ولا يغيبن عنك قول الإمام أبى حفص عمرو بن علي: حديث الشاميين كله ضعيف إلا نفراً منهم: الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وثور بن يزيد، وبرد بن سنان.
ولهذا وثقه بإطلاق: على بن المدينى، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وصالح بن محمد جزرة، وابن حبان.
وقال العباس بن محمد الدورى سمعت يحيى بن معين يقول: ليس به بأس. وقال إبراهيم بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وسأله أبو طالب عن ابن ثوبان فقال: صالح.
وقال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يقول: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان كان فيه سلامة، وكان مجاب الدعوة، وليس به بأس، وكان على المظالم ببغداد ولاه المهدي.
وأما قول أحمد: أحادبثه مناكير، فليست النكارة فى رواياته منه، وإنما من رواة ضعفاء عنه أمثال:
(1) الوليد بن الوليد القلانسى العنسى يروى عن ابن ثوبان المناكير والموضوعات
وهو الذى روى عن ابن ثوبان عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الجنة لتزخرف لشهر رمضان من رأس الحول إلى الحول المقبل، فإذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش، فصفقت أشجار الجنة، ويجيء الحور العين، فقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجاً، تقر بهم أعيننا، وتقر أعينهم بنا)).
أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (6800) و ((الشاميين)) (91)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 312/3633)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (8/ 107)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (881)، والذهبى ((سير الأعلام)) (17/ 562) من طرق عن الوليد به.
قال أبو الفرج بن الجوزى: ((قال الدارقطني: تفرد به عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عمرو، ولم يروه عنه غير الوليد بن الوليد وهو منكر الحديث. وقال أبن حبان: لا يجوز الإحتجاج به)).
(2) مغيرة بن مطرف أبو المطرف يروي عنه المقلوبات
وهو الذى روى عن ابن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل عن عبد الله رفعه قال: ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر أو ذكر الله)).
أخرجه البزار (1736)، والطبرانى ((الأوسط)) (4072) و ((الشاميين)) (163) عن المغيرة به.
وهذا الحديث يرويه أثبات أصحاب ابن ثوبان عنه بغير هذا الإسناد، ولم يتابع أحد المغيرة بن المطرف على هذا الوجه، فهو منكر بهذا الإسناد.
أخرجه الترمذى (2244): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُكْتِبُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَال سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ قُرَّةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ ضَمْرَةَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرُ اللهِ وَمَا وَالاهُ، وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).
وأخرجه ابن ماجه (4102)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 265/1708) عن أبى خليد عتبة بن حماد، والعقيلى (2/ 326) عن أسد بن موسى، كلاهما عن ابن ثوبان بنحو حديث ابن ثابت الجزرى.
وفى ((علل الدارقطنى)) (5/ 89): ((وسئل عن حديث شقيق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ... ... الحديث. فقال يرويه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، واختلف عنه فرواه أبو المطرف مغيرة بن مطرف عن بن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن شقيق عن عبد الله، وهذا إسناد مقلوب، وإنما رواه ابن ثوبان عن عطاء بن بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة وهو الصحيح)).
ومن الرواة الضعفاء عنه: عبد الرحمن بن عثمان الطرائفى، وفهر بن بشر الدامانى.
والخلاصة، فإن ابن ثوبان مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة.
وحديث ابن عمر المذكور قد رواه عنه أثبات أصحابه: سليمان بن داود الطيالسى، وعلى بن عيَّاش الحمصى، وغسان بن الربيع، ومحمد بن عُزيز الأيلى، ومحمد بن يزيد الواسطى، ومحمد بن يوسف الفريابى، وهاشم بن القاسم أبو النضر.
¥