حدثنا ابن وكيع قال،حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، عن شريك، عن جابر، عن مجاهد: ولقد همت به وهم بها، قال: استلقت، وحل ثيابه حتى بلغ ألياته.
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا قيس، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير: ولقد همت به وهم بها، قال:أطلق تكة سراويله.
حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابي أبي مليكة قال: شهدت ابن عباس سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال: حل الهميان، وجلس منها مجلس الخاتن.
قال القرطبي في تفسيره:
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: وابن عباس ومن دونه لا يختلفون في أنه هم بها، وهم أعلم بالله وبتأويل كتابه، وأشد تعظيماً للأنبياء من أن يتكلموا فيهم بغير علم
وقال الحسن: إن الله عز وجل لم يذكر معاصي الأنبياء ليعيرهم بها، ولكنه ذكرها لكيلا تيأسوا من التوية. قال الغزنوي: مع أن لزلة الأنبياء حكماً: زيادة الوجل، وشدة الحياء بالخجل، والتخلي عن عجب العمل، والتلذذ بنعمة العفو بعد الأمل، وكونهم أئمة رجاء أهل الزلل. قال القشيري أبو نصر: وقال قوم جرى من يوسف هم، وكان ذلك الهم حركة طبع من غير تصميم للعقد على الفعل، وما كان من هذا القبيل لا يؤخذ به العبد، وقد يخطر بقلب المرء وهو صائم شرب الماء البارد، وتناول الطعام اللذيذ، فإذا لم يأكل ولم يشرب، ولم يصمم عزمه على الأكل والشرب لا يؤاخذ بما هجس في النفس، والبرهان صرفه عن هذا الهم حتى لم يصر عزماً مصمماً.
قلت: هذا قول حسن، وممن قال به الحسن
قال ابن عطية: الذي أقول به في هذه الآية إن كون يوسف نبياً في وقت هذه النازلة لم يصح، ولا تظاهرت به رواية، وإذا كان كذلك فهو مؤمن قد أوتي حكماً وعلماً، ويجوز عليه الهم الذي هو إرادة الشيء دون مواقعته وأن يستصحب الخاطر الرديء على ما في ذلك من الخطيئة، وإن فرضناه نبياً في ذلك الوقت فلا يجوز عليه عندي إلا الهم الذي هو خاطر، ولا يصح عليه شيء مما ذكر من حل تكته ونحوه، لأن العصمة مع النبوة. وما روي من أنه قيل له: (تكون في ديوان الأنبياء وتفعل فعل السفهاء) فإنما معناه العدة بالنبوة فيما بعد.
قلت: ما ذكره من هذا التفصيل صحيح، لكن قوله تعالى: وأوحينا إليه يدل على أنه كان نبياً على ما ذكرناه،
قلت (سيف) ليس كل وحي نبوة بالضرورة وقد اوحى سبحانه وتعالى للحواريين ان يؤمنوا بالمسيح عليه السلام.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال: ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي. وقال عليه السلام مخبراً عن ربه: إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها كتبت حسنة فإن كان ما يهم به العبد من السيئة يكتب له بتركها حسنة فلا ذنب، وفي الصحيح: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم به وقد تقدم. قال ابن العربي: كان بمدينة السلام إمام من أئمة الصوفية، - وأي إمام - يعرف بابن عطاء! تكلم يوماً على يوسف وإخباره حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه، فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال: يا شيخ! يا سيدنا! فإذاً يوسف هم وما تم؟ قال: نعم! لأن العناية من ثم. فانظر إلى حلاوة العالم والمتعلم، وانظر إلى فطنة العامي في سؤاله، وجواب العالم في اختصاره واستيفائه.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:02 ص]ـ
الأخ الفاضل أبومجاهد السلام عليكم:
لفضيلة الشيخ العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي بحث حول القصة ومايتعلق بها
من أحاديث في تفسير أضواء البيان
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 - 07 - 05, 01:14 ص]ـ
لقد بحثت المسألة تفسيرياً، واطلعت على كل ما ذكرتموه وفقكم الله - ولله الحمد -، غير أني أريد حكماً على هذه الروايات التي ذكرها الطبري من حيث الصناعة الحديثية ...