ثم نحن بينا أننا نقتصر على المعنى الظاهر والأقرب إلى المعنى المجمل إغلاقا لباب التوسع الذي قد يفضي إلى التكييف
وبينا أننا نثبت معاني للصفات (بعضها) قد لا يمثل المعنى التام للصفة
ونقول للمخالف: هذه المعاني المذكورة هي التي نثبتها للصفات المذكورة فإن أنكر أنها معاني لها! فهو مكابر، وإن سلم بأنها معاني لكنها ليست التي طلب منا بيانها، قلنا له نحن أثبتنا ما علمنا أنه ثابت لله وما نعتقد أنه المطلوب منا ولسنا بمطالبين أن نثبت ما تطلبه أنت فإن أردت منا الخوض فهو طلب في غير محله
وجوابا على سؤال عوين:
اليد هي كف حقيقية ولها أصابع وهي صفة ذاتية (ذاتية يعني ضد المعنوية فهي تُرى) يقبض بها ويبسط ويمسك ويكتب ويغرس وهي صفة تأثيرية كما يقول الشنقيطي
قال في القاموس المحيط
اليَدُ: الكَفُّ أو ... "
قال ابن سيدة:
" والكف: اليد "
وكذا قال ابن منظور والزبيدي
وقال الخليل والأزهري " الكف: كف اليد "
وقول المخالف أن اليد إن كانت حقيقية فلا تكون إلا جارحة لا يصح إلا في حق المخلوق.
ومنه تعلم أنه لم يعطل إلا بعد تلطخ قلبه بالتشبيه
فيَد المخلوق حقيقة لا تكون إلا جارحة أما يد الخالق فتكون حقيقية ولا تكون جارحة.
قال ابن منظور في اللسان:
" وفي التنزيل (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار)
والاستجراح النقصان والعيب والفساد وهو منه حكاه أبو عبيد
وجوارح الإنسان أعضاؤه وعوامل جسده كيديه ورجليه واحدتها جارحة لأنهن يجرحن الخير والشر أي يكسبنه " ا. هـ
فيد الإنسان وصفت بالجارحة لما تقوم به لا لذات اليد فكفى تلبيسا يا مسفسطة
وهذه أيضا بعض معاني الصفات اتعجل ذكرها إتماما للفائدة:
ـ جماله هو الحسن التام في وجهه وذاته الجمال الذاتي (لا المعنوي فقط)
قال ابن سيدة الجمال الحسن
وقال ابن فارس الجمال وهو ضد القبح
فرحه هو من نوع البهج و السرور على وجه يليق به
وقال ابن منظور في الفرح: (فرح) الفرح نقيض الحزن
وذكر ابن فارس مقتصرا (خلاف الحزن)
وتبشبشه هو ظهور أشد الفرح والبهج
والغضب هو صفة معنوية بمعنى الأسَف والسخط، وهو ضد الرضى ومتفاوت ليس بمرتبة واحدة، يشتد ويخف، وهو طارئ يحصل عند مخالفة أمره ويوجب الخوف منه.
وفسر الفيروز آبادي الغضب بقوله ضد الرضا
وكذا ابن منظور
وابن فارس لم يذكر في تفسيره إلا لفظ السخط
وقال الأزهري مقتصرا في تعريف السخط قائلا: قال الليث: يقال: سَخَطٌ وسُخْطٌ مثل عُدْمٍ وعَدَم، وهو نَقِيض الرِّضا
الضحك
هو فعل معروف أصله، يقوم بالذات وراجع للمشيئة والاختيار ويحصل غالبا عند الإعجاب الشديد بالشيء تعبيرا عن الرضى أو عند حصول فرج للعبد غير مظنون لصاحبه أو نحوها من الأسباب
قال الأزهري:
ضحك: قال الليث: الضَّحِك: معروفٌ،
ولم يفسره بغير هذا وكذا ابن منظور قال الضحك معروف
وقال ابن منظور: (وجه) الوجه معروف
وأقول: هو المقصود بالنظر في الذات ابتداء والأخص بتمييزها ومعرفتها وبالجمال.
الحلم معنى قائم بالذات يحمل على ترك المؤاخذة عند الغضب وعند عدم الرضى
الحكمة معنى قائم بالذات يقوم على العلم يحمل على وضع الشيء موضعه
جاء أي أتى مقتربا حقيقة إلى حيث أراد بفعل حقيقي بعد أن لم يكن جائيا
القدم هي الرجل
ونزوله هو النزول الحقيقي المعروف لكن كيفيته تليق بكمال الله
أو قلت هو ضد الصعود والارتفاع لكن كيفيته تليق بكمال الله
فإن تجاهلتَ وزعمت أنني لم أثبت شيئا وادعيت عنادا أنه لا معنى معلوم للنزول من كلامي، وهذه منك مجرد سفسطة
كمن يقول في تعريف الحياة مثلا يقول هي معروفة لماذا نتجاهل كونها معروفة
أو قال هي ضد الموت لماذا نتسفسط على الناس
لماذا عندما نقول لكم ينزل حقيقة لا مجازا تعتبروننا قد شبهنا وجسمنا ولا تعتبروننا أننا لم نثبت معنى؟!!
ولكن مع كل هذا فخذها أيها المفوض
نزوله هو هبوطه
فإن أصررت على التجاهل مع أنه جاء في بعض الروايات بالمعنى
فنقول هو قرب ذاته بفعله إلى المنزول إليه من خلقه قربا حقيقيا
هو فعل حقيقي ضد الارتفاع يقوم على الاختيار والمشيئة يقترب به تعالى إلى المنزول إليه من خلقه قربا حقيقيا
أو هو قربه من أعلى إلى أدنى
أو هو هبوطه إلى الأدنى.
وقد جاء في بعض روايات حديث النزول ذكر الهبوط
والنزول والاتيان والمجيء أفعال حقيقية تقوم بالذات وبمشيئة
واستهزاؤه سخريته
ورحمته هي حنانه وتحننه وزاد بعض أهل العلم فقال وعطفه
فهي العطف والحن
والرأفة قيل أحن من الرحمة ولهذا لا تكون مع كراهة بخلاف الرحمة
وبغضه هو كراهيته
واخيرا من ادلة التدليس عند علوين وأمثاله أنه ذكر أن لليد أكثر من عشرين معنى في اللغة بينما موضوعنا اليد في النصوص الشرعية التي جاءت في سياقات معينة تنفي بقية المعاني اللغوية فلماذا التدليس؟
هل يقول من شم رائحة العلم إن قوله تعالى: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) بأن اليد هنا في هذا السياق تحتمل العشرين معنى؟!
هذا هو كذب اهل البدع الذي لا ينتبه له العامة
وللحديث بقية
¥