12 - وفي جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي من رواية أبي طالب العشاري ما نصه قال وقد سئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به فقال: ((لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لا يسع أحد من خلق الله عز وجل قامت لديه الحجة إن القرآن نزل به وصحيح عنده قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عنه العدل خلافه فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله عز وجل فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالدراية والفكر ونحو ذلك أخبار الله عز وجل أنه سميع وأن له يدين بقوله عز وجل: [بل يداه مبسوطتان] أن له يمينا بقوله عز وجل: [والسموات مطويات بيمينه] وأن له وجها بقوله عز وجل: [كل شيء هالك إلا وجهه] وقوله: [ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام] وأن له قدما بقوله صلى الله عليه وسلم: (حتى يضع الرب عز وجل فيها قدمه) يعني جهنم لقوله صلى الله عليه وسلم للذي قتل في سبيل الله عز وجل (أنه لقي الله عز وجل وهو يضحك إليه) وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأنه ليس بأعور لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذ ذكر الدجال فقال إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأن له أصبعا بقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل) وأن هذه المعاني التي وصف الله بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم لا يدرك حقه ذلك بالذكر والدراية ويكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وإن كان الوارد بذلك خبرا يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع ((وجبت الدينونة)) على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كم عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن نثبت هذه الصفات وننفي التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: [ليس كمله شيء وهو السميع البصير]. .)) آخر الاعتقاد
ب - قوله في القدر:
1 - أخرج البهقي عن الربيع بن سليمان قال سئل الشافعي عن القدر فقال:
((ما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ففي العلم يجري الفتن والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن))
2 - أورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال: ((إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل وإن عذاب القبر حق ومساءلة أهل القبور حق والبعث حق والحساب حق والجنة والنار حق وغير مما جاءت به السنن)).
3 - أخرج اللالكائي عن المزني قال: قال الشافعي: ((تدر من القدري؟ الذي يقول: إن الله لم يخلق شيئا حتى عمل به))
4 - أورد البهقي عن الشافعي أنه قال: ((القدرية الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هم مجوس هذه الأمة) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون)).
5 - وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه كان يكره الصلاة خلف القدري
ج - قوله في الإيمان:
1 - أخرج ابن عبد البر عن الربيع قال: (سمعت الشافعي يقول: ((الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب ألا ترى قول الله عز وجل: [وما كان الله ليضيع إيمانكم] يعني صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيمانا وهي قول وعمل وعقد))
2 - وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال: سمعت الشافعي يقول: ((الإيمان قول وعمل يزيد وينقص)).
3 - وأخرج البيهقي عن أبي محمد الزبيري قال: قال رجل للشافعي: أي الأعمال عند الله أفضل؟ قال الشافعي: ((ما لا يقبل عملا إلا به)) قال: وما ذاك؟ قال: ((الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظا)) قال الرجل: ألا تخبرني عن الإيمان قول وعمل أو قول بلا عمل؟ قال الشافعي: ((الإيمان عمل لله والقول بعض ذلك العمل)) قال الرجل: صف لي ذلك حتى أفهمه. قال الشافعي: ((إن للإيمان حالات ودرجات وطبقات فمنها التام المنتهي تمامه والناقص البين نقصانه والراجح الزائد
¥