2 - أسماء الحروف: حيث تتميز أسماء الحروف بوجود نطق الحرف في أول أسمه، فحين تقول جيم، فأول حروف الاسم جيم، وحين نقول كاف فأول ماننطق به كاف، وهكذا، ووجود هذه الظاهرة في أسماء الحروف العربية دليل على ارتباط الابجدية العربية بالابجديات التي كانت سائدة في منطقة الشام، التي تتميز فيها أسماء الحروف بهذه الظاهرة أيضا، وهي أقدم وجودا من الكتابة العربية.
ويبدوا أن الكتابة العربية نشأت في أطراف الجزيرة العربية الشمالية على أطراف بلاد الشام، حيث كان الانباط يقيمون أو يتجولون، ومن هناك انحدرت الى قلب الجزيرة قبل الإسلام، إما مباشرة، أو عن طريق القرى العربية التي كانت منتشرة غربي العراق على الفرات، مثل الأنبار والحيرة، وهو ما تشير إليه الروايات العربية القديمة.
ومن ملاحظة النقوش العربية الجاهلية يمكن القول إن الكتابة العربية بدأت تتميز منذ القرن الرابع الميلادي وأنها كانت قد اكتملت ملامحها في أوائل القرن السادس، ولا شك في أنه كلما ازدادت النقوش الكتابية العربية القديمة المكتشفة ساعد ذلك على تحديد مكان نشوء الكتابة وزمان استوائها على نحو أكثر تحديدا.
ومن المفيد هنا تلخيص خصائص الكتابة النبطية المتأخرة والكتابة العربية الجاهلية كما تبدو في النقوش، لأن مميزات الكتابة في هذه المرحلة تركت أثرها على الكتابة العربية في العصور اللاحقة، حتى عصرنا الحاضر، وأهم تلك الخصائص ():
1 - كانت الكتابة خالية من نقاط الأعجام، حيث يشترك أكثر من حرف برمز كتابي واحد، والسياق هو الذي يحدد الحرف المقصود.
2 - لم تكن للحركات علامات خاصة بها.
3 - حذف الألف المتوسطة، وكذا الياء والواو في بعض الحالات. ولا تزال بقايا من هذه الظاهرة في كتابتنا الى اليوم مثل: لكن، وهذا، وداود، وغيرها؟.
4 - ارتباط الحروف بعضها ببعض في الكلمة الواحدة، ما عدا الحروف الستة، وهي الألف والراء والزاي والواو والدال والذال، فانها لا ترتبط بما بعدها.
5 - رسم تاء التأنيث في آخر الأسماء بالتاء وليس بالهاء، مثل (مدينت، سنت).
6 - زيادة واو في آخر أسماء الأعلام، في الكتابة النبطية، وظلت بقايا من هذه الظاهرة في الكتابة العربية في كلمة (عمرو).
وكانت هذه الخصائص الكتابية قد ظهرت بشكل واضح في رسم المصحف في صورته القديمة الأولى، قبل أن يعمل العلماء على تنقيطه ووضع علامات للحركات فيه ().
هذا البحث منشور في مجلة الحكمة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا