تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا محمد بن مخلد حدثنا العباس بن محمد الدورى قال سمعت يحيى بن معين يقول شهدت زكريا بن عدى يسأل وكيعا فقال يا أبا سفيان هذه الأحاديث يعنى مثل الكرسى موضع القدمين ونحو هذا فقال وكيع أدركنا اسماعيل بن أبى خالد وسفيان وسليمان يحدثون بهذه الأحاديث ولا يفسرون شيئا

وقال البيهقي:

قال أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: شَهِدْتُ زَكَرِيَّا بْنَ عَدِيٍّ، سَأَلَ وَكِيعًا، فَقَالَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ، هَذِهِ الأَحَادِيثُ يَعْنِي مِثْلَ: الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ الْقَدَمَيْنِ وَنَحْوَ هَذَا؟ فَقَالَ وَكِيعٌ: أَدْرَكْنَا إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَسُفْيَانَ، وَمِسْعَرًا يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ وَلا يُفَسِّرُونَ شَيْئًا

لكن روى الدولابي في الكنى عن الدوري قال:

قال: سمعت يحيى يقول:

» شهدت زكريا بن عدي سأل وكيعا، فقال: يا أبا سفيان هذه الأحاديث، يعني مثل: حديث الكرسي، موضع القدمين، ونحوها فقال وكيع: «أدركنا إسماعيل بن أبي خالد، وسفيان، ومسعرا يحدثون بهذه الأحاديث، ولا يفسرون بشيء».

وهو في تاريخ الدوري كما روى الدولابي

والعبد لله يفهم من لفظ الدوري الذي في تاريخه أن التفسير هنا يراد به التأويل لأنه عداه بحرف الباء

وهو على هذا موافق لاستعمالات السلف السابقة والتي عبرت عن التأويل بالتفسير

ويؤيد هذا التوجيه ما روي عن وكيع نفسه وبسياق مقارب

قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه حدثنا وكيع عن إسرائيل بحديث إذا جلس الرب جل جلاله على الكرسي فاقشعر رجل عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها نقله الذهبي وقال رواها أبو حاتم عن أحمد

ونقله عن أحمد ابن قدامة في تحريم النظر

وقال عبد الله بن أحمد:

حدثني أبي نا وكيع بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالله بن خليفة عن عمر رضي الله عنه قال إذا جلس الرب عز و جل على الكرسي فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع فغضب وكيع وقال أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الاحاديث لا ينكرونها

فهذا قاض للنزاع ودال بصراحة على أن المنقول عنهم هو ترك التفسير الذي هو التأويل فهم لا ينكرون الأحاديث لا يؤولونها لا يفسرونها بالتأويل لأن التأويل هو إنكار لظاهر الأحاديث وهم لا ينكرون شيئا من أحاديث الصفات

وهذا آخر ما تيسر من هذا المبحث والله الموفق

وكتبه العبد الفقير إلى توفيق الله ومرضاته محمد بن خليفة الرباح

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 04:24 ص]ـ

وعلى ما يتبادر منها من فهمٍ في لغة العرب

وهذا الذي قرره الشيخ محمد هو أحد الأخطاء الكبيرة في صياغة مذهب أهل السنة في هذا الباب .. وهو أحد مداخل أهل البدع الكبيرة ..

فأولاً: التبادر عند من؟

فما يتبادر عندنا قد يكون غير ما كان يتبادر عند الصحابة وقد يكون هو هو؛فتلك قضية تحتاج لإثبات ..

وإن قلت: عند العالم بالعربية قلما: حتى هذا العالم تؤثر لديه في هذا التبادر وضبطه عدد من المعطيات والمدركات ..

والذي يُغفل عنه هنا خاصة من دعاة المتناقضة الشهيرة (نثبت المجاز ونثبت الصفات) أن نظرية المجاز قائمة على جعل اللغة موضوعة للحسيات ..

ولما كان العامل المؤثر الأكبر عندهم في التبادر هو أصل الوضع ولما كان الوضع الاستعمالي نفسه ينزع أيضاً للحسيات = فهم يزعمون أن المتبادر من تلك الألفاظ عند العرب هو الحسيات المشاهدة ..

وان محاولة إخراج اللفظ عن الحس المشاهد ذلك هي نفسها ضرب من ضروب المجاز ..

وهذا التبادر نفسه قد يُخالف مراد المتكلم أحياناً فيتبادر لفهم السامع ما هو بخلاف مراد المتكلم. وهذا قد وقع للصحابة ولا يزال يزيد كلما بعدت الشُقة بين السامع والمتكلم زماناً وبياناً ..

وعليه: فضبط مذهب أهل السنة بالتبادر يفتح لهم الباب لقولهم بأن ظاهر النصوص والمتبادر منها هو التشبيه بالحسيات ..

أما الحق في هذا الباب: فهو إن أهل السنة يؤمنون بما ثبت من كلام الله على مراد الله وبما ثبت من كلام رسول الله على مراد رسول الله،وأن طريق درك الحق في هذا المراد من النص هو الفقه بالعربية والفقه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ..

فمراد الله من النص لا يُدرك بالتبادر وإنما يُدرك بعد جمع الباب وفقهه بهذين الآليتين: العربية والسنن ..

ومعنى العربية: أي فقه منهاج العرب في كلامها وما يُحعل مع النص المبحوث في باب واحد تفقه به دلالته ..

ومعنى السنن: النظر في سنة النبي المفسرة والدالة على مراد الله ..

ولذلك فالتعبير المختصر فيشه ما ذكره الشيخ محمد التميمي نفسه: الإيمان بما ثبت من صفات الله في الوحي على ظاهره ..

وهذا الظاهر إنما يدرك بعد النظر المتقدم بيانه ..

أما الظاهر المرادف للتبادر أي النظر الأول وما يُحدثه في القلب: فهو نظر موهم لا يُركن عليه وإنما كان ينفع غالباً = قلوب العرب الأولى لا قلوب من بعدهم ..

فإن قلت: فلفظ الظاهر نفسه يساوي التبادر أحياناً فيكون باب الفساد واحد ..

قلنا: صدقت ولكنا سنعنى ببيان المعنى الحق للفظ الظاهر كما فعل الأئمة أما التبادر فمعنى واحد فاسد لا سبيل لبيانه بوجه صحيح ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير