قلت: في لفظة الكُس ثلاثة مذاهب لأهل العربية: أحدها هذا والثاني أنه عربي ورجَّحه أبو حيان في تذكرته ونقله عن الأسنوي في المهمات وكذا الصغاني في كتاب خلْق الإنسان ونقله عنه الزركشي في مهمات المهمات والثالث أنه فارسي معرّب وهو رأي الجمهور منهم المطرزي وفي القاموس: الفُشَار الذي تستعمله العامة بمعنى الهذيان ليس من كلام العرب.
وفي المقصور والممدود للقالي: قال الأصمعي: يقال صلاة الظهر ولم أسمع الصلاة الأولى إنما هي مولّدة قال: وقيل لأعرابي فصيح: الصلاة الأولى.
فقال: ليس عندنا إلا صلاة الهاجرة.
وفي الصحاح: كُنْهُ الشيء: نِهايتُه ولا يشتقّ منه فعل وقولهم: لا يَكتَنِهه الوصفُ بمعنى لا يبلغ كُنْهَه كلام مولّد.
فائدة - في أمالي ثعلب: سُئِل عن التغيير: فقال هو كلُّ شيء مولد وهذا ضابط حسن يقتضي أن كلَّ لفظ كان عربيَّ الأصل ثم غيّرته العامة بهَمْزِ أو تَرْكه أو تسكينٍ أو تحريك أو نحو ذلك مولد وهذا يجتمع منه شيء كثير وقد مشى على ذلك الفارابي في ديوان الأدب فإنه قال في الشَّمْع والشمْعة بالسكون: إنه مولد وإن العربيّ بالفتح وكذا فعَل في كثير من الألفاظ.
قال ابن قتيبة في أدب الكاتب: من الأفعال التي تُهْمَز والعامة تَدَعَ همزها: طَأْطَأْت رأسي وأبطأت واستبطأت وتوضَّأْت للصلاة وهيّأْت وتهيّأْت وهنّأْتك بالمولود وتقرَّأْت وتوكّأْت عليك وتَرأّست على القوم وهنأَني الطعام ومَرَأنِي وطَرَأْت على القوم ووطئته بقدمي وخَبَأْته واختبأتُ منه وأطفأْت السِّراج ولجأت إليه وألجأته إلى كذا ونشأت في بني فلان وتواطأنا على الأمر وتَجَشَّأْت وهَزَأْت واستهزأت وقرأت الكتاب وأقرأْته منك السلام وفقَأْت عينه ومَلأْت الإناء وامتلأت وتَمَلأَّت شبعاً وحَنَّأْته بالحِنّاء واستمرأت الطعام ورَفأت الثوب وهَرَأت اللحم وأَهْرَأته: إذا أَنْضجته وكافأته على ما كان منه وما هَدَأت البارحة.
ومما يُهْمَز من الأسماء والأفعال والعامة تُبْدِل الهمز فيه أو تسقطه: آكلْت فلاناً إذا أكلت معه ولا تقل: واكلته.
وكذا آزَيْتُه: حاذَيته وآخَذْته بذنبه وآمَرْته في أمري وآخَيْتُه وآسيتُه وآزرته أي أعنته وآتيته على ما يريد والعامة تجعل الهمز في هذا كله واواً والمُلاءة والمرآة والفُجَاءَة والبَاءَة.
وإملاك المرأة والإهْلِيلج والأُتْرُجّ والإوز والأوقية وأَصْحَت السماء وأشَلْتُ الشيء: رفعته.
وأَرْمَيْت العِدْل عن البعير: أَلقيته وأعقدت الرُّبّ والعَسل وأزللت إليه زَلَّة وأجْبَرْتُه على الأمر وأَحْبَسْت الفرس في سبيل اللّه وأغلقت الباب وأقفلته وأَغْفيت أي نِمْت وأَعْتَقْت العبد وأعْيَيْت في المَشْي والعامّة تُسْقِط الهمْزَ من هذا كله.
ومما لا يُهْمَز والعامة تهمزه: رجل عَزَب والكُرة وخير الناس وشرّ الناس وأَعْسَر يَسَر ورَعَبْت الرجل ووَتَدْت الوَتد وشَغَلْته عنك وما نجَع فيه القول ورَعدت السماء وبرَقت وتَعِسه اللّه وكبَّه لَوجْهه وقلبت الشيء وصرفتُه عما أراد ووقَفْتُه على ذَنْبه وغِظْته ورَفَدْته وعِبْتُه وحَدَرت السفينة في الماء.
هذا كلّه بلا ألف والعامة تزيد فيه ألفاً.
ومما يشدّد والعامة تخففه: الفُلُوّ والأتْرُجّ والأتْرُجّة والإجَّاص والإجَّانة والقُبَّرة والنعيّ والعارِّية والقوصرّة وفي خُلقه زَعَارّة وفُوّهة النهر والباريّ ومَرَاقُّ البطن.
ومما يخفف والعامة تشدده: الرّباعية للسن التي بين التثنية والناب والكرَاهيَة والرفاهية والطَّوَاعِيَة ورجل يَمانٍ وامرأة يمَانيَة وشآم وشآميَة والطماعِيَة والدّخان وحُمَة العقرب والقَدُوم وغَلَفْتُ لحيته بالطيب ولِثَةُ الأسنان وأرضٌ دويَة ونديَة ورجل طَوِي البطن وقَذِي العين ورَدٍ أي هالك وصَدٍ أي عَطْشان وموضع دَفِيء والسُّمَانى والقُلاعة وقصَرْت الصَّلاة وكنَيْتُ الرجل وقَشَرت الشيء وأُرْتِجَ عليه وبَرَدْت فؤادي بشرْبةٍ من ماءٍ وبَرَدْتُ عيني بالبَرُود وطِنِ الكِتاب والحائط.
ومما جاء ساكناً والعامّة تحرّكه: في أسنانه حَفْر وفي بطنه مَغْس ومَغْص وشَغْب الجند وجبل وَعْر ورجل سَمْح وحَمْش الساقين وبلد وَحْش وحلْقة الباب والقوم والدَّبر.
¥