أرجو أن ترجع إلى كتابي نقض التدمرية، فقد وضحت فيها ذلك.
وفقك الله.
أقول:
بين الأستاذ هنا أن نقيض (داخل) ليس هو (خارج) وبالتالي فإن عبارة (لا داخل ولا خارج) ليست رفعاً للنقيضين.
ثم بين أن نقيض (داخل) هو (لا داخل) بمعنى أن رفع النقيضين يكون بقول القائل (لا "داخل" ولا "لا داخل")
ثم بين أن "لا داخل" تصدق على "الخارج" وعلى "المعدوم".
وهنا لسائل أن يسأل:
إذا قيل إن شيئاً "لا داخل العالم" فعلام يصدق هذا الكلام بناء على قول الأستاذ؟
واضح أنه يصدق على واحد من اثنين؛ إما "خارج العالم" وإما "المعدوم".
فإن كان هذا الشيء موجوداً غير معدوم؟
واضح أنه يجب أن يكون خارج العالم.
فإذا تابعنا على نفس طريقة الأستاذ فسوف نقول كذلك:
"لا خارج" تصدق على "الداخل" وعلى "المعدوم".
فإن قيل إن شيئاً "لا خارج العالم" فعلام يصدق هذا الكلام؟
إنه يصدق على واحد من اثنين إما "داخل العالم" وإما "المعدوم".
فإن كان هذا الشيء موجوداً لا غير؟
واضح أنه يجب أن يكون داخل العالم.
فلنرتب الكلام إذاً؛ فعندما يقول الأشاعرة وغيرهم إن الله عز وجل:
لا داخل العالم و لا خارج العالم
فهذا يصدق على ما يلي: (خارج العالم أو معدوم) و (داخل العالم أو معدوم)
فمعنى هذه العبارة لا يخرج عن احتمالات أربعة -بغض النظر عن إمكان وقوعها-:
1 - خارج العالم وداخل العالم.
2 - خارج العالم ومعدوم.
3 - معدوم وداخل العالم.
4 - معدوم ومعدوم.
فإذا قيل إن الموصوف ب (لا داخل العالم ولا خارج العالم) موجود لا معدوم فلا يبقى سوى الاحتمال الأول:
خارج العالم وداخل العالم!!
وحيث إن (خارج) ليس نقيض (داخل) كما بين الأستاذ فليست هذه العبارة السابقة جمعاً للنقيضين فهي مقبولة عقلاً عنده فيلزمه القول بها كي لا يقول بالعدم، على الرغم مما فيها من مخالفة لمقصوده بل ومخالفة للفظ العبارة (لا داخل ولا خارج)!
ومن هنا نستطيع أن نفهم مقالة الجهمية إن الله -تعالى عن قولهم- في كل مكان، على تقدير أنهم يقولون إن خارج العالم مكان، وليس هذا التقدير مستبعداً عنهم لا سيما إن كانوا يوافقون الأستاذ على قوله في بحث (المحاججة):
فيقال لهم [يريد مثبتي علو الله جل وعلا على عرشه]: العرش مكانٌ، فيصبحُ الله على مكان!!
ويقولون: فوق العرش بلا مكان، فيقال لهم: الشيء الموجود فوق مكان لا بدَّ أن يكون له مكان.
لأن هذا القول يجوز أن يكون هناك مكان خارج العالم الذي منتهاه العرش.
على كل حال ...
فنحن نحسن الظن بالأستاذ وأنه ما أراد هذا الذي تقوله الجهمية ولا يقرهم عليه، ولكننا أردنا أن ننبه إلى أن ما أراد الفرار منه؛ وهو القول بما تضافرت عليه أدلة الكتاب والسنة وبما اتفق عليه السلف الصالح من علو الله عز وجل وفوقيته على عرشه لأن ذلك عنده يستلزم التجسيم، لم يتم له إلا بالوقوع فيما هو شر منه، حيث يلزم من وجود الله سبحانه وتعالى لا داخل ولا خارج العالم أن يكون في كل مكان.
وخلاصة الكلام أن عبارة (لا داخل العالم ولا خارج العالم)
1 - إما أن تكون رفعاً للنقيضين، على قول.
2 - أو أن تكون وصفاً للمعدوم، على قول آخر.
3 - أو أن تكون بمعنى داخل العالم وخارج العالم.
وهي بكل الأحوال لا تحقق مراد الأستاذ في التنزيه.
والله أعلم.
دنته استاد في الرياضيات يا رااقل
لا فض فوك
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[27 - 07 - 10, 10:45 م]ـ
في صحيح البخاري عن علي موقوفا حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله
ونحوه ما في مقدمة صحيح مسلم،عن ابن مسعود قال ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة
ـ[طارق ابراهيم]ــــــــ[28 - 07 - 10, 10:42 ص]ـ
يقال لهذا الجهمي الأحمق وأمثاله, هل العالم داخل الذات الإلهية أم خارجها .. ؟؟
فإن كان جوابه داخل فتلك مصيبة مابعدها مصيبة
وإن كان جوابه خارج فتحل الإشكالية ولله الحمد
والموضوع لا دخل له بالعقيدة واقوال السلف ومناظرات وكتب وردود ....
هو تعصب أعمى وهروب من مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ..
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 11:37 م]ـ
وإن استغربت حينما نسب الأخ ما يقوله إلى الشيخ الإسلام ابن تيمية في شرح الأصفهانية ولم ينقل لنا كلام شيخ الإسلام ..
فلعله يفعل ذلك حتى نتبين الأمر أكثر لأني لم أجد ما يشير إليه الأخ ..
والله الموفق.
و أنا كذلك .. فهلا اتى الأخ بالنقل من الأصفهانية على كلامه ... أما الاستشهاد بالموت و الحياة فكلام الشيخ الخميس واضح في نفي اصطلاح المتأخرين فيهما و انما على اللسان الأول لا يستثنون من الموت حتى الجماد .. و عليه فسر الأولون الآية بنوع حياة لا مطلق الحياة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[01 - 08 - 10, 01:22 ص]ـ
هذا جواب سديد ناهض، ولا تعقب عليه من جهة المعنى وإن كان لي تعقب على بعض أجزائه وهو قوله أنه لا واسطة بين الموت والحياة وهذا يكذبه ظاهر قوله تعالى: (لا يموت فيها ولا يحيا) ....
والتمثيل على ما لا واسطة بين متضاديه يكون كمثال: الوجود والعدم ... هذا أولى. والله أعلم.
الوجود والعدم نقيضان وليسا ضدين حقيقيين.
لأن العدم سلب محض، وحد النقيضين أنه التقابل بالسلب والإيجاب، وكونهم يمثلون بداخل ولا داخل فهذا الشائع، لكن لوقال داخل وعدم داخل لصح، فهذا في الوجود والعدم ـ أو الإيجاب والسلب ـ الإضافي، فكيف بالوجود والعدم المطلق.
يراجع الطوسي في (التجريد) في المسألة الثامنة والتاسعة والعاشرة، قوله (ولا ضد له ـ يعني الوجود ـ، ولا مثل له، فتحققت مخالفته للمعقولات ولا ينافيها)، وينظر كشف المراد بحاشية الآملي.
فالحاصل أن علاقة الوجود بالعدم هي التناقض بلا خلاف، لكون الوجود إيجابيا و العدم سلبيا، وليس التضاد، لكون حد الضد أنه ذات وجودية تقابل ذاتا أخرى وجودية في الوجود، والعدم ليس ذاتا وجودية، والوجود ليس ذاتا أصلا لأنه مفهومي.
¥