تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولذلك كان من حكمة الشيخ ناصر رحمة الله عليه - وهو يأخذ برأي الجمهور -, ويقول بأن النص متوجه لعموم الأمة في عموم الأرض, يقول بذلك ولكنه يقول: ولكني أرى اتِّباعًا للحكمة أن يلتزم أهل كل بلد برؤيته - وهو يقول برأي الجمهور رحمة الله عليه -, لماذا؟

لأن الذي يقول: نريد أن نوحد المسلمين ...

أنت لا تملك شيئا من أمر المسلمين، غاية ما ستصنع أن يتبعك فلان وفلان وفلان إلى ثُلَّة مباركة - لا حرج - ثُلة مباركة من أهل الخير والعلم والفقه والأناة يجتمعون في ساحة يكبرون ويهللون ويصلون ويُعَيِّدُون!

أي شيء هذا؟!

هذا اجتماع للأمة؟!

هذا ما فرضه الله رب العالمين على الأمة؟!

فلننظر في هذا الأمر، ولنبدأ بكلام الشيخ ناصر رحمة الله عليه لما علق في ((تمام المنة)) على كلام الشيخ سيد سابق رحمه الله في ((فقه السنة)) بأن اختلاف المطالع هو المُشاهد ويتفق مع الواقع، قال الشيخ ناصر معلقا:

(قلت: وهذا كلام عجيب غريب؛ لأنه إن صح أنه مُشَاهَد موافق للواقع فليس فيه أنه موافق للشرع أولا؛ ولأن الجهات - كالمطالع - أمور نسبية، ليس لها حدود مادية يمكن للناس أن يتبينوها ويقفوا عندها ثانيا).

يعني: الأرض منساحة بعضها في بعض، فكيف نقول أن هذا المطلع يختلف عن هذا المطلع؟

يقول الشيخ: (هذه أمور - أي الجهات والمطالع - نسبية ليس لها حدود مادية يمكن للناس أن يتبينوها ويقفوا عندها) يقول هذا ثانيا.

وأما أولا: (فإنه وإن كان مشاهدا وموافقا للواقع فينبغي أن يُقدم على ذلك أن يكون موافقا للشرع)، وهذا كلام متين لا حرج فيه ولا عليه.

والشيخ يريد أن يقول: كل شرق هو غرب بالنسبة لشرق قبله، وكل غرب هو شرق بالنسبة إلى غرب بعده، فمشارق ومغارب وتحديد قاطع لا يمكن أن يصل إليه أحد.

يقول: (وأنا - واللهِ - لا أدري ما الذي حمل المؤلف على اختيار هذا الرأي الشاذ, وأنْ يُعرض عن الأخذ بعموم الحديث الصحيح وبخاصة أنه مذهب الجمهور - يعنى بالحديث الصحيح (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) , قال: - هو مذهب الجمهور، كما ذكره الشيخ سيد سابق نفسه، وقد اختاره كثير من العلماء المحققين - قال: - مثل شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى))، والشوكاني في ((نيل الأوطار))، وصديق حسن خان في ((الروضة الندية))، وغيرهم - قال: -, فهو الحق الذي لا يصح سواه، ولا يعارضه حديث ابن عباس لأمور ذكرها الشوكاني رحمه الله - قال: - ولعل الأقوى أن يُقال: إن حديث ابن عباس ورد فيمن صام على رؤية بلده ثم بلغه في أثناء رمضان أنهم رأوا الهلال في بلد آخر قبله بيوم، ففي هذه الحالة يستمر في الصيام مع أهل بلده حتى يكملوا ثلاثين أو يروا هلالهم. - يقصد حديث كريب، سيأتي إن شاء الله تبارك وتعالى، قال: - وبذلك يزول الإشكال، ويبقى حديث أبى هريرة وغيره على عمومه يشمل كل من بلغه رؤية الهلال من أي بلد أو إقليم من غير تحديد مسافة أصلا كما قال ابن تيمية فى ((الفتاوى)) , - قال: - وهذا أمر متيسر اليوم للغاية كما هو معلوم – يعني: أن تعلم أن أهل بلد من البلدان الإسلامية قد ثبتت عندهم رؤية الهلال, أن تعلم ذلك في ذات اللحظة في نفس اللحظة هذا أمر هين جدا كما هو معلوم, قال: -، ولكنه يتطلب شيئا من اهتمام الدول الإسلامية حتى تجعله حقيقة واقعية إن شاء الله تبارك و تعالى).

قال: - و هذا أمر مهم - (وإلى أن تجتمع الدول الإسلامية على ذلك؛ فإني أرى على شعب كل دولة أن يصوم مع دولته، ولا ينقسم على نفسه؛ فيصوم بعضهم معها وبعضهم مع غيرها).

انظر إلى هذا الفقه وهذه الحكمة وهذا الفهم, بعد أن قال ما قال بكلام قوي جدا في نُصرة ما ذهب إليه رحمة الله عليه، ومهم عندنا جدا أن يكون قد شدد في المسألة جدا؛ لأنه مع تشديده في المسألة, وأن هذا هو الذي تنصره الأحاديث الصحيحة, ولا يحل لأحد أن يخالفها إلى غير ذلك مما قال, مهم جدا عندنا أن يقول ذلك؛ لأنه بعد أن قال ذلك, قال: (وإلى أن تجتمع الدول الإسلامية على ذلك فإني أرى على شعب كل دولة أن يصوم مع دولته, ولا ينقسم على نفسه؛ فيصوم بعضهم معها وبعضهم مع غيرها تقدمت في صيامها أو تأخرت لما في ذلك من توسيع دائرة الخلاف - يعني: عندما يصوم أقوام ويفطر آخرون تتسع دائرة الخلاف في الشعب الواحد، قال: - كما وقع في بعض الدول العربية منذ بضع سنين). يقصد مصر لأن ذلك كان قد وقع فعلا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير