تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" إن الله هو المقوم، إنى لأرجو ان افارقكم حين افارقكم ولا يطلبنى أحد بمظلمة ظلمتها في نفس ولا مال". فرواها [إن الله هو المقوم] جازما.

قال الإمام العجلي:" وعبد الأعلى من أصحهم سماعا، سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين " كما في تهذيب التهذيب.

إذن فحين سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يقوم لهم السعر قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: [إن الله هو المقوم]،فكان جوابه دائما حسب مقتضى الحال ولم يكن يقصد اسم المسعر بذاته. فبعد أن اتضح ذلك لماذا لم يدرجوا اسم المقوم أيضا؟

2) أيضا لو كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعتبر المسعر اسمًا لله، فلماذا لم يدع - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - به عندما سئل استجابة لقوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}؟ بل قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: [بَلْ أَدْعُو] وفي رواية بصيغ الأمر كما أخرج البيهقي في سننه الكبرى (6/ 29): [عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ سَعِّرْ فَقَالَ: «بَلْ ادْعُ اللَّهَ»]، ولم يدع> بـ[المسعر].

3) وكما جاء في معظم الحاديث والآثار السابقة، فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا ذكر اسم المسعر ذكره مقيدا بأسماء أخرى كالقابض والباسط والرازق والخالق، أو لم يذكره وأفصح عما يقوم بمعناه من أفعال الله كقوله [بَلِ اللَّهُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ] ..... إلخ.فتبين أن المقصود ليس الاسم ذاته وإنما المعني المناسب لذلك الحال، قال الإمام الطبري: [قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَعْنِي بِذَلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ الْغَلاَءَ، وَالرُّخْصُ، وَالسَّعَةُ، وَالضِّيقُ بِيَدِ اللَّهِ دُونَ غَيْرِهِ. فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} يَعْنِي بِقَوْلِهِ: {يَقْبِضُ} يَقْتُرُ بِقَبْضِهِ الرِّزْقَ عَمَّنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ، وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ: {وَيَبْسُطُ} يُوَسِّعُ بِبَسْطَةِ الرِّزْقِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْهُمْ] ا. هـ

4) وجاء في فتوى ضمن فتاوى الشبكة الإسلامية عن اسم الله المسعر أجاب د. عبدالله الفقيه بقوله: [وهذا الحديث يفيد إثبات ما أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم لربه فهو سبحانه وتعالى المتحكم في الأمور يرفع ما يشاء ويخفض ما يشاء، ويغلي ما يشاء ويرخص ما يشاء، والرسول صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بالله وقد وصف الله تعالى بهذه الصفة فهي من صفات الأفعا ل، وقد عدها من أسماء الله تعالى ابن حزم والشوكاني.

وبناء عليه؛ فإنه لا مانع من وصف الله بهذه الصفة في أسلوب يماثل السياق الذي أوردها فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر الغزالي في المقصد الأسنى: أن ما كان يطلق على العباد من أسمائه تعالى على جهة الحقيقة مثل الزارع والكاتب لا يطلق على الله مجردا، بل يطلق حيث أطلقه على لفظه مع ما يتعلق به من السياق] ا. هـ بتصرف

5) ومما يؤيد ذلك أيضا هو من أدرج هذا الاسم في أسماء الله، لم يدرج اسم الطبيب مع أنه ورد في لفظ صريح أخرجه أحمد (17492) وغيره عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي، فَرَأَى الَّتِي بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ فَإِنِّي طَبِيبٌ؟ قَالَ: " أَنْتَ رَفِيقٌ، وَاللهُ الطَّبِيبُ ". [الصحيحة: 1537]، فلا فرق بين الاسمين، فإن قيل إن اسم الطبيب يحتمل النقص لما يحمل من معنى السحر وغيره، رُد عليه بأن قاعدة اشتراط الكمال المطلق ليست بهذه الصورة، فمثلا اسم (الجبار)، جاء في لسان العرب: [والجَبَّارُ الذي يَقْتُلُ على الغَضَبِ والجَبَّارُ القَتَّال في غير حق].واسم الله المتكبر، والله تبارك وتعالى سمى بعض الكفار متكبراً جباراً فقال: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّه عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [سورة المؤمن: 35].

لذلك فالأسماء التي تحتمل النقص في معناها عند إطلاقها على البشر، لا تستلزم ذلك النقص في المعنى عند تسمية الله تبارك وتعالى نفسه بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير