تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان الإمام محمد بن عبد الوهاب يلهج بمجانبة الأشاعرة والتحذير منهم، وكتبه مليئة بهذا، ولو كان مفوضا لاستثنى طريقتهم في التفويض فدل على أنه ينكر عامة مذهبهم وهو صريح عباراته

ومن إثباته الحقيقي للصفات حتى اتهمه بالتجسيم جماعة من خصومه لا يحصون تجد ذكرهم في كتاب " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب "

فانظر إلى ظلم المخالفين لمذهب السلف بعضهم يتهمه بالتجسيم والآخر ينسب له التفويض تشويشا ومشاكسة وكلا الفريقين بعيد كل البعد في هذا عن مراقبة الله والإعداد ليوم الحساب (وسيعلم الذين ظلموا) أو شوشوا وشغبوا (أي منقلب ينقلبون)

الإمام محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي ت

قال رحمه الله في كتابه لوامع الأنوار البهية:

" ومذهب السلف من الفرقة الناجية بين التعطيل وبين التمثيل، فلا يمثلون صفات الله - تعالى - بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذوات خلقه، ولا ينفون ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، فيعطلون أسماءه الحسنى وصفاته العلى، ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلحدون في أسماء الله - تعالى - وآياته، وليس في العقل الصريح، ولا في النقل الصحيح ما يوجب مخالفة الطريقة السلفية أصلا، فالنبي المعصوم - صلوات الله عليه وسلامه - مع كمال علمه، وقدرته وإرادته، وشدة حرصه على هداية أمته، وبلاغ نصحه وشفقته عليهم أرشدهم إلى هذا السبيل، وكذا الصحابة والتابعون لهم بإحسان، فالسلف في إثبات الصفات كالذات على الاستقامة.

وأما المنحرفون عن طريقهم، فثلاث طوائف: أهل التخييل، وأهل التأويل، وأهل التجهيل ...

(وأهل التأويل) هم الذين يقولون: إن النصوص الواردة في الصفات، لم يقصد بها الرسول أن يعتقد الناس الباطل، ولكن قصد بها معاني، ولم يبين لهم ذلك، ولا دلهم عليها، ولكن أراد أن ينظروا، فيعرفوا الحق بعقولهم، ثم يجتهدوا في صرف تلك النصوص عن مدلولها، ومقصوده امتحانهم وتكليفهم وإتعاب أذهانهم وعقولهم في أن يصرفوه عن مدلوله ومقتضاه، ويعرفوا الحق في غيره وسواه. وهذا قول المتكلمة والجهمية والمعتزلة، ومن نحا منحاهم. ولا يخفى ما في ضمن كلام هؤلاء من قصد الإضلال، وعدم النصح، ومناقضة ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - وما وصفه الله به من الرأفة والرحمة، وقد تظاهر هؤلاء بنصر السنة، وهم في الحقيقة لا للإسلام نصروا، ولا للفلاسفة كسروا، بل فتحوا لأهل الإلحاد الباب، وسلطوا القرامطة الباطنية من ذوي الفساد على الإلحاد في السنة والكتاب.

(وأهل التجهيل) هم الذين يقولون: إن الرسول لم يعرف معاني ما أنزل عليه من آيات الصفات، ولا جبريل يعرف معاني الآيات، ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك، وكذلك قولهم في أحاديث الصفات، وأن الرسول تكلم بكلام لا يعرف معناه، وهذا قول كثير من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف، فيقولون في آيات الصفات وأحاديثها: لا يعلم معرفتها إلا الله، ويستدلون بقوله - تعالى: ({وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ})، ويقولون: تجرى على ظاهرها، وظاهرها مراد مع قولهم: إن لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه إلا الله " ا. هـ

فجعل الإمام السفاريني بنص كلامه المفوضة من أهل التجهيل ونص على أنهم منحرفون عن طريق السلف مشاركون في هذا الانحراف للفلاسفة والمعتزلة ومن سار على طريقهم

ومن كلامه الدال على مجانبته للمفوضة في كتابه اللوامع قوله:

" (قد استوى) على عرشه من فوق سبع سماواته استواء يليق بذاته (كما ورد) في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص السلفية، مما لا يحصى ويتعذر أن يستقصى، فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره، وسنة رسول الله من أولها إلى آخرها ثم عامة كلام الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان - رحمهم الله تعالى - ثم كلام سائر أئمة الدين ممن تلوى على كلامهم الخناصر، ولا ينازع فيه إلا كل معاند ومكابر بأن الله تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه " ا. هـ

فصرح هنا بمعنى الاستواء وأنه استواء الذات

ثم أطال في إثبات العلو بكلام شيخ الاسلام وأعقبه السفاريني نفسه بقوله:

" وهذا كلام متين لا مخلص لأحد عنه "

وقرر من خلال أقوال العلماء عبارة استواء الذات وعبارة الجهة

انظر (1/ 196 ـ 197)

حتى قال (1/ 198 ـ 199)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير