جـ/ كل تأويل لا يحتمله السياق المعين، وإن جاز في غيره كتأويل قوله تعالى (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) بأن إتيان الرب هو إتيان بعض آياته.
د/ كل تأويل لم يؤلف فيه استعمال اللفظ في ذلك المعنى في لغة التخاطب، وإن كان هذا المعنى مألوفاً كاصطلاح خاص، كتأويلات الفلاسفة، واصطلاحاتهم.
هـ/التأويل الذي لا دليل عليه من سياق أو قرينة.
4 - خطورة التأويل: حيث أن التأويل كان الباب المفتوح لكل بدعة ظهرت في الإسلام على يد الباطنية أو المتكلمين، ومن سار على نهجهم من الطوائف الأخرى.
5 - التأويل في باب الصفات: عرض المؤلف تاريخ مذهب المؤولة و (المعطلة للصفات) وأورد شبههم والرد عليهم.
الفصل الخامس: المنهج النحوي عند ابن تيميه.
يبين المؤلف في جهود ابن تيميه النحوية، ويبدأها بالسمات العامة حيث استنبطها المؤلف من مؤلفات ابن تيميه:-
1 - من شواهد العربية:
أ/ النحو كان ابن تيميه رحمه الله شديد التمسك بما روى عن العرب لأنهم أهل اللغة وهم أعرف بلغتهم، فالتمسك بما روى عنهم يتمثل المعين الأمثل لفهم الكتاب والسنة.
ب/ القرآن الكريم وقراءاته: يتميز ابن تيميه لكثرة استدلالاته بآياته القرآن الكريم، فلا يكاد القارئ يجد مبحثاً لغوياً له إلا وآي الكتاب جزء كبير منه، وقد أورد المؤلف عدة أمثلة تبين ذلك، أما موقف ابن تيميه من القراءات القرآنية فهو موقف القبول بها، فلم يردها أو يصفها بالخطأ والقبح بمجرد أنها تخالف قاعدة نحوية، وكان يقول: أن هذه القراءات التي يتغاير معناها كلها حق، يجب الإيمان بها كلها.
جـ/ الحديث النبوي: ظهرت دعوى عدم الاحتجاج بالحديث النبوي، عندما أكثر ابن مالك من الإستشهاد به، وابن تيميه كان كغيره من السابقين ممن احتج بالحديث النبوي على قلة منه. وأورد المؤلف عدة أمثلة لذلك.
2 - عدم تعصبه لمذهب معين: فلم يكن ابن تيميه فيما عرض له من مسائل الخلاف النحوي متعصباً لمذهب نحوي معين يدافع عنه، إنما كان اختياره في مناصرة الرأي الذي يقصده الدليل، وقد ذكر المؤلف عدة أمثلة تبين ذلك ومن تلك المسائل إضافة الموصوف إلى الصفة، نحو دار الآخرة، حيث أجازه الكوفيون، وذهب البصريون إلى المنع لأن الصفة والموصوف كالشيء الواحد، وقد ذهب ابن تيميه إلى رأي الكوفيين، وذلك لأن المحذوف الذي يقدره نحاة البصرة ليس في اللفظ ما يدل عليه، وأن هذا الأسلوب له نظائر كثيرة في القرآن وكلام العرب.
3 - نقده لآراء من سبقه.
1 - مع سيبويه: ما اشتهر عن ابن تيميه أنه انتقد سيبويه في ثلاثين موضعاًَ في كتابه، وكان هذا سبب الجفوة بين أبي حيان وابن تيميه، والقصة مشهورة وقد شكك المؤلف في صحة القصة لعدة وجوه منها: ضرب ابن تيميه المثل بسيبويه وإمامته في فنه، وتعظيمه لكتاب سيبويه، وأنه لم يؤلف في العربية مثله، وأيضاً ليس هناك ذكر لاسم ابن تيميه رحمه الله في تفسير ابن حيان، إلا بعض الإشارات التي قد تكون عن ابن تيميه في بعض آرائه، وقد تثبت المؤلف من صحة نسبتها لابن تيميه (ص377).
وقد رد ابن تيميه على الزجاج والزمخشري في بعض المسائل النحوية.
4 - حمله النصوص على ظاهرها الذي يوافق المعنى وبعده عن التكلف في التوجيه.
وهذه سمه يمكن إبرازها من خلال:
1 - التقويم والتأخير: حيث أنه يقر أنه من خصائص لغة العرب، ولا ينكره أحد، ولكنه مع ذلك هو خلاف الأصل، فالأصل إبراز الكلام على نظمه وترتيبه لا تغيير ترتيبه، ولا يجوز مخالفة الأصل إلا مع قرينه.
2 - الحذف والتقدير: فإن من محاسن العرب كما يقول ابن تيميه أنها تحذف الكلام ما يدل المذكور عليه إختصاراً أو ايجازاً، ولكن لا يسوغ إدعاء الحذف إلا إذا دل عليه دليل، ومن أمثلة التقديرات المردودة تقدير المعطوف (إن نفعت الذكرى) فالذي عليه المفسرون من السلف والجمهور إن قبلت الذكرى، وما ورد عن تقدير معطوف: إن نفعت وإن لم تنفع فهذا مردود، وتقدير المحذوف الذي يعزز المعنى ويقويه هو المقبول الذي لا خير فيه، أما التقديرات التي لا يقتضيها المعنى فهذا مردود.
5 - اعتماده على المعنى في التوجيه النحوي.
¥