تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 ـ وجاء في حاشية الصبان في باب: " كان " عند الكلام على: " ليس " ما نصه: " ليس ": أصلها عند الجمهور: ليس، بكسر العين فخفف بالسكون لثقل الكسرة على الياء، ولم تقلب الياء ألفاء لأنه جامد، فكرهوا فيه القلب دون التخفيف لأنه أسهل من القلب، ولو كانت بالفتح لم تسكن لخفة الفتح، بل كان يلزم القلب، ولو كانت بالضم لقيل فيها لُست بضم اللام. وعلى ما حكاه أبو حيان من قولهم لستُ بضم اللام تكون قد جاءت من البابين، وحكى الفراء لست بكسر اللام، كذا في الهمع مع زيادة من الدماميني).

4 ـ وجاء في الصبان في باب اسم الإشارة ما نصه عند الكلام على ذا:

/ صفحه 188/

(وأعلم أن مذهب البصريين أنه ثلاثي الأصل لا ثنائي، وألفه زائدة لبيان حركة الذال كما يقوله الكوفيون، ولا ثنائي وألفه أصيلة، مثل " ما " كما يقوله السيرافي، لغلبة أحكام الثلائي عليه من الوصفية والموصوفية، والتثنية والتصغير، ولا شيء من الثنائي كذلك. وأصله ذَيَى بالتحريك بدليل الانقلاب ألفا حذفت لامه اعتباطا، وقلبت عينه ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وقيل ذَوَى، لأن باب طويت أكثر من باب حييت. وقيل ذَيْي بإسكان العين والمحذوف العين والمقلوب ألفا اللام، لأن حذف الساكن أهون من حذف المتحرك. ورد الأول بحكاية سيبويه إمالة ألفه. ولا سبب لها هنا إلا انقلابها عن الياء، مع كون الحذف أليق بالآخر، فلا يقال يحتمل أن المحذوف الواو والمقلوب الياء، والثاني بأن الحذف أليق بالآخر).

5 ـ قال الصبان في باب كم ما نصه:

" كم بسيطة على الصحيح، وقيل مركبة من كاف التشبيه وما الاستفهامية، وحذفت ألف " ما " لدخول الكاف عليها وسكنت الميم تخفيفا. ويرده أن الألف لم يبق عليها دليل بخلاف بم وعم، وأنه على تسليمه إنما يناسب كم الاستفهامية دون الخبرية وإن كان قد يعتذر عن الأخير بما يأتي قريبا).

6 ـ وجاء فيها " باب لو لا ولو ما ... " (الأجود أن أدوات التحضيض كلها مفردة، وقيل مركبة، فهلا من هل ولا النافية، ولولا ولو ما من لو وحرف النفي وألا بالتشديد من أن ولا، فقلبت النون لاما وأدغمت، وقيل أصلها هلا. وألا المخففة بسيطة في التحضيض، وقيل مركبة، وأما التي للعرض وألا الاستفتاحية فبسيطة، كما سبق في باب لا).

7 ـ قال الأشموني في شرح بيت ابن مالك: " وما للات في سوى حين عمل ... " ما نصه:

(لا تعمل " لات " إلا في اسماء الأحيان نحو حين وساعة وأوان. قال تعالى: " ولات حين مناص ". وقال الشاعر: ندم البغاة ولات ساعة مندم.

/ صفحه 189 /

وقال الآخر:

طلبوا صلحنا ولات أوان فأجبنا أن ليس حين بقاء

أي وليس الأوان أوان صلح. فحذف المضاف إليه أوان، منوي الثبوت، وبنى كما فعل بقبل وبعد. إلا أن أوانا لشبهه بنزال وزنا بنى على الكسر ونوّن اضطرارا ... ) اهـ.

8 ـ وفي الصبان تحت عنوان أفعال المقاربة ما نصه:

(لم يقل كاد وأخواتها على قياس ما سبق، لأن هذه العبارة تدل على أن كاد أم بابها ولا دليل عليه، بخلاف أمِّية، كان، لأن أحداث أخوات كان داخلة تحت حدثها، ولأن لها من التصرفات ما ليس لغيرها. والمقاربة مفاعلة على غير بابها، والمراد أصل القرب، لأن الفعل هنا من واحد؛ كسافَر، لأن من اثنين كقاتَل، اهـ أفادة " سم " وتبعه البعض وغيره، ولك أن تجعلها على بابها لقرب كلٍّ من معنى الاسم، ومعنى الخبر من الآخر وإن كانت دلالتها على قرب الخبر بالوضع وعلى قرب الاسم باللزوم. وهل عين " كاد " ياء أو واو؟ قولان واستدل لكونها واوا بحكاية سيبويه كدت بضم الكاف أكاد وكان قياس مضارع هذه اللغة أكود، لكنهم شذوا فقالوا: أكاد. وجعله ابن مالك من تداخل اللغتين، فاستغنوا بمضارع كدت المكسورة الكاف عن مضارع مضمومها) اهـ.

فأي كلام هذا؟ ولا نستطيع أن نقول أي هذر؟ لأنا وسط هذا البلاء لا ننسى فضل النحاة وعظيم شأنهم، وإن وقع منهم ما يسوء كالذي نحن بصدده، وهل لنا أن نتساءل مرة أخرى: كيف صدر مثل هذا عن الأعلام المحققين؟ وما الباعث عليه؟ وكيف تسلل منهم إلى خلفائهم النحارير وجرت به ألسنتهم واحتوته كتبهم حتى وصل الينا سليما معافي؟ لم يتناوله لسان بالقدح، ولم يمتد إليه قلم بالمحو، ولم تضق به صدور العلماء والمتعلمين حتى نهاية القرن الميلادي السالف. ومهما يكن من شيء فلا مجال للتردد اليوم في أنه آفة من آفات النحو وشائبة من شوائبه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير