قًلْتُ: وَهَذَا كَسَابِقِهِ قَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ الْبَصْرِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 535): «مَقْبُولٌ مِنَ السَّابِعَةِ».
[الثَّامِنُ] وَقَالَ «فَتْحُ الْبَارِي» (4/ 234) فِي بَيَانِ حُكْمِ النَّعْي: «كَانَ بَعْض السَّلَف يُشَدِّد فِي ذَلِكَ، حَتَّى كَانَ حُذَيْفَة إِذَا مَاتَ لَهُ الْمَيِّت يَقُول: لا تُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدَاً، إِنِّي أَخَاف أَنْ يَكُون نَعْيَاً، إِنِّي سَمِعْت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَنْهَى عَنْ النَّعْي. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٌ».
قُلْتُ: والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (986) عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَابْنُ مَاجَهْ (1476) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، كِلاهُمَا عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: إِذَا مِتُّ فَلا تُؤْذِنُوا بِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيَاً، «فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ»، اللَّفْظُ لِلتِّرْمِذِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ: بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (5/ 406،385) عَنْ وَكِيعٍِ وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (4/ 74) عنْ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (5/ 376) عنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، جَمِيعَاً عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بِنَحْوِهِ.
وقال أَبُو عيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
قًلْتُ: وَهَذَا كَسَابِقَيْهِ قَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 151): «مَقْبُولٌ مِنَ السَّابِعَةِ».
[التَّاسِعُ] وَقَالَ فِي «الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» (1/ 291): «بُسْرُ بْنُ جَحَّاشٍ قُرَشِيٌّ نَزَلَ حِمْصَ. قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَهُ بُسْرٌ بِالْمُهْمَلَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَهُ بِالْمُعْجَمَةِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ زَبْرٍ: لا يَصِحُّ بِالْمُعْجَمَةِ، وَكَذَا ضَبَطَهُ بِالْمُهْمَلَةِ أبُو عَلِيٍّ الْهَجَرِيُّ فِي نَوَادِرِهِ.
وَقَالَ مُسْلِمٌ وَابْنُ السَّكَنِ وَغَيْرُهُمَا: لَمْ يَرْوِ عنهُ غَيْرُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. وَحَدِيثُهُ عَنْدَ أَحْمَدَ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ» اهـ.
قُلْتُ: والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الإمَامُ أَحْمَدُ (4/ 210) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَقَ يَوْمَاً فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: ابْنَ آدَمَ؛ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ».
وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَفِّهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابنُ مَاجَهْ (2707)، وَابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتُ» (7/ 427)، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي» (2/ 150،149)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (2/ 32/1194،1193) و «مُسْنَدُ الشَّاميِّينَ» (469)، وَابْنُ قَانِعٍ «مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ» (1/ 76)، وَالْحَاكِمُ (2/ 545)، وَأَبُو نُعَيْمٍ مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (1146،1145)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 256/3472)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (4/ 72) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ بِنَحْوِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ شَامِيٌّ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ غَيْرُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، تَفَرَّدَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحِمْصِيُّ.
وَهُوَ أعلَى مِنَ الثَّلاثَةِ الأَحَادِيثِ السَّابِقَةِ، فَقَدْ صَحَّحَهُ الْحَافِظُ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 351): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
[إيْقَاظٌ وَبَيَانٌ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو سَلَمَةَ تَابِعِيٌّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ كَثِيْرُ الرِّوَايَةِ. سَمِعَ مِنَ الصَّحَابَةِ: أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ. وَرَوَى عنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وثَوْبَانَ، وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ. وَرَوَى عَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو. وَتَّقَهُ أبُو دَاوُدَ وَالْعِجْلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالذَّهَبِيُّ. ثُمَّ هَذَا الْبَيَانُ السَّابِقُ أَوْضَحُ دَلِيلٍ عَلَى تَوْثِيقِ ابْنِ حَجَرٍ لَهُ.
وَيُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ عَاشِرُ الْعُشَارِيَّةِ.
¥