تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أظن أن هذا ليس بلازم أي أن يكون معنى التلذذ بالنظر هو مجموع هذه الأشياء، فقد ينظر الإنسان بشهوة إلى صورة في مجلة - مثلا- ويقع التلذذ بالقلب والعين ولا ينطق اللسان بكلام ولا تتحرك الرجلان بالسعي نحو المحرم .... إلخ.

- أحسنتم بالإشارة إلى عدم التلازم بين الاستحسان والشهوة. وقد وقفت على كلام لشيخ الإسلام بهذا الصدد سأنقله فيما بعد بإذن الله

وكنت أحب يكون تفاعل الأخوة مع الموضوع أفضل من هذا. والله المستعان!

ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 06 - 09, 08:35 ص]ـ

أخي أبو الطيب

جزاك الله خيراً على تنبيهاتك وعلى تعليقاتك المفيده

وأقول مستعيناً بالله لتحري الصواب:

في استفسارك الأول، ظننت من قولك بالانتشار أنك تقرر ذلك ولكنك بينت لي العكس فالحمد لله ولا اشكال.

أما حديث "من مس ذكره فليتوضأ" فلم أرى أحداً من شراح الحديث -حسب ما اطلعت عليه من كتب شروحات الحديث مثل موطأ مالك وعون المعبود وتحفة الأحوذي وغيرها- يقول أو يعلل بمس الذكر بشهوة، وإنما جل ما قالوه في المسألة أن الوضوء المذكور في الحديث هو الوضوء للصلاة وليس غسل اليدين فقط وكذلك ذكر بعضهم الخلاف الواقع في الحديث من الوضوء أو عدمه للأحاديث الأخرى التي ظاهرها التناقض، ونحن لسنا بصدد ذكرها هنا إذ أنها ليست محل الشاهد منها.

فياليت أن تذكر لي أو تدلني على من قال بذلك -أي مس الذكر من شهوة- حتى يتسنى أن نطلع على قوله.

وأما في تنبيهك الآخر عن معنى التلذذ، فجزاك الله خيرا عليها، فحينما قلت أنا أن معنى التلذذ بالنظر يشمل العين والقلب والجميع فإنما قصدت بذلك الشهوة وليس نظر الاستحسان، فإني كما بينت بعدها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم من اجتماع القلب والنفس إلى ما وقع عينه عليها ليحصل له بذلك الشهوة التي تحرك هرموناته والتي ينتج عنها تصديق الفرج لها وسائر أعضائه الأخرى كاللسان -سواء بكلام الشخص المنظور إليه أو بالتمني-.

وأريد كذلك أن نرجع لمعنى الشهوة في اللغة والتي تعني باختصار: (أحبه ورغب فيه) ليتبين لنا أكثر معناها في أقوالنا السابقة كلها.

وأنقل هنا قصة ذكرت في كتاب البداية والنهاية (باب ثم دخلت سنة ست وعشرين وأربعمائة، فصل من توفي فيها من الأعيان) أردت بها تبيين كلام النبي صلى الله عليه وسلم وتوضيح لمعنى الشهوة التي تبدأ بالنظر وتستقر بالقلب، وما بين القوسين ضمن القصة فهو من كلامي، (نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة من الفتن):

روى ابن الجوزي في " المنتظم " بسنده من طريق أبي عبد الله الحميدي بسنده: أن أحمد بن كليب هذا المسكين العثري تعشق شابا يقال له: أسلم بن أبي الجعد، من بني خالد، وكان فيهم وزارة وحجابة (لم يستطع مدوامة النظر إليه كثيراً)، فأنشد فيه أشعارا تحدث الناس بها (وقع في زنى اللسان النطق)، وكان أسلم هذا يطلب العلم في مجالس المشايخ، فاستحيا من الناس وانقطع في داره (والرجل زناها الخطى فقد امتنع عن الذهاب إلى مجالس الصالحين وعكف على التفكر في شهوته)، فلا يجتمع بأحد من الناس، فازداد غرام ابن كليب به حتى مرض من ذلك مرضا شديدا (تمكن القلب من ذلك واستحكامه)، عاده الناس منه، وكان في جملة من عاده بعض المشايخ، فسأله عن مرضه فقال: أنتم تعلمون دائي ودوائي، لو زارني أسلم، ونظر إلي نظرة، ونظرته نظرة واحدة برئت (هذه النظرة المتعلقة بالشهوة ويتحرك لها بقية جسده وهرموناته)، وإلا فأنا هالك. فرأى ذلك الشيخ من المصلحة أن لو دخل عليه وسأله أن يزوره ولو مرة واحدة مختفيا، ولم يزل به حتى انطلقا إليه، فلما دخلا دربه تغير الغلام واستحيا من الدخول عليه جدا، ورجع، فحرص به الرجل كل الحرص ليدخله عليه، فأبى وانصرف، فدخل الرجل على ابن كليب، فذكر له ما كان من أمره، وقد كان غلامه دخل إليه فبشره بقدوم أسلم عليه، ففرح جدا، فلما تحقق رجوعه اختلط كلامه واضطرب في نفسه، ثم قال لذلك الرجل: اسمع يا أبا عبد الله مني واحفظ عني. ثم أنشأ يقول:

أسلم يا راحة العليل رفقا على الهائم النحيل

وصلك أشهى إلى فؤادي من رحمة الخالق الجليل

فقال له الرجل: اتق الله، ما هذه العظيمة؟! فقال: قد كان (وصل حد استحكام القلب من الشهوة إلى عدم التفكر في غير ذلك). فخرج الرجل من عنده، فما توسط الدرب حتى سمع الصراخ عليه، وقد فارق الدنيا. انتهى.

أسأل الله لي ولكم حسن الختام ووفقني وإياكم لمرضاته والجنان، آمين.

والله أعلم.

ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 10:36 ص]ـ

أخي أبو الطيب

فياليت أن تذكر لي أو تدلني على من قال بذلك -أي مس الذكر من شهوة- حتى يتسنى أن نطلع على قوله.

والله أعلم.

الفاضل بو عبد الرحمن

جزاك الله خيرا

في شرح ابن بطال على البخاري:

"وأما مس الذكر، فقال مالك فى المدونة: إذا مسه لشهوة من فوق ثوب، أو تحته، بيده أو بسائر أعضائه انتقض وضوءه. وفى العتبية: قيل لمالك: إن مس ذكره على غلالة خفيفة؟ قال: لا وضوء عليه. ومن سماع أبى زيد: سئل مالك عن الوضوء من مسِّ الذكر، فقال: حسن وليس بسنة، وقال مرة أخرى: أحب إلىَّ أن يتوضأ. وذهب الثورى وأبو حنيفة وأصحابه إلى أنه لا ينتقض وضوءه على أى حال مسه. وذهب الليث، والأوزاعى، والشافعى إلى أنه إن مسه بباطن يده من غير حائل ففيه الوضوء وإن مسه لغير شهوة، وبه قال إسحاق، وأبو ثور "

شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال - (1/ 220)

وسأعود لإكمال الموضوع فيما بعد بإذن الله تعالى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير