تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:28 ص]ـ

أخى الفاضل المبارك / أبو تيمية

وفقنى الله وإيَّاكم، وحفظ دينكم ودنياكم.

قلت: ((فجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، وفي علمكم .. ))

وأقول: آمين. وأجزل الله ثوابكم، ورفع قدركم، وأعزكم فى الدنيا والأخرة، ونفع بكم إخوانكم والمسلمين أجمعين. فمثلكم ممن يستوجب تكرار الدعاء، بل والمدح والثناء. جمعنى الله وإياكم فى مستقر رحمته.

قلت: ((والحقيقة أنني: كنت أتمنى و أرجو ألاَّ يؤدي ما ذكرته من تنبيهات بي ولا بكم إلى بذل مزيد من الوقت في التعقيب على ما ذكرتم – حفظكم الله –)).

وأقول: يا أخى الحبيب. إن كنت تظن أن المباحثة بينى وبينك مما يبذل فيه الوقت والجهد بلا فائدة ولا طائل، فلو أردتَ طى بساطها أجبتك لطلبتك، ولكنى حريص على مباحثتك واستخراج خبئك، كيف وقد علمتك مثلى ممن أضرَّهم حبُّ شيخ الإسلام أبى العباس تقى الدين بن تيمية، وربما زدت عليك حبى لشيخ الأصوليين وإمام الجدليين تقى الدين بن دقيق العيد المصرى، وكلاهما مناظر حجَّاج، ربما سُئل عن مسألة، فأجاب فيها وأطال. ووالله إنى لأحبك فى الله، وفى مباحثتك فوائد تكاثر عديد الحصى، وكأنى بإخواننا يلتمسون هاتيك الفوائد، وأنا أول ملتمسيها وراجى عوائدها.

قلت: ((وأجدني مضطرا إلى الإجابة عما ذكرتموه)).

وأقول: بل هو واجب عليكم مفروض، وحق لى اشترط عليكم الوفاء به.

قلت: ((أما قولكم حفظكم الله: الثانى: لا أظن أحداً يفهم من قولى: وذكرا ـ أعنى البخارى وأبا حاتم ـ ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. أن كلَّ واحدٍ منهما ذكر هؤلاء الرواة فى ترجمته كما فهمتَهُ، بل الواضح البين أن معرفة هؤلاء الرواة الأربعة مستفاد من الترجمتين معاً، وليس من كل واحدةٍ على حدة. وإنما جمعتهما هكذا للاعتبار السالف الذكر)).

أقول: هذا صحيح، لو كان الإمامان البخاري و أبو حاتم يتكلمان عن راو واحد، أَمَا وقد فرقَ بينهما البخاري، فلا ينبغي الجمع بينهما إلا مع بيانٍ واضح، وهذا ظاهر .. ولا يخفى عليكم اعتراضات الأئمة بعضهم على بعض في باب أوهام الجمع و التفريق بين الرواة .. ))

ولذا قلت آنفا: ((يفهم منه أن البخاري ممن ذكر أبا العميس والركين في جملة من روى عنه، و ليس الأمر كذلك، فالبخاري فرق بين أبي طلحة الأسدي و راوي هذا الحديث، وجمع بينهما ابن أبي حاتم، متابعة لأبيه. و كأن مسلما يذهب إلى ما ذهب إليه شيخه البخاري. والتنبيه لا على كونهما واحدا أو اثنين؛ إنما لإيضاح تفرقة البخاري بينه و بين راوي حديثنا)). ولو كان الكلام عن راو واحد، فلا شي في عبارتكم)).

وأقول: كأنى بكم ـ أعزكم الله ـ لا تزالون مقتنعين أنهما ـ أعنى أبا طلحة الأسدى وراوى هذا الحديث ـ اثنان، لذا لا تقرون بصحة جمعهما، على أننى أشك أنكم على ثلج ورضا بهذا الاقتناع، لذا قلتم: أبو طلحة الأسدى وراوى هذا الحديث، وإلا فما اسمه إذن، إن كان الأول أبا طلحة؟.

والذى أعتقد صحته وأستيقن به: أنهما واحد، إذ لابد من القطع برأىٍ واضحٍ ومذهبٍ صريح، لأن له تعلق بما نحن فيه من بيان صحة الحديث، والوقوف على طرقه ومتابعاته. وهو كذلك رأى الإمام أبى حاتم الرازى وابنه ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، والحافظ الحجة أبي الحجاج المزى فى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439)، والحافظ العلم الذهبى فى ((الكاشف)) (2/ 437/6697)، والحافظ العسقلانى فى ((تهذيب التهذيب)) (12/ 154).

واكتفى بنقل رأى الحافظ العسقلانى ففيه زيادات وفوائد، فقد قال: ((أبو طلحة الأسدي. روى عن: ابن عباس، وأنس، وأبي عمرو الشيباني. وعنه: عبد الملك بن عمير، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، والأعمش، والركين بن الربيع، وأبو العميس عبيد الله بن عبد الله المسعودي. له في ((السنن)) ـ يعنى لأبى داود ـ أثر في الزجر عن البناء إلا ما لا بد منه)) اهـ. فهذا والذى لا إله غيره بيان واضح فائق الحسن والجودة، ودال على المقصود والمراد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير