أخرجه كذلك أحمد (5/ 69) عن روح بن عبادة، وابن سعد ((الطبقات)) (8/ 481) عن إسماعيل بن علية، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 45/1634)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (1/ 58)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (3/ 386) ثلاثتهم عن عثمان بن الهيثم، وابن ماجه (3960) عن صفوان بن عيسى، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 294/866،865،863) عن صالح بن رستم الخزاز ويزيد بن زريع وعثمان بن الهيثم، ستتهم عن عبد الله بن عبيد الحميرى المؤذن عن عديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري قالت: جاء علي بن أبي طالب إلى أبي فذكرت نحوه.
ومما يُتعقب قول أبي عيسى الترمذى: ((لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ)).
قلت: بل تابعه عبد الكبير بن الحكم الغفارى، وأبو عمرو القسملى كلاهما عن عديسة. وأوثق الثلاثة وأقومهم بالحديث: عبد الله بن عبيد الحميرى مؤذن مسجد المسارج، ثقة من خيار أهل البصرة. قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة. وقال أبو حاتم الرازى: صالح ما به بأس.
وأما عديسة بنت أهبان الغفارية، فهى تابعية بصرية من أوساطهن. روت عن: أبيها أهبان بن صيفي الغفاري، وعلي بن أبي طالب. وروى عنها: عبد الله بن عبيد المؤذن البصرى، وعبد الكبير بن الحكم بن عمرو الغفاري، والمعلى بن جابر بن مسلم، وأبو عمرو القسملي شيخ لحماد بن سلمة.
وما أحراها بأن توثَّقَ، ويتلقى حديثها بالقبول لهذه الاعتبارات الثلاثة:
[الأول] تابعيتها، وكونها من أوساطهن. وليس فى كبار التابعيات ولا أوساطهن من اتهمت بجرحٍ، ولا بما يوجب ترك أحاديثهن. فقد قال الحافظ الذهبى ((ميزان الاعتدال)) (7/ 465): ((فصل في النسوة المجهولات. وما علمت في النساء من اتهمت، ولا من تركوها)). ولهذا قال الحافظ ابن حجر ((التقريب)): ((مقبولة من الثالثة))، يعنى أنها ثقة كغيرها من أوساط التابعيات ممن أدرجهن فى هذه المرتبة، أمثال: جسرة بنت دجاجة العامرية الكوفية، وجبلة بنت مصفح العامرية، ودحيبة وصفية بنتا عليبة العنبريتان، ودقرة بنت غالب الراسبية البصرية، والرباب بنت صليع أم الرائح البصرية وغيرهن كثيرات.
[الثانى] ارتفاع الجهالة عنها برواية هذا الجمع من أهل البصرة.
[الثالث] لم تتفرد عن أبيها، فقد تابعها على حديثها: زهدم بن الحارث الغفاري.
فقد أخرج الطبرانى ((الكبير)) (1/ 295/868) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح البصري ثنا يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري حدثني أبي قال قال لي أهبان بن صيفي: قال لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا أهبان أما إنك بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً إلى ذلك اليوم، فاجعل سيفك من عراجين))، قال: فجعلت سيفي من عراجين، فأتاني علي ـ يعنى ابن أبى طالبٍ ـ رضي الله عنه، فأخذ بعضادتي الباب، ثم سلَّم فقال: يا أهبان ألا تخرج؟، فقلت: بأبي وأمي يا أبا الحسن، قال لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أمرني رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو أوصاني رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو تقدم إلي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ شك ابن زهدم ـ، فقال: ((يا أهبان أما إنك بعدي، فسترى في أصحابي اختلافاً إلى ذلك اليوم فاجعل سيفك من عراجين))، فأخرجت إليه سيفي، فولَّى علي رضي الله عنه.
وأما متابعو عبد الله بن عبيد الحميرى.
فقد أخرج أحمد (6/ 393) قال: حدثنا سريج بن النعمان ثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ عن عبد الكبير بن الحكم الغفاري وعبد الله بن عبيد عن عديسة عن أبيها: جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: أَثَمَّ أَبُو مُسْلِمٍ؟، قِيلَ: نَعَمْ، قَالَ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ نَصِيبَكَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، وَتُخِفْ فِيهِ؟، قَالَ: يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكَ، عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ إِذَا كَانَتِ الْفِتْنَةُ أَنْ أَتَّخِذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَقَدِ اتَّخَذْتُهُ، وَهُوَ ذَاكَ مُعَلَّقٌ.
وأخرجه كذلك الطبرانى ((الكبير)) (1/ 295/867) قال:حدثنا القاسم بن عباد الخطابي ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا حماد بن زيد بنحوه.
وأخرج أحمد (5/ 69) عن عفان، ونعيم بن حماد ((الفتن)) (358،211) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 294/864) عن أسد بن موسى، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن أبي عمرو القسملي عن ابنة أهبان أن علي بن أبي طالب أتى أهبان فقال: مَا يَمْنَعُكَ مِنِ اتِّبَاعِي؟، فَقَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي وَابْنُ عَمِّكِ ـ يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: سَتَكُونُ فِتَنٌ وَفُرْقَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ، وَاتَّخِذْ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، فَقَدْ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَالْفُرْقَةُ، وَكَسَرْتُ سَيْفِي وَاتَّخَذْتُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ.
¥