تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العلى وشفاعتهن ترتجا فقال ما أتيتك بهذا هذا عن الشيطان أو قال هذا من الشيطان لم آتك بها فأنزل الله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته الى آخر الآية).

قلت: و هذا سند ضعيف بل منكر، فقد تفرد به أبو بكر بن المقرئ (و هو غير ابن المقرئ صاحب المعجم المطبوع)، فهو مع جهالة حاله لا يحتمل مثل هذه الرواية المخالفة كل المخالفة لرواية ابن عباس رضي الله عنهما التي جاءت في أصح كتاب بعد كتاب الله (صحيح البخاري) مما يزيدها وهنا على وهن لا سيما بالزيادة المنكرة.

أو يتشبث بما أخرجه الطبري في تفسيره (17/ 189): (حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قال ثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله والله عليم حكيم وذلك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب فجعل يتلوها فسمعه المشركون فقالوا إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان إن تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى فجعل يتلوها فنزل جبرائيل عليه السلام فنسخها ثم قال له وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إلى قوله والله عليم حكيم).

قلت: وهذا سند ضعيف جدا، و هو حديث منكر.

و هذه نسخة لا يصلح منها شيء البتة مدارها على آل العوفي.

- محمد بن سعد هو العوفي لينه الخطيب، و قال الدارقطني: لا بأس به.

- و والده سعد قال فيه الإمام أحمد فيما نقله عنه الخطيب في تاريخ بغداد: (لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه ولا كان موضعا لذاك).

- و الحسين بن الحسن العوفي: قال فيه أبو حاتم الرازي: (ضعيف الحديث)،

و قال ابن معين: (ضعيف).

وقال ابن عدي: (وللحسين بن الحسن أحاديث عن أبيه عن الأعمش وعن أبيه وعن غيرهما وأشياء مما لا يتابع عليه).

- و الحسن بن عطية العوفي: قال فيه أبو حاتم الرازي: (ضعيف الحديث).

و قال البخاري في التاريخ الكبير: (ليس بذاك).

و قال ابن حبان في المجروحين: (منكر الحديث فلا أدري البلية في أحاديثه منه أو من أبيه أو منهما معا لأن أباه ليس بشيء في الحديث وأكثر روايته عن أبيه فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه).

- و عطية العوفي: و هو في غنى عن ذكر تضعيف النقاد له لشهرته.

بـ – الروايات المرسلة و المعضلة:

1 - مرسل قتادة بل معضله:

أخرج الطبري في تفسيره (17/ 191): (حدثنا ابن عبد الأعلى قال ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى أن لا يعيب الله آلهة المشركين فألقى الشيطان في أمنيته فقال إن الآلهة التي تدعي أن شفاعتها لترتجى وإنها للغرانيق العلى فنسخ الله ذلك وأحكم الله آياته أفرأيتم اللات و العزى حتى بلغ من سلطان قال قتادة لما ألقى الشيطان ما ألقى قال المشركون قد ذكر الله آلهتهم بخير ففرحوا بذلك فذكر قوله ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض.

حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة بنحوه).

قلت: و هذا مع إرساله بل إعضاله ضعيف منكر:

- و قولنا مرسل قتادة فيه شيء من التجوز لأن قتادة لم يرو إلا عن قلة من صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم و رضي الله عنهم، بل إن الإمام أحمد قال كما في مراسيل ابن أبي حاتم (168):

" ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أنس رضي الله عنه

قيل: فابن سرجس؟ فكأنه لم يره سماعا ".

و قال أبو حاتم الرازي كما في المراسيل لابنه (175): (لم يلق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنسا و عبد الله بن سرجس).

فاحتمال الإعضال أكبر بكثير من الإرسال، فأنى له الجبران.

ثم على فرض التسليم بالارسال، فإن النقاد لم يعدوا مراسيله شيئا:

- قال ابن أبي حاتم الرازي في المراسيل (3): (حدثنا أحمد بن سنان قال: كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري و قتادة شيئا؛ و يقول هو بمنزلة الريح؛ و يقول هؤلاء قوم حفاظ إذا سمعوا الشيئ علقوه).

- ثم إن رواية معمر عن قتادة مما تكلم فيها النقاد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير