تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكلمات هذا النقش مقروءة بشكل عام، وهي عربية خالية من أي مظهر من مظاهر العجمة، وهو على قصره ذو دلالة كبيرة في تتبع تطور الخط العربي قبل الأسلام، فيمكن القول إنه في سنة 528م كانت هناك كتابة عربية ذات خصائص متميزة في اشكال الحروف، وطريقة رسم الكلمات، المتمثلة بتجرد الحروف من نقاط الأعجام ومن علامات الحركات، وحذف الألف المتوسطة.

3 - نقش حران

عثر بعض المستشرقين سنة1864م في منطقة حرّان اللجا، في المنطقة الشمالية من جبل الدروز، على كتابة مدونة باليونانية والعربية على حجر موضوع فوق باب كنيسة، وهو مؤرخ بسنة 463 (من تقويم بصرى=568م)، وهذه كلمات النص مكتوبة بحروف كتابتنا (انظر الشكل رقم 5)

1.أنا شرحيل بن ظلمو بنيت ذا المرطول

2.سنة 463 بعد مفسد

3.خيبر

4.بعم

والقراءة الكاملة للنص فيأنا شراحيل بن ظالم، بنيت ذا المرطول (الكنيسة) سنة 568م، بعد مفسد خيبر بعام)، ومفسد خيبر قد يشير الى غزوة قام بهاالحارث بن أبي شمر أحد بني غسان لخيبر، على ما يذهب اليه بعض الدارسين ().

ونقش حران يتميز بالخصائص الكتابية التي لاحظناها في نقش جبل أسيس، من حيث خلوه من نقاط الأعجام وعلامات الحركات، مثل كل النقوش العربية الجاهلية، ومن حيث حذف الألف المتوسطة، (شرحيل = شراحيل، ظلمو = ظالم، بعم = بعام)، والواو في آخر (ظلمو) هي مثل الواو المزيدة في الأعلام الواردة في نقش النمارة.

4 - نقش القاهرة

اكتشف هذا النقش الأستاذ حسن محمد الهواري من بين عدد كبير من قطع الحجر أو الرخام المكتوبة بالخط الكوفي، التي تحتفظ بها دار الآثار العربية بالقاهرة، وهي مجلوبة من أقدم المقابر الأسلامية في القاهرة وأسوان، وذلك في سنة 1929م (). وكتب مقالة بعنوان (أقدم أثر إسلامي) في مجلة الهلال المصرية (). وهو اليوم محفوظ في متحف الفن الأسلامي في القاهرة برقم (29/ 1058) وحجم قطعة الحجر المكتوب عليها هو (38سم×71سم) (). ويطلق بعض الباحثين عليه نقش أسوان أحيانا، على أساس أنه عثر عليه في مقابر أسوان في جنوبي مصر (). لكن الذي نص عليه حسن الهواري ومقالته عن النقش أنه لرجل (دفن بالقرافة بظاهر الفسطاط) (). والصحيح أذن تسميته نقش القاهرة.

وقد اتفق الباحثون على قراءة كلمات هذا النقش ما عدا كلمتين أو ثلاثا، اختلفوا في قراءتها لأن النص غير منقط في الأصل، مثل النقوش الجاهلية، وهذه قراءة النص، مع الأشارة الى الكلمات المختلف في قراءتها بوضعها بين قوسي (انظر الشكل رقم6):

1.بسم الله الرحمن الرحيم هذا القبر

2. لعبد الرحمن بن (خير) (الحجري) اللهم اغفر له

3.وأدخله في رحمة منك (واننا) معه

4. استغفر له اذا قرأ هذا الكتب

5. وقل آمين وكتب هذا ا

6. لكتب في جمدي الآ

7. خر من سنت احدى و

8. ثلثين

اختلف الباحثون في قراءة كلمة (خير) في السطر الثاني، فقرأها بعضهم (جبر)، وكذلك قرأ بعضهم (الحجري) في السطر ذاته (الحجازي) (). وقد رجح حسن الهواري (خير) و (الحجري) بفتح الحاء وسكون الجيم (). وكذلك اختلفوا في قراءة كلمة (واننا) في السطر الثالث، فقرأها بعضهم (وآتنا) ()، وقرأها آخرون (وإيانا) (). واقترح الدكتور خليل يحيى نامي قراءة كلمة (قرأ) في السطر الرابع (قرأت) بإضافة تاء الفاعل ()، فكانه برى ان الكاتب نسي كتابة التاء.

ومن خلال دراسة وتحليل أشكال الحروف في النقوش السابقة وغيرها رجح الدارسون النظرية القائلة بتطور الكتابة العربية عن الخط النبطي، ويؤيدون ذلك بأمرين آخرين هما ():

1 - ترتيب الحروف، فاستخدام العرب القدماء لالفاظ: أبجد هوز ... الخ في تعليم الحروف دليل على اشتقاق الخط العربي من القلم النبطي المتفرع من الخط الارامي، حيث كان الاراميون يستعملون هذا الترتيب الذي أخذوه عن الفينيقيين. وحكاية الحروف الروادف التي مر ذكرها في الروايات العربية القديمة تشير الى أن علماء الخط العربي الأوائل الذين لانعرف عنهم شيئا يذكر قد ألحقوا الحروف التي تنفرد بها العربية في آخر ذلك الترتيب. أما ترتيب أ ب ت ث فجاءت في الكتابة العربية بعد الاسلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير