لقد حاول بعض أهل العلم أن يوجد في ذلك مخرجاً أو تأويلاً وإليك نماذج من ذلك لعلها تفيدك فيما تريد فهمه:
قال صاحب عون المعبود ج12/ص322: (وفي الحديث دليل على تعذيب أطفال المشركين وقد تؤول الوائدة بالقابلة لرضاها به والموءودة بالموءودة لها وهي أم الطفل فحذفت الصلة كذا في المرقاة.
وقال في السراج المنير ما محصله إن سبب هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن امرأة وأدت بنتا لها فقال الوائدة والموؤدة في النار فلا يجوز الحكم على أطفال الكفار بأن يكونوا من أهل النار بهذا الحديث لأن هذه واقعة عين في شخص معين انتهى)
وقال ابن حبان في صحيحه ج16/ص521
7480 أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبراء قال حدثنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا بن أبي زائدة قال حدثنا أبي عن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الوائدة والموؤدة في النار أخبرناه بن ذريح في عقبه قال حدثنا مسروق بن المرزبان قال حدثنا بن أبي زائدة قال قال أبي فحدثني أبو إسحاق ان عامرا حدثه بذلك عن علقمة عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم خطاب هذا الخبر ورد في الكفار دون المسلمين يريد بقوله الوائدة والموؤدة من الكفار في النار.
وقد وردت أحاديث يخالف ظاهرها الأحاديث التي ذكرت ومنها ...
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه / ج4/ص224 / رقم 19503 حدثنا هوذة بن خليفة نا عوف عن حسناء بنت معاوية قالت حدثني عمي قال قلت يا رسول الله: من في الجنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((في الجنة والشهيد في الجنة والموؤدة في الجنة))
وفي مسند ابن الجعد / ج1/ص449 / برقم 3063 حدثنا علي أنا يزيد بن إبراهيم قال: سمعت الحسن قال: قيل يا رسول الله، من في الجنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والموؤدة في الجنة))
عموما تحتاج المسألة إلى تأمل ولعل الوقت يسعف أن أنقل لكم أكثر من ذلك مما وجدت، والله الموفق.
أخوكم / عارف بن حيلول الصاعد
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[06 - 09 - 06, 05:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في"طريق الهجرتين ص368":
وقد تقدم حديث أبي وائل عن ابن مسعود يرفعه"الوائدة والموؤدة في النار"وهذا يدل على أنها كانت في النار تبعا لها ............. وأما حديث ابن مسعود فليس فيه أن هذا حكم كل واحد من أطفال المشركين وإنما يدل على أن بعض أطفالهم في النار وأن من هذا الجنس وهن الموؤدات من يدخل النار وكونها موؤدة لا يمنع من دخولها النار بسبب آخر وليس المراد أن كونها موؤودة هو السبب الموجب لدخول النار حتى يكون اللفظ عاما في كل موؤدة وهذا ظاهر ولكن كونها موؤدة لا يرد عنها النار إذا استحقتها بسبب كما سيأتي بيانه بعد هذا إن شاء الله وأحسن من هذا أن يقال هي في النار ما لم يوجد سبب يمنع من دخولها النار كما سنذكره إن شاء الله ففرق بين أن تكون جهة كونها موؤدة هي التي استحقت بها دخول النار وبين كونها غير مانعة من دخول النار بسبب آخر وإذا كان تعالى يسأل الوائدة عن وأد ولدها بغير استحقاق ويعذبها على وأدها كما قال تعالى"وإذا الموؤدة سئلت" فكيف يعذب الموؤدة بغير ذنب والله سبحانه لا يعذب من وأدها بغير ذنب ... أهـ
وجزيتم خيرا