العرش فصححها أبو عبدالله وقال قد تلقتها العلماء بالقبول نسلم الأخبار كما جاءت قال فقلت له إن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت فقال يجفا وقال ما اعتراضه في هذا الموضع يسلم الأخبار كما جاءت
وجاء في رسالة مسدد:
قال:
" لما أشكل على مسدد بن مسرهد أمر الفتنة يعني في القول بخلق القرآن وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء كتب إلى أحمد بن حنبل أن أكتب إلي سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم ولزوم السنة والجماعة فقد علمتم ما حل بمن خالفها وما جاء فيمن اتبعها فإنه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الله ليدخل العبد الجنة بالسنة يتمسك بها ...
ثم من بعد كتاب الله سنة نبيه صلى الله عليه و سلم والحديث عنه وعن المهديين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم والتابعين من بعدهم والتصديق بما جاءت به الرسل وابتاع السنة نجاة وهي التي نقلها أهل العلم كابرا عن كابر
واحذروا رأي جهم فإنه صاحب رأي وكلام وخصومات ... وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ...
وصفوا الله بما وصف به نفسه وانفوا عن الله ما نفاه عن نفسه واحذروا الجدال مع أصحاب الأهواء " ا. هـ
فتأمل حثه على لزوم ما اشتملت عليه النصوص من صفات حتى في مقام ورود الشبهات التي يتذرع بها عادة المعطلة على أنها سبب تأويلهم
وأيضا مما يؤكد ما ذكرت من عدم رفض السلف للظواهر تبويبات الأئمة للصفات من خلال ظواهر النصوص
وقد سبقت تبويبات الإمام ابن أبي عاصم
يقول الإمام الآجري:
باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب عز وجل بلا كيف
باب الإيمان بأن الله عز وجل يمسك السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والجبال والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، والخلائق كلها على إصبع آجري
باب ما روي أن الله عز وجل يقبض الأرض بيده، ويطوي السموات بيمينه
باب الإيمان بأن الله عز وجل يأخذ الصدقات بيمينه، فيربيها للمؤمن
باب الإيمان بأن لله عز وجل يدين، وكلتا يديه يمين
باب الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام بيده، وخط التوراة لموسى عليه السلام بيده، وخلق جنة عدن بيده، وقد قيل: العرش والقلم، وقال لسائر الخلق: كن فكان، فسبحانه ا. هـ
وقال الإمام أبو الشيخ في العظمة مبوبا
" ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما وعلو الرب تبارك وتعالى فوق عرشه ا. هـ
وقال محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتابه "أصول السنة":
واعلم بأن أهل العلم بالله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به عن نفسه علماً، والعجز عن ما لم يدع إليه إيماناً، وأنهم ينتهون من وصفه بصفاته وأسمائه إلى حيث انتهى في كتابه على لسان نبيه، انتهى.
وقال الأشعري:
فإن قال قائل: إذا ذكر الله عز و جل الأيدي وأراد يدين فما أنكرتم أن يذكر الأيدي ويريد يدا واحدة؟
قيل له: ذكر تعالى أيدي وأراد يدين لأنهم أجمعوا على بطلان قول من قال أيدي كثيرة وقول من قال يدا واحدة فقلنا يدان لأن القرآن على ظاهره إلا أن تقوم حجة بأن يكون على خلاف الظاهر.
وقال الإمام الإسماعيلي
" وينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا بلا كيف ولا تأويل كيف شاء فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال "
كل هذا وغيره كثير مما يعسر حصره قد ورد عن السلف دالا دلالة قاطعة على الإقرار بظواهر هذه النصوص، تارة بالمنطوق وتارة بالمفهوم.
وكل هذا غير ما تقدم عنهم من تقريرهم لإثبات المعنى
ومجرد عرض السلف لنصوص الصفات في مقام الحث على لزوم ما دلت عليه، والحرص على زرع الثقة والطمائنينة بظواهرها، والتحذير من جحد ما دلت عليه، والاكتفاء في المقابل بالحض على ترك مالم تأت به هذه النصوص، وترك التجاوز لدلالاتها، كل هذا يبين لك أن واقعهم يرفض رفضا تاما دعوى: " أنهم ينفون ظاهرها ويرفضونه وينكرون كونه مرادا " كما يزعم المفوضة فهذا والله كذب صراح سنخاصمهم عليه عند رب العالمين يوم لن يجد المتدثرون بعلم الكلام شيئا مما نسجوه سوى أوهام متلاشية تورث لهم الندم والحسرة على ما لفقوه في حق السلف وسيتبين عندها من هو الحشوي ومن هم النوابت ومن هم المجسمة وسيلقى كل أحد ربه بما قدم وبما قال ويقول
¥