تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل كان يعرض مناظرات ابن تيمية مع خصومه من الأشاعرة مظهرا انحيازه إلى صف ابن تيمية ومن هذا قوله:

" وبحثوا في "الحموية" وناقشوه في أماكن منها، فأجاب عنها بما أسكتهم بعد كلام كثير ".

ويقول عن مناظرة شيخ الإسلام لهم في الواسطية:

" وقرئت عقيدة الشيخ تقي الدين "الواسطية" .. وحضر الشيخ صفي الدين الهندي، وتكلم مع الشيخ تقي الدين كلاماً كثيرا، لكن ساقيته لاطمت بحرا "

وقوله عن أحد المجالس التي عقدت لشيخ الإسلام لإخراجه من البلد وامتنع ابن تيمية من حضورها فقال ابن كثير في ذلك:

" فصمم [ابن تيمية] على عدم الحضور، ولم يلتفت إليهم ولم يعدهم شيئا، فطال عليهم المجلس فتفرقوا وانصرفوا غير مأجورين " ا. هـ

تأمل نفي الأجر عنهم فهو أمر خطير لا يكون إلا مع اعتقاده بطلان ما هم عليه مما خاصموه فيه

وغيرها من العبارات

ـ الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

قال في كتابه العلو:

" قلت: المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالة مولدة ما علمت أحدا سبقهم بها قالوا هذه الصفات تمر كما جاءت ولا تأول مع إعتقاد أن ظاهرها

غير مراد فتفرع من هذا أن الظاهر يعني به أمران أحدهما أنه لا تأويل لها غير دلالة الخطاب كما قال السلف الإستواء معلوم

وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها

يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف

وهذا هو مذهب السلف مع إتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته

الثاني أن ظاهرها هو الذي يتشكل في الخيال من الصفة كما يتشكل في الذهن من وصف البشر فهذا غير مراد " ا. هـ

وقال في سير أعلام النبلاء:

" قَدْ صَارَ الظَّاهِرُ اليَوْم ظَاهِرَيْنِ:

أَحَدُهُمَا حقّ، وَالثَّانِي بَاطِل، فَالحَقّ أَنْ يَقُوْلَ: إِنَّهُ سمِيْع بَصِيْر، مُرِيْدٌ متكلّم، حَيٌّ عَلِيْم، كُلّ شَيْء هَالك إِلاَّ وَجهَهُ، خلق آدَمَ بِيَدِهِ، وَكلَّم مُوْسَى تَكليماً، وَاتَّخَذَ إِبْرَاهِيْمَ خَلِيْلاً، وَأَمثَال ذَلِكَ، فَنُمِرُّه عَلَى مَا جَاءَ، وَنَفهَمُ مِنْهُ دلاَلَةَ الخِطَابِ كَمَا يَليق بِهِ تَعَالَى، وَلاَ نَقُوْلُ: لَهُ تَأْويلٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ.

وَالظَّاهِرُ الآخر وَهُوَ البَاطِل، وَالضَّلاَل: أَنْ تَعتَقِدَ قيَاس الغَائِب عَلَى الشَّاهد، وَتُمَثِّلَ البَارِئ بِخلقه، تَعَالَى الله عَنْ ذَلِكَ، بَلْ صفَاتُهُ كَذَاته، فَلاَ عِدْلَ لَهُ، وَلاَ ضِدَّ لَهُ، وَلاَ نَظيرَ لَهُ، وَلاَ مِثْل لَهُ، وَلاَ شبيهَ لَهُ، وَلَيْسَ كَمثله شَيْء، لاَ فِي ذَاته، وَلاَ فِي صفَاته، وَهَذَا أَمرٌ يَسْتَوِي فِيْهِ الفَقِيْهُ وَالعَامِيُّ-وَاللهُ أَعْلَمُ " ا. هـ

وقال مقررا أن كيفية الصفات تجهل ولا تُنفى والمعنى المنفي هو المعنى اللازم فقال في العلو له:

" وهو قول أهل السنة قاطبة، أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم، كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به، لا نتعمق ولا نتحذلق، لا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف، كما وقف السلف، ونعلم أنه لو كان له تأويل، لبادر إلى بيانه الصحابة والتابعون، ولما وسعهم إقراره وإمراره، والسكوت عنه، ونعلم يقيناً مع ذلك أن الله جل جلاله، لا مثل له في صفاته، ولا في استوائه، ولا في نزوله، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً " ا. هـ

ـ الإمام أبو الحسين محمد بن أحمد بن عبدالرحمن الملطي الشافعي

قال الملطي الشافعي رحمه الله:

" ومما يدل على أن الله تبارك وتعالى ينزل كيف يشاء إذا شاء، صعودُه إلى السماء واستواؤُه على العرش، فزعمت الجهمية وقالت من يخلفه إذا نزل؟؟

قيل لهم: فمن خلفه في الأرض حين صعد؟!

علمه بما في الأرض كعلمه بما في السماء، وعلمه بما في السماء كعلمه بما في الأرض سواء لا يختلف

ومما يدل على ذلك قوله عز و جل: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك) وقوله: (وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا) وقوله: (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) وقوله: (وجاء ربك والملك صفا صفا)

إلى أن قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير