب إليه شيخه البخاري.
¥