تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حفص بن سليمان الأسدي راوي قراءة عاصم بين الجرح والتعديل]

ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[09 - 08 - 05, 09:36 ص]ـ

http://www.itimagine.com/hoffaz/forqan/F2005/F43/furqan43-13.htm (http://)

على مائدة القرآن الكريم

حفص بن سليمان الأسدي

راوي قراءة عاصم

بين الجرح والتعديل

أ. د. غانم قدوري الحمد

كلية التربية – جامعة تكريت

مقدمة

شهرة عاصم بن أبي النجود وتلميذه حفص بن سليمان الأسدي تملأ الآفاق اليوم، فعاصم صاحب القراءة التي يقرأ بها المسلمون القرآن في معظم البلدان اليوم، وحفص هو صاحب الرواية عنه، لكن المرء يعجب مما ورد في كتب رجال الحديث من وصف حفص بن سليمان بأنه ضعيف، متروك الحديث، وصار ذلك الوصف من المسلمات لدى معظم من كتب عن حفص، وحاول بعض العلماء التخفيف من أثر ذلك الوصف بالقول: " إن العالم قد يكون إماماً في فن مقصراً في فنون "، ولا عجب بناء على ذلك أن يتقن حفص القرآن ويُجَوِّدَهُ، ولا يتقن الحديث (1).

ولو أن الأمر توقف عند وصف حفص بعدم إتقان الحديث لكان مقبولاً، لكنه تجاوز ذلك إلى الطعن في عدالته، واتهامه بالكذب عند بعض العلماء. وكيف يكون المرء مؤتمناً على القرآن، متهماً في الحديث؟ إنه أمر أشبه بالجمع بين النقيضين!

وكنت أتتبع الروايات المتعلقة بهذه القضية وأقاويل العلماء فيها، في محاولة لتفسيرها على نحو يخفف من أثرها (2)، حتى لا تكون وسيلة للطعن في قراءة القرآن الكريم، وقد انكشفت لي جوانب جديدة حول هذه القضية جعلتني أعود إلى دراستها وعرض نتيجة ما توصلت إليه حولها على المهتمين بالموضوع، وهي نتيجة أحسب أنها تَسُرُّ حملة القرآن، والمهتمين بدراسة القراءات، إن شاء الله تعالى، وأرجو أن تبعث السرور في نفوس المتخصصين بدراسة الحديث أيضاً، والحق أحق أن يتبع، والحكمة ضالة المؤمن. وتتلخص تلك النتيجة في أن تضعيف حفص بن سليمان القارئ في الحديث انبنى على وَهْمٍ وقع فيه بعض كبار علماء الحديث الأوائل، وانتشر عند مَن جاء بعدهم، وأُضيف إليه، حتى صار كأنه حقيقة مسلمة لا تقبل النقاش.

وسوف أعرض عناصر الموضوع الأساسية على نحو مختصر من خلال بحث الفقرات الآتية:

(1) ترجمة حفص بن سليمان القارئ.

(2) أشهر أقاويل المُجَرِّحِين.

(3) أقوال المُوَثِّقِين.

(4) مناقشة واستنتاج.

أولاً: ترجمة حفص بن سليمان القارئ

لعل من المفيد للقارئ الاطلاع على ترجمة ملخصة لحفص بن سليمان، قبل عرض فقرات الموضوع المتعلقة بتوثيقه وتجريحه، وسوف أقتصر على إيراد نصين لترجمته يمثلان وجهتي نظر متقابلتين لكل من علماء القراءة وعلماء الحديث، الأول من كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري الذي حاول إبراز النقاط المضيئة في شخصية حفص، والثاني من كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي، الذي جمع فيه من أقوال التجريح التي يمكن أن تُخْرِجَ حفصاً - لو صحت - من الدين!

قال ابن الجزري: " حفص بن سليمان بن المغيرة، أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز، ويعرف بحُفَيْص، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم، وكان ربيبه ابن زوجته، وُلِدَ سنة تسعين، قال الداني: وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة، ونزل بغداد فأقرأ بها، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها، وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان، وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، وقال الذهبي: أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها، بخلاف حاله في الحديث، قلت: يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث، قال ابن المنادي: قرأ على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم ... توفي سنة ثمانين ومئة على الصحيح، وقيل بين الثمانين والتسعين ... " (3).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير