تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التصويرات الأدبية، والتعبيرات التأملية، واستعمال أضرب الجمال الطبيعي، واستخدام الصورة الحالمة؛ للوصول إلى أعظم أداة يستعين بها الكاتب للتأثير في القراء، وحتى النقاد.

ومثال هذه التصويرات قول (المنفلوطي):

- (أيها الكوكب المطل من علياء سمائه أنت عروس تشرف من نافذة قصرها،وهذه النجوم المبعثرة حواليك قلائد من جمان؟ أم ملك عظيم جالس فوق عرشه؟ وهذه النيرات حور وولدان؟ أم فص من ماس يتلألأ؟ وهذا الأفق المحيط بك خاتم من الأنوار؟ أم مرآة صافية .. ).

- واختم بهذا التحذير الذي أخذناه مشافهة من أستاذنا، وأخينا د: (حبيب بن معلا اللويحق)؛ حيث قال:

- إياك يا كاتب المقالة من النبرة الخطابية في مقالك الأدبي. أ. هـ

نعم! اكتب بهدؤ، ويسر كأنك على ظهر زورق،تسير على نهر راكد، والبدر مكتمل أمام عينيك، وهدؤ الليل الدجوجي يملأ مسامعك؛ كأنك ماضٍ إليه:سفر اللاعودة إلى عالم النور، والصفاء .. دون أن تدفن مجدافك في ماء النهر ذي الأسراب الطيعة ... !

نهاية المقال

لا بد أن يختم بطريقة توحي للقارئ أن الكاتب قد أدى رسالته المنتظرة منه في مكتوبه.

ولكن الفكرة التي يجب أن ينتبه إليها الكاتب في خاتمة المقالة:

ـ أن لايضيف فكرة جديدة تحتاج إلى تعبير، وبسط؛ إنما هي خاتمة، ووداع تودع به القارئ لمقالك فلا تطرح الجديد الذي يحتاج إلى بسط، وتناول أكثر. . واقرأ إن شئت خاتمة المنفلوطي في (مناجاة القمر):

(أيها القمر المنير: ما لي أراك تنحدر قليلاً قليلاً إلى مغربك كأنك تريد أن تفارقني، وما لي أرى نورك الساطع قد أخذ في الانقباض شيئاً فشيئاً، وما هذا السيف المسلول الذي يلمع من جانب الأفق على رأسك؟ قف قليلاً، لا تغب عني، لا تفارقني، لا تتركني وحيداً؛ فإني لا أعرف غيرك، ولا آنس بمخلوقٍ سواك.

آه، لقد طلع الفجر، ففارقني مؤنسي،وارتحل عني صديقي، فمتى تنقضي وحشة النهار، ويقبل إليّ أنس الظلام!!).

في هذه الخاتمة عامل (المنفلوطي) القمر بما هو أهله؛ فعادته الأفول، ومن اللازم أن يكون آخر عهد بين الكاتب، والقمر؛ فجعل توديعه، وأفوله آخر المقال، وخاتمته؛ فكل نهاية مقال أدبي يجسدها الكاتب، ويصوغها تكون بحسب فكرة المقال نفسه، و الأطراف، والأفكار التي صنعها الكاتب في مقاله الأدبي.

وفي النهاية: أتوجهي إلى الواحد جل، وعلا، من خلق الأرض، والسماء، وعلى العرش استوى! فأقول:

- اللهم ربي لك الحمد؛ كبرتنا من صغر، وأطعمتنا من جوع، وكسوتنا من عري، وهديتنا من ضلالة، وعلمتنا من جهل .. لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى .. اللهم اجعل هذا العمل – القاصر- خالصاً لوجهك الكريم، وتقبله مني برحمتك يا أرحم الراحمين، وانفع به من يقرأه ممن أراد عزاً، ورفعة لهذه الأمة يا رب العالمين.

اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله، وصحبه، ومن اقتفى الأثر، واتبع السنة إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.


[1] ((التحرير الأدبي د. حسين بن علي بن محمد. ص: 161؛ مكتبة العبيكان، الطبعة الثانية 1421هـ / 2000م)).

[2] ((مناجاة القمر؛ لـ (مصطفى بن صادق المنفلوطي)؛ المجموعة الكاملة (الموضوعة) ص: 61 إلى 63؛ دار الجيل ـ بيروت ـ لبنان)). ملاحظة: هذه المقالة هي محط كثير من الاستشهاد في هذه البحث المتواضع.

[3] عود نفسك على الكتابة في وقت معين، والزمه، ويكون هذا الوقت من الأوقات المريحة لك، والزم الكتابة فيه؛ وستجد أن هذا سيعينك على الإبداع، واتقان المقالة، ومع التجربة يتضح هذا جلياً.

[4] أمثال الدكتور: حسين بن علي بن محمد، والدكتور: حبيب بن معلا اللويحق، والدكتور: عبدالله بن سليم الرشيد.

[5] وقد عرضتها على أستاذنا، الدكتور: حبيب بن معلا اللويحق. وقد استحسنها كثيراً، وأثنى عليها خيراَ.

[6] لأن الفواصل القصيرة تستعمل في الجمل القصيرة، التي فكرتها لا تحتاج إلى نفس طويل في الكتابة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير